أسعار النفط بصدد ثاني مكاسب أسبوعية لها على التوالي متغاضية عن ارتفاع مؤشر للأعلى له في أسبوعين

ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام بما يفوق الواحد خلال الجلسة الأمريكية متغاضية عن ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي للأعلى له منذ مطلع آذار/مارس الجاري وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الجمعة عن الاقتصاد الأمريكية أكبر مستهلك للطاقة عالمياً.

في تمام الساعة 05:47 مساءاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي "نيمكس" تسليم 15 نيسان/أبريل المقبل 1.67% لتتداول حالياً عند مستويات 62.21$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 61.19$ للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 أيار/مايو القادم 1.40% لتتداول عند 66.03$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 65.12$ للبرميل، بينما ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي 0.13% ليتداول حالياً عن مستويات 90.26 موضحاً الأعلى له في ـأسبوعين مقارنة بالافتتاحية عند 90.14.

هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم الكشف عن بيانات سوق الإسكان التي أظهرت تراجع المنازل المبدوء إنشائها وتصريح البناء في الولايات المتحدة بصورة فاقت التوقعات خلال شباط/فبراير، حيث أوضحت قراءة مؤشر المنازل المبدوء إنشاؤها تراجعاً 7.0% لنحو 1,236 ألف منزل، مقابل ارتفاع 9.7% عند نحو 1,329 ألف منزل في كانون الثاني/يناير، أسوء من التوقعات عند تراجع 2.7% لنحو 1,290 ألف منزل.

كما تراجعت قراءة مؤشر تصريح البناء 5.7% لنحو 1,298 ألف تصريح مقابل ارتفاع 7.4% عند نحو 1,396 ألف تصريح في كانون الثاني/يناير، أيضا أسوء من التوقعات التي أشارت لتراجع 3.8% لنحو 1,325 ألف تصريح، وجاء ذلك قبل أن نشهد صدور قراءة مؤشر الإنتاج الصناعي والتي أظهرت ارتفاعاً 1.1% مقابل تراجع 0.3% في كانون الثاني/يناير، متفوقة على التوقعات عند ارتفاع 0.3%.

وبالتزامن مع صدور قراءة مؤشر معدل استغلال الطاقة والتي أظهر تسارع وتيرة النمو إلى 78.1% مقابل 77.4% في كانون الثاني/يناير، متفوقة على التوقعات عند 77.7%، وصولاً إلى الكشف عن القراءة الأولية لمؤشر جامعة ميشيغان لثقة المستهلكين والتي أظهرت اتساعاً إلى ما قيمته 102.0 مقابل 99.7 في شباط/فبراير، بخلاف التوقعات عند 99.2 مع اتساع الأوضاع الاقتصادية الحالية وتقلص اتساع التوقعات الاقتصادية. 

ويأتي ذلك عقب أظهر التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية لمخزونات النفط يوم الأربعاء الماضي اتساع الفائض إلى نحو 5.0 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي في التاسع من آذار/مارس مقابل نحو 2.4 مليون برميل في القراءة الأسبوعية السابقة، بخلاف التوقعات عند فائض بنحو 2.2 مليون برميل، لنشهد ارتفاع المخزونات إلى نحو 430.9 مليون برميل، وتظل المخزونات أدنى النطاق المتوسط لمثل هذا الوقت من العام.

كما أظهر التقرير آنذاك انخفاض مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً بنحو 6.3 مليون برميل، بينما تظل المخزونات أعلى النطاق المتوسط لمثل هذا الوقت من العام، أما عن مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة فقد تراجعت بنحو 4.4 مليون برميل، وبذلك تعد المخزونات أدنى النطاق المتوسط لمثل هذا الوقت من العام.

بخلاف ذلك، فقد تابعنا يوم أمس الخميس كشف وكالة الطاقة الدولية من مقرها في باريس عن أحدث تطلعاتها لأسواق النفط والتي قامت من خلالها برفع توقعاتها للطب العالمي على النفط بواقع 90 ألف برميل إلى نحو 1.5 مليون برميل يومياً خلال عام 2018 ورفع توقعاتها للطل على النفط من قبل منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك إلى 32.4 مليون برميل يومياً من 32.3 مليون برميل يومياً خلال شباط/فبراير الماضي.

كما أعرب الوكالة عن استقرار توقعاتها حيال نمو المعروض من خارج منظمة أوبك عند 1.8 مليون برميل يومياً، مضيفة أ، التوجهات الحمائية للولايات المتحدة تشكل خطراً على تطلعات النمو العالمي وأن تباطؤ النشاط التجاري قد يثقل بالتابعية على أسواق النفط سواء الإنتاج أو الطلب، موضحة أنه في ظل استمرار اتفاقية خفض الإنتاج العالمي للنفط من قبل أوبك والمنتجين من خارجها بزعامة روسيا.

وصولاً لإفادة الوكالة لأن سوق النفط العالمي قد يشهد فائض طفيف خلال الربع الأول قبل أن وقوع عجزاً خلال ما يتبقى من 2018، وفي سياق آخر، صرح وزير النفط الإيراني أن روسيا قد تنسحب من اتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط بواقع 1.8 مليون برميل يومياً قبل نهاية العام، لأنهم لم يقدموا أي التزامات بالبقاء في الاتفاق حتى نهاية 2018، مضيفاً أن أوبك قد تقوم بتغيير قراراها أيضا قبل نهاية العام على الرغم من استبعاده لذلك الأمر.

ويأتي ذلك عقب ساعات من كشف منظمة الدولة المنتجة للنفط أوبك يوم الأربعاء الماضي عن توقعاتها بارتفاع إنتاج النفط بالدول غير الأعضاء بالمنظمة بنحو 1.66 مليون برميل يومياً خلال العام الجاري 2018، مقارنة بالتوقعات السابقة للمنظمة عند 1.4 مليون برميل يومياً، كما قامت المنظمة برفع توقعاته للطلب بشكل طفيف إلى 1.6 مليون برميل يومياً من 1.59 مليون برميل يومياً في توقعاتها السابقة.

وأفادت المنظمة أن مخزونات دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ارتفعت 13.7 مليون برميل في كانون الثاني/يناير وأن السعودية ضخت 9,935 ألف برميل يومياً في الأسواق خلال شباط/فبراير، بينما إنتاج فنزويلا من النفط تراجع لمستوي قياسي 1,586 ألف برميل يومياً في الشهر ذاته، وسط الإشارة لكون تخفيضات الإنتاج التي تقودها المنظمة تساهم في إعادة التوازن لسوق النفط والطلب العالمي على النفط يدعم ذلك أيضاً.