أرباح قطاع الاتصالات السعودي تتراجع 2.7% بالربع الأول ومكررات الربحية أعلى من السوق

يعد قطاع الاتصالات من القطاعات الدفاعية التي عادة ما تكون أقل تأثرا بالظروف الاقتصادية الصعبة مقارنة بغيره من القطاعات، إلا أن الأزمة الاقتصادية الحالية كانت أقوى من دفاعية القطاع، فمع تراجع الإنفاق الحكومي، والذي انعكس سلبا على الإنفاق الفردي، ومع ارتفاع التكاليف على جميع قطاعات الأعمال وبشكل عام، شهد قطاع الاتصالات السعودي تراجعا في أرباحه بالربع الأول من العام الجاري.

وفي تحليل خاص بموقع أخبار اليوم جاءت إيرادات قطاع الاتصالات السعودي مرتفعة 0.86%، إلا أنه وبعد ارتفاع نسبة التكلفة للمبيعات بالقطاع إلى 43% مقابل 42% بالفترة المقابلة، تراجع إجمالي الدخل 1%، وبعد ارتفاع المصروفات التشغيلية 2.23% جاءت الأرباح التشغيلية متراجعة 7.7%.

وبعد ذلك تراجع صافي المصروفات الأخرى بعد إصافة الإيرادات الأخرى لها إلى 685 مليون ريال مقابل 801 مليون ريال، ووصلت نسبة تراجع الأرباح قبل الزكاة EBT إلى 5.57%، وشهدت مستحقات الزكاة ارتفاعا بنسبة 0.49%، وتراجع صافي دخل القطاع بنسبة 2.73%، وذلك بدعم من تراجع قيمة حقوق الأقلية في شركة الاتصالات.

ووفقا للتحليل أظهرت القوائم المالية لشركات قطاع الاتصالات السعودي والتي أعلنت عن نتائجها بالربع الأول من العام الحالي، تراجع أرباح كبرى شركات القطاع، وهي شركة الاتصالات السعودية STC وبنسبة 5.13%، وذلك بسبب ارتفاع تكلفة المبيعات مما أدى لتراجع إجمالي الدخل 4.28%، على الرغم من نمو الإيرادات 2.29%.

فارتفعت التكلفة مقارنة بالمبيعات إلى 43% مقارنة بـ 40%، كذلك ارتفعت المصروفات التشغيلية بنسبة 1.27%، وتراجع صافي المصروفات الأخرى بعد إضافة الإيرادات الأخرى إلى 358 مليون ريال مقابل  550 مليون بالربع المقارن، وبفارق 192 مليون ريال، بينما ارتفعت قيمة الزكاة بقيمة 29 مليون ريال عن الربع المقابل، في حين انخفضت قيمة حقوق الملكية غير المسيطرة من 160 مليون ريال إلى 76 مليون ريال، ليبلغ صافي الربح 2.37 مليار ريال مقارنة بـ 2.5 مليار ريال بالفترة المقابلة وبفارق 128 مليون ريال، متراجعا 5.13%.

أما في شركة اتحاد اتصالات "موبايلي" ووفقا لتحليل موقع أخبار اليوم، نجد أن الأمر اختلف تماما، فرغم تراجع الإيرادات 6.5% إلا أن الشركة تحولت من الخسارة إلى الربحية، وذلك بعد أن نجحت الشركة في تخفيض تكلفة المبيعات مقارنة بالمبيعات إلى 44% بالربع الأول 2016 مقارنة بـ 48% في الربع الأول 2015، مما ادى لارتفاع إجمالي الدخل 0.4%.

ثم قامت الشركة بتخفيض المصروفات التشغيلية 4.36%، إلا أنها لم تتمكن من التحكم في صافي الإيرادات والمصروفات الأخرى لترتفع إلى 108.8 مليون ريال مقابل 52.76 مليون ريال بالربع المقابل، وذلك بعد ارتفاع مصاريف التمويل من 68 مليون ريال إلى 122 مليون ريال، إلا أن انخفاض قيمة الزكاة إلى 14 مليون ريال مقابل 42 مليون ريال بالفترة المقارنة من 2015 وبفارق 28 مليون ريال، مكن الشركة من ظهور صافي ربحها بالمنطقة الخضراء بصافي ربح 17 مليون ريال مقابل خسائر 45 مليون ريال بالربع المقابل.

وبالانتقال إلى الشركة الثالثة بالقطاع وهي شركة الاتصالات المتنقلة السعودية "زين" فنجدها قد جمعت بين النموذجين السابقين، فارتفعت إيراداتها 6.5%، ثم استطاعت الشركة أن تخفض التكلفة مقارنة بالمبيعات إلى 38% مقارنة بـ 47% وبذلك تكون هي الأفضل بين الشركات الثلاثة من حيث تخفيض التكلفة للمبيعات، وهو ما أدى لارتفاع إجمالي الدخل بنسبة 24% وبقيمة 211 مليون ريال.

إلا أن الشركة لم تنجح في ضبط المصروفات التشغيلية لترتفع بنسبة 19.7%، وبقيمة 184 مليون ريال، مما أدى إلى تحقيق خسائر تشغيلية بلغت 32 مليون ريال مقارنة بـ 59 مليون ريال، بالفترة المقارنة.

وارتفع صافي المصروفات الأخرى بعد إضافة الإيرادات الأخرى لها إلى 217 مليون ريال لتصل الخسائر الصافية للشركة إلى 250 مليون ريال، وهي اقل من خسائر الفترة المقارنة والبالغة 257 مليون ريال، وبنسبة تراجع في الخسائر 2.74%.

وعلى مستوى وضع الأسهم بالسوق نجد كلا من مكرر ربحية سهمي موبايلي وزين بالسالب، حيث سجلت الشركتان في آخر أربعة فصول خسائر في المجمل، بينما بلغ مكرر ربحية سهم الاتصالات السعودية 13.7 مرة، وهو  مساوي تقريبا لمكرر ربحية القطاع، إلا أنهما أعلى من مكرر ربحية السوق الذي بلغ 13.17 وذلك بنهاية جلسة الاثنين 2 مايو الجاري وبناء على أرباح آخر أربعة فصول بنهاية الربع الأول من 2016.

أما عن مكرر القيمة الدفترية للشركات فكان أقلها زين بمكرر يبلغ 1.21 مرة، يليها موبايلي 1.45 مرة، والاتصالات 2.11 مرة، وذلك مقابل مكرر قيمة دفترية للقطاع عند 1.93 مرة، ومكرر قيمة دفترية للسوق عند 1.61 مرة.