ارتفاع أسعار النفط للأعلى لها منذ أواخر 2014 متغاضية عن توالي ارتداد مؤشر الدولار من الأدنى له في ثلاثة أسابيع

ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام بما يفوق الواحد بالمائة خلال الجلسة الأمريكية لنشهد الأعلى لها منذ نهاية تشيرين الثاني/نوفمبر من عام 2014 متغاضية عن ارتداد مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة الثالثة على التوالي من الأدنى له منذ 27 من آذار/مارس الماضي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الخميس عن الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً ومع توجه الأنظار لاجتماع أعضاء منظمة الدولة المصدرة للنفط أوبك وروسيا في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية.

في تمام الساعة 03:48 مساءاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي "نيمكس" تسليم 15 أيار/مايو المقبل 1.04% لتتداول حالياً عند مستويات 69.18$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 68.47$ للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 حزيران/يونيو القادم 1.54% لتتداول عند 74.61$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 73.48$ للبرميل، بينما ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي 0.15% ليتداول حالياً عند مستويات 89.79 مقارنة بالافتتاحية عند 89.62. 

هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم في وقت سابق اليوم حديث عضوة اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح لايل برينارد عن الإصلاح التنظيمي في المنتدى المالي العالمي في واشنطون، والذي أعربت من خلاله أن معدلات التضخم مستقرة وسط وجود علامات من عدم الاتزان وأنه من المبكر جداً إعادة النظر في قواعد رؤوس أموال المصارف.

كما نوهت برينارد أنه يجب توخي الحذر من الدخول في مرحلة اقتصادية جديدة بما يشمل ارتفاع الأصول والروافع المالية، وجاء ذلك قبل أن نشهد صدور قراءة مؤشر طلبات الإعانة الأسبوعية والتي أظهرت انخفاضاً إلى 232 ألف طلب مقابل 233 ألف طلب في القراءة الأسبوعية السابقة، دون التوقعات عند 230 ألف طلب، بالتزامن مع أظهر قراءة مؤشر فيلادلفيا الصناعي اتساعاً إلى 23.2 مقابل 22.3 في آذار/مارس، بخلاف التوقعات عند 20.8.

وصولاً إلى شهادة عضو اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح راندال كوارلز عن الإشراف والتنظيم أمام اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ والتي أعرب من خلالها عن كون استمرار منحنى العائد المسطح لا يعطي دلائل على وجود كساد اقتصادي، مضيفاً أن العملات الرقمية لا تمثل تهديد للاستقرار المالي وأنه يجب على المصارف الصغيرة أن تقوم بصياغة قواعد جديد للسيولة المالية.

ويأتي ذلك عقب ساعات من أظهر التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية لمخزونات النفط عجز 1.1 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي في 13 من نيسان/أبريل مقابل فائض 3.3 مليون برميل في القراءة الأسبوعية السابقة، بخلاف التوقعات التي أشارت لعجز 0.5 مليون برميل، لنشهد تراجع مخزونات النفط إلى 427.6 مليون برميل، لتظل بذلك أدنى النطاق المتوسط لمثل هذا الوقت من العام،

كما أظهر التقرير يوم أمس الأربعاء تراجع مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً 3.0 مليون برميل، بينما لا تزال المخزونات أعلى النطاق المتوسط لمثل هذا الوقت من العام، أما عن مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة فقد انخفض 3.1 مليون برميل، لتظل بذلك المخزونات أدنى النطاق المتوسط لمثل هذا الوقت من العام.

على الصعيد الأخر، فقد تطرقت بعض التقرير إلى أنه وفقاً لأشخاص لديهم معرفة بالبيانات التي يتم تقييمها في اجتماع منظمة أوبك وحلفائها المنتجين من خارج المنظمة وعلى رأسهم روسيا في جدة، سوق النفط ينبغي أن يستعيد التوازن خلال الربع الجاري، ويأتي ذلك عقب ساعات من أظهر تقرير إدارة معلومات الطاقة أن إجمالي مخزونات النفط الأمريكية انخفضت إلى ما دون متوسط الخمسة أعوام لأول مرة منذ عام 2014.

ونود الإشارة إلى أنه مع تضاؤل الإمدادات المفرطة، يتحول التركيز الآن إلى ما إذا كانت منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وحلفائها المنتجين من خارجها بقيادة روسيا سوف يستمروا في اتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط بواقع 1.8 مليون برميل يومياً حتى نهاية العام الجاري 2018، هل سوف يتناولوا بحث تمديد الاتفاق لما بعد العام الجاري غداً الجمعة خلال اجتماعهم في جدة، وبالأخص في ظلال نمو إنتاج النفط الصخري الأمريكي.

ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضية، فقد ارتفعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 7 منصات لتعكس ثاني زيادة أسبوعية على التوالي وليبلغ بذلك إجمالي منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة نحو 815 منصة والذي يعد أعلى مستوى لها منذ آذار/مارس من عام 2015.