ارتفاع أسعار النفط مع الاستقرار السلبي لمؤشر الدولار الأمريكي وفرض أمريكا عقوبات على فنزويلا

ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط خلال الجلسة الأمريكية لنشهد استقرارها بالقرب من الأعلى لها في ثلاثة أعوام ونصف وسط ارتداد مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة الثانية على التوالي من الأعلى له منذ 13 من كانون الأول/ديسمبر الماضي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الثلاثاء عن الاقتصاد الصيني أكبر مستورد للطاقة عالمياً ونظيره الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً وفي أعقاب توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرسوماً ينص على فرض المزيد من العزلة الاقتصادية على النظام في فنزويلا.

في تمام الساعة 05:14 مساءاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي "نيمكس" تسليم 15 حزيران/يونيو المقبل 0.15% لتتداول حالياً عند مستويات 72.35$ للبرميل موضحة الأعلى لها منذ 27 من تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2014 مقارنة بالافتتاحية عند 72.24$ للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 تموز/يوليو القادم 0.61% لتتداول عند 79.70$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 79.22$ للبرميل، وسط انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي 0.12% ليتداول حالياً عند مستويات 93.56 مقارنة بالافتتاحية عند 93.68. 

هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الصيني ثاني أكبر اقتصاد في العالم وثاني أكبر دولة صناعية عالمياً بعد الولايات المتحدة الكشف عن قراءة المؤشرات القائدة لشهر نيشان/أبريل والتي أظهرت تباطؤ وتيرة النمو إلى 1.5% مقابل 1.6% في آذار/مارس الماضي.

على الصعيد الأخر، فقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي الكشف عن قراءة مؤشر راتشموند الصناعي لشهر آيار/مايو الجاري والتي قد أظهرت اتساعاً بما قيمته 16 مقابل انكماشاً بما قيمته 3 في نيسان/أبريل الماضي، متفوقة بذلك على التوقعات التي أشارت إلى اتساعاً بما قيمته 9.

وفي سياق أخر، تتوجه أنظار المستثمرين حالياً لما سوف يسفر عنه محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح الذي عقد في مطلع الشهر الجاري والذي أبقى من خلاله صانعي السياسة النقدية على أسعار الفائدة المرجعية قصيرة الآجل ما بين 1.50% و1.75%.

كما تترقب الأسواق أيضا عن كثب لما سوف يسفر عنه حديث محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في نهاية الأسبوع الجاري ضمن حلقة نقاش تحت عنوان "مستقبل المصرفية المركزية؟" في مؤتمر سفيريجيس ريسكبنك السنوي في ستوكهولم.

بخلاف ذلك، فقد فرضت الولايات المتحدة الأمريكية المزيد من العقوبات على فنزويلا تحد من قدرة فنزويلا على بيع أصول لها عقب إعادة انتخاب الرئيس نيكولاس مادورو في عملية وصفتها واشنطن بأنها "غير شرعية"، وقد وصف نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس أن الانتخابات الأخيرة في فنزويلا بأنها مهزلة.

كما أعرب بنس أن الانتخابات الرئيسة التي أجريت في عطلة نهاية الأسبوع الماضي في فنزويلا ليست حرة وعادلة وأن النتيجة غير شرعية وتعد ضربة جديدة للتقليد الديمقراطي العريق في فنزويلا مع تأكيده أن بلاده لن تبقى مكتوفة اليدين في وقت تنهار فيه فنزويلا وأنه لا يزال الشعب الشجاع ضحية البؤس الاقتصادي هناك.

ويذكر أن إمدادات فنزويلا عضو منظمة الدول المصدرة للنفط الخام أوبك انخفضت بنحو 1 مليون برميل يومياً منذ عام 2016 إلى نحو 1.5 مليون برميل يومياً بسبب الاضطرابات السياسة والاقتصادية التي تشهدها فنزويلا خلال الآونة الأخيرة.

ويأتي ذلك عقب ساعات من تصريحات رئيس الوكالة الدولية للطاقة فاتح بيرول يوم أمس الاثنين والتي أعرب من خلالها أن فنزويلا تشكل الخطر الأكبر بالنسبة لتوازن أسواق النفط الخام خلال الأشهر القليلة المقبلة، موضحاً أنه من المحتمل أن يتراجع إنتاج فنزويلا من النفط بشكل موسع خلال الفترة المقبلة.

ونود الإشارة إلى أن القلق من تراجع إنتاج فنزولا بالتزامن مع إعادة فرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية مشددة على إيران ثالث أكبر منتج لدى منظمة أوبك التي تجرى حالياً بالتعاون مع حلفائها المنتجين من خارج المنظمة وعلى رأسهم روسيا اتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط بواقع 1.8 مليون برميل يومياً حتى 2018.

ساهم بشكل ملحوظ في ارتفاع أسعار النفط الخام للأعلى لها في ثلاثة أعوام ونصف لتعكس بذلك أسعار النفك ارتفاعاً بأكثر من 50% خلال عام متغاضية عن ارتفاع الإنتاج الأمريكي للنفط للأعلى له على الإطلاق عند 10.72 مليون برميل يومياً، ليقترب من مستويات إنتاج روسيا أكبر منتج للنفط عالمياً عند 11.0 مليون برميل يومياً.

وختاماً نود الإشارة إلى أنه ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر اليوم الجمعة الماضية فقد استقرت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة عند إجمالي 844 منصة عقب ارتفاعها للأسبوع السادس على التوالي الأسبوع السابق لأعلى مستوى لها منذ آذار/مارس من عام 2015.