الاحتياطي الفيدرالي يشير لتضاؤل المخاطر مع تثبت أسعار الفائدة للاجتماع الخامس على التوالي

أقر صانعي السياسة النقدية لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي خلال اجتماع اللجنة الفدرالية للسوق المفتوح 26-27 تموز/يوليو الجاري تثبيت أسعار الفائدة المرجعية قصيرة الآجل ما بين نسبة 0.25% و0.50% عقب رفعها من مستوياتها التاريخية المنخفضة بين الثبات عند مستويات الصفر ونسبة 0.25% في آخر اجتماعات العام السابق 2015 لأول مرة منذ كانون الأول/ديسمبر من عام 2006 بواقع 25 نقطة أساس، ويعد قرار اللجنة متوافقاً بذلك مع التوقعات.

هذا وقد أوضح بيان أعضاء اللجنة الفدرالية للسوق المفتوح من واشنطون اعتماداً على البيانات المتوفرة للأعضاء منذ اجتماع 14-15 حزيران/يونيو الماضي، أن المخاطر التي تواجه الاقتصاد الأمريكي قد تضاءلات وأن سوق العمل أصبح أكثر صلابة، مما يشير إلى أن الظروف أصبحت مواتية للمضي قدما في تشديد السياسة النقدية وملائمة بشكل أفضل لزيادة تكاليف الإقتراض ورفع أسعار الفائدة المرجعية قصيرة الآجل.

تطرق الأعضاء اليوم الأربعاء عقب انقضاء الاجتماع الذي دام يومين إلى أن "المخاطر الاقتصادية على المدى القصير قد تضاءلت"، بينما حافظ الأعضاء على موقفهم السابق في اجتماع حزيران/يونيو بأن اللجنة "مستمرة في المراقبة عن كثب" للضغوط التضخمية والتطورات العالمية، أما عن وتيرة خلق الوظائف فقد أشار الأعضاء إلى أنها كانت "قوية" خلال حزيران/يونيو و"تشير إلى بعض الزيادة في الاستخدام الأمثل للعمالة خلال الآشهر القليلة الماضية".

كما أكد الأعضاء على عملهم لتعزيز أقصي قدر لخلق الوظائف واستقرار الأسعار. وسط تتوقع اللجنة بأن النشاط الاقتصادي يتحسن مع التعديلات التدريجية في موقف السياسية النقدية بوتيرة معتدلة وأن مؤشرات سوق العمل سوف تنتعش بينما قد تظل منخفضة على المدى القريب، ويأتي ذلك مع رصد اللجنة للتطورات الاقتصادية والمالية العالمية وتطورات الضغوط التضخمية والمحافظة على أسعار الفائدة عند 0.50% ضمن السياسة النقدية المتكيفة من قبل البنك، لدعم المزيد من التحسن في ظروف سوق العمل والعودة بالضغوط التضخمية إلى 2%.

في تمام الساعة 07:52 مساءاً بتوقيت جرينتش ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي أمام ست عملات رئيسية على رأسها اليورو الذي يزن أكثر من نصف المؤشر بالإضافة إلى الفرنك السويسرى، الين الياباني، الجنيه الإسترليني، الكرونة السويدي والدولار الكندي ليتداول حالياً عند مستويات 97.20 مقارنة بالافتتاحية عند 97.17 بعد أن حقق أعلى مستوى له خلال تداولات الجلسة عند 97.53، بينما حقق الأدنى له عند 97.11.

وفي نفس السياق، فقد أعرب صانعي السياسة النقدية لدى الاحتياطي الفيدرالي عن التقدم الاقتصادية الذي شهده أكبر اقتصاد في العالم خلال الآونة الأخيرة مع وزن مخاطر تصويت بريطانيا على الخروج من كتلة الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى التأرحج الموسع في وتيرة خلق الوظائف داخل الاقتصاد الأمريكي في أعقاب تراجع وتيرة خلق الوظائف بشكل موسع في آيار/مايو وارتفاعها بشكل ملحوظ عقب ذلك في حزيران/يونيو.

الجدير بالذكر أن محافظة بنك الاحتياطي الفدرالي جينيت يلين قد أشارت مراراً وتكراراً إلى أن الاحتياطي الفيدرالي قد يقدم على رفع أسعار الفائدة بشكل تدريجي في وقت لاحق من هذا العام، إلا أن التقلبات التي شهدتها الأسواق المالية العالمية في مطلع هذا العام وعلى أعتاب استفتاء خروج بريطانيا بالإضافة إلى تراجع وتيرة خلق الوظائف بشكل موسع قبل انتعاشها من جديد مؤخراً، قد أدى تأجيل مضي أعضاء اللجنة الفدرالية للسوق المفتوح قدماً في تشديد السياسة النقدية، بينما قد نشهد استإنف الأعضاء لمسيرات زيادة أسعار الفائدة المرجعية قصيرة الأجل في وقت لاحق من هذا العام مع تنامي التوقعات بذلك وبالأخص في اجتماع كانون الأول/ديسمبر المقبل.