توالي ارتداد أسعار الذهب من الأدنى لها منذ مطلع الشهر متغاضية عن ارتداد مؤشر الدولار الأمريكي من الأدنى له في شهر

ارتفعت العقود الآجلة لأسعار الذهب خلال الجلسة الأمريكية لنشهد ارتدادها للجلسة الثالثة على التوالي من الأدنى لها منذ مطلع آذار/مارس الجاري متغاضية عن ارتداد مؤشر الدولار الأمريكي من الأدنى له منذ 20 من شباط/فبراير الماضي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الخميس عن الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم وعلى أعتاب الكشف عن المؤشرات القائدة للولايات المتحدة.

في تمام الساعة 01:50 مساءاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة لأسعار الذهب تسليم 15 نيسان/أبريل المقبل 0.54% لتتداول حالياً عند 1,334.50$ للأونصة مقارنة مع الافتتاحية عند 1,327.30$ للأونصة، وسط ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي 0.01% إلى مستويات 89.79 مقارنة بالافتتاحية عند 89.78.

هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي الكشف عن قراءة مؤشر طلبات الإعانة الأسبوعية والتي أظهرت ارتفاعاً بواقع 3 ألف طلب إلى نحو 229 ألف طلب مقابل 226 ألف طلب في القراءة الأسبوعية السابقة، بخلاف التوقعات عند 225 ألف طلب، وجاء ذلك قبل أن نشهد صدور بيانات سوق الإسكان والتي أظهرت تسارع نمو مؤشر أسعار المنازل إلى 0.8% مقارنة بالقراءة السابقة لشهر كانون الأول/ديسمبر الماضي والتوقعات عند 0.4%.

كما تابعنا أيضا الكشف عن القراءة الأولية لمؤشر مدراء المشتريات الصناعي والخدمي والتي أظهرت تقلص اتساع القطاع الخدمي إلى ما قيمته 54.1 مقارنة بالقراءة الأولية لشهر شباط/فبراير والتوقعات عند 55.9، بينما اتساع القطاع الصناعي إلى 55.7 مقابل 55.3 في شباط/فبراير، متفوقاً على التوقعات عند 55.4، وجاء ذلك قبيل صدور قراءة المؤشرات القائدة والتي قد تعكس تباطؤ النمو إلى 0.5% مقابل 1.0% في كانون الثاني/يناير الماضي.

ويأتي ذلك عقب ساعات من فعليات اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح 20-21 آذار/مارس والذي إقرار من خلال صانعي السياسة النقدية لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي زيادة أسعار الفائدة المرجعية قضيرة الآجل بواقع 25 نقطة أساس لأول مرة هذا العام تحت قيادة المحافظ الجديد جيروم باول إلى ما بين 1.50% و1.75%، الأمر الذي كان متوقعاً من قبل المحللين.

وقام أعضاء اللجنة الفيدرالية برفع توقعاتهم الفصلية لمعدلات النمو والتضخم بالإضافة لمستقبل أسعار الفائدة وخفض توقعاتهم لمعدلات البطالة للأعوام الثلاثة المقبلة، الأمر الذي يعكس ثقة صانعي السياسة النقدية لدى الاحتياطي الفيدرالي حيال كون التحفيز المالي الذي يتضمن التخفيضات الضريبية وزيادة الإنفاق الحكومي سوف يعزز أداء الاقتصاد والتضخم، مما يدعم المضي قدماً في تشديد السياسة النقدية بوتيرة أسرع لاحقاً.

ونود الإشارة لكون اجتماع اللجنة الفيدرالية قد حسم الجدل الذي طغى على الأسواق منذ نهاية الشهر الماضي حينما نوه باول ضمن شهادته النصف سنوية أمام الكونجرس أن رفع الفائدة على الأموال الفيدرالية أربعة مرات هذا العام يعد تشديد تدريجي، مع بقاء أعضاء اللجنة الفيدرالية على توقعاتهم برفع الفائدة ثلاثة مرات هذا العام وسط الإشارة للمضي قدماً في تشديد السياسة النقدية والتوسع في خطط تطبيع الموازنة.

هذا وقد استقرت حيازات الذهب لدى صندوق إس-بي-دي-إر جولد ترست الذي يعد أكبر صناديق المؤشرات العالمية المدعومة بالذهب يوم أمس الأربعاء دون تغير يذكر عن ما كانت عليه يوم الثلاثاء عند إجمالي 850.54 طن متري، ويذكر أن حيازات الصندوق من الذهب ارتفعت خلال العام السابق 2017 بنحو 3% إي بنحو 23.63 طن متري، بينما أسعار الذهب ارتفعت 13% في ثاني زيادة سنوية لها على التوالي خلال 2017.