استقرار إيجابي لأسعار النفط الخام وسط انخفاض مؤشر الدولار والأنظار على اجتماع أوبك

تذبذبت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام في نطاق ضيق مائل نحو الارتفاع خلال الجلسة الأمريكية وسط ارتداد مؤشر الدولار الأمريكي من أعلى مستوياته منذ الخامس من أيلول/سبتمبر الجاري وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الخميس عن الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً وعلى أعتاب اجتماع الدولة المصدرة للنفط أوبك في فيينا غداً الجمعة.

في تمام الساعة 04:43 مساءاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي "نيمكس" تسليم 15 تشرين الأول/أكتوبر القادم 0.02% لتتداول حالياً عند مستويات 50.70$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 50.69$ للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل 0.04% لتتداول عند 56.30$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 56.28$ للبرميل، وسط انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي 0.15% ليتداول حالياً عن مستويات 91.38 مقارنة بالافتتاحية عند 92.51.

هذا وتتوجه أنظار الأسواق حالياً لما سوف يسفر عنه اجتماع أوبك مع شغف المستثمرين حيال مستقبل اتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط من قبل منظمة أوبك والمنتجين من خارج المنظمة بواقع 1.8 مليون برميل شهرياً حتى آذار/مارس المقبل، وبالأخص عقب تضارب تصريحات الوزراء الذين سيجتمعون غداً في فيينا، حيث صرح وزير النفط الكويتي عصام المرزوقي أن أوبك لم تنظر في تمديد الاتفاق خلال الأسبوع الجاري، بينما أفادت وكالات الإنباء الرسمية الجزائرية أن وزير الطاقة الجزائري نوه إلى أنه سوف يتم مناقشة التمديد خلال الاجتماع.

على الصعيد الأخر، فقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم الكشف عن القراءة الأسبوعية لمؤشر طلبات الإعانة والتي أظهرت تراجعاً بخلاف التوقعات بالتزامن مع أظهر قراءة مؤشر فيلادلفيا الصناعي اتساعاً خلال أيلول/سبتمبر الجاري أيضا بخلاف التوقعات، وجاء ذلك قبل أن نشهد صدور قراءة مؤشر أسعار المنازل والتي أوضحت تسارع وتيرة النمو دون التوقعات خلال تموز/يوليو الماضي.

ويأتي ذلك عقب ساعات من انقضاء فعليات اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح 19-20 أيلول/سبتمبر والذي أبقى من خلاله الأعضاء اللجنة على أسعار الفائدة ما بين 1.00% و1.25% للاجتماع الثاني على التوالي، الأمر الذي كان متوقعاً من قبل الأسواق مع الإعلان عن البدء في تطبيع الموازنة بحلول تشرين الأول/أكتوبر المقبل والتي تقدر بنحو 4.2$ تريليون والمحافظة على توقعات اللجنة برفع أسعار الفائدة ثلاثة مرات هذا العام.

بخلاف ذلك، تابعنا أيضا يوم أمس الأربعاء الكشف عن التقرير الاسبوعي لإدارة معلومات الطاقة لمخزونات النفط الخام والذي أوضح تقلص الفائض لنحو 4.6 مليون برميل مقابل نحو 5.9 مليون برميل في القراءة الأسبوعية السابقة، بخلاف التوقعات عند فائض بنحو 2.8 مليون برميل، لنشهد ارتفاع المخزونات إلى نحو 472.8 مليون برميل، وتظل بذلك المخزونات ضمن النطاق العلوي للمدى المتوسط لمثل هذا الوقت من العام.

كما أوضح التقرير تراجع مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً بنحو 2.1 مليون برميل، بينما تظل المخزونات ضمن النطاق العلوي للمدى المتوسط لمثل هذا الوقت من العام، أما عن مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة فقد انخفضت بنحو 5.7 مليون برميل لتعد بذلك المخزونات ضمن النطاق السلفي للمدى المتوسط لمثل هذا الوقت من العام.