أسعار الذهب تستأنف الارتداد من الأعلى لها في شهر متغاضية عن توالي ارتداد مؤشر الدولار من الأعلى له في شهرين

تذبذبت العقود الآجلة لأسعار الذهب في نطاق ضيق مائل نحو التراجع خلال الجلسة الآسيوية لنشهد ارتدادها للجلسة الثالثة في خمسة جلسات من الأعلى لها منذ السابع من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي متغاضية عن تراجع مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة السابعة في ثمانية جلسات من الأعلى له منذ 15 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما.

ويأتي ذلك عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها عن الاقتصاد الصيني أكبر مستهلك للمعادن في العالم وعلى أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الثلاثاء من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم والتي تتضمن انطلاق فعليات اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح في واشنطون ومع تسعير الأسواق لتطورات الحرب التجارية القائمة بين واشنطون وبكين.

في تمام الساعة 03:24 صباحاً بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة لأسعار الذهب تسليم شباط/فبراير 0.09% لتتداول عند 1,465.00$ للأونصة مقارنة مع الافتتاحية عند 1,466.30$ للأونصة، مع العلم، أن العقود استهلت تداولات الجلسة على فجوة سعرية صاعدة بعد أن اختتمت تداولات الأمس عند 1,464.90$ للأوتصة، بينما انخفض مؤشر الدولار الأمريكي 0.04% إلى 97.61 مقارنة بالافتتاحية عند 97.65.

هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الصيني ثاني أكبر اقتصاد في العالم الكشف عن القراءة السنوية لمؤشر أسعار المستهلكين والتي أظهرت تسارع النمو إلى 4.5% متوافقة مع التوقعات مقابل 3.8% في تشرين الأول/أكتوبر، بينما أوضحت القراءة السنوية لمؤشر أسعار المنتجين والذي يعد مؤشر مبدئي للضغوط التضخمية تقلص الانكماش إلى 1.4% مقابل 1.6%، متفوقة على التوقعات التي أشارت لتقلص الانكماش إلى 1.5%.

على الصعيد الأخر، يترقب المستثمرين من قبل الاقتصاد الأمريكي الكشف عن القراءة النهائية لمؤشر الإنتاجية وتكلفة واحدة العمل، وسط التوقعات بأن تظهر قراءة مؤشر الإنتاجية تراجع 0.3% مقارنة بتراجع 0.1% قي القراءة الأولية للربع الثالث ومقابل نمو 2.3% في القراءة السابقة للربع الثاني الماضي، بينما قد توضح قراءة مؤشر التكلفة تباطؤ النمو إلى 3.4% مقارنة بنمو 3.6% في القراءة الأولية ومقابل نمو 2.6% في الربع الثاني.

بخلاف ذلك، تتطلع الأسواق إلى انطلاق فعليات اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح الذي يعقد اليوم وغداً الأربعاء في واشنطون والذي المتوقع يتم من خلاله البقاء على أسعار الفائدة المرجعية قصيرة الآجل للاجتماع الثاني على التوالي عند ما بين 1.75% و2.00% وذلك بالتزامن مع الكشف عن توقعات أعضاء اللجنة لمعدلات النمو، التضخم والبطالة بالإضافة إلى مستقبل أسعار الفائدة للأعوام الثلاثة المقبلة.

وصولاً إلى المؤتمر الصحفي الذي سيعقده محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول غداً وتحديداً عقب نصف ساعة من انقضاء فعليات اجتماع اللجنة الفيدرالية للتعقيب على قرارات صانعي السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي الذي يشهد مؤخراً انتقادات موسعة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يطالب الاحتياطي الفيدرالي ومحافظه باول بالمضي قدماً في خفض الفائدة على الأموال الفيدرالية "للصفر أو أقل".

وبالنظر إلى تطورات الحرب التجارية القائمة بين أكبر اقتصاديان في العالم، فقد تابعنا بالأمس أعرب وزير الزراعة الأمريكي سوني بيردوي "لدينا موعد نهائي 15 كانون الأول/ديسمبر لشريحة أخرى من التعريفات، لا أعتقد أن هذه ستنفذ وأعتقد أننا قد نرى بعض التأخير"، وجاء ذلك في أعقاب التقرير التي تطرقت في مطلع الأسبوع لكون الصين قد قامت بشراء خمسة شحنات من فول الصويا تقدر بنحو 300 ألف طن من الولايات المتحدة.

ويذكر أن المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لاري كودلو نوه الجمعة لكون واشنطون تقترب من إبرام اتفاق تجاري مع بكين، موضحاً أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعي للتوصل لاتفاق جيد مع الصين، ومضيفاً أن 15 من كانون الأول/ديسمبر تاريخ هام فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية وأن الإدارة الأمريكية تستخدم التعريفات ضمن مفاوضتها التجارية وتعمل على دفع الصين للتوسع في شراء المنتجات الزراعية الأمريكية. 

هذا وتتطلع الأسواق لقرار واشنطون بحلول منتصف الشهر من عدمه حيال تفعيل زيادة الرسوم الجمركية 15% على بضائع صينية بقيمة 156$ مليار، ونود الإشارة، لكون الرئيس الأمريكي ترامب أعرب الأسبوع الماضي عن كونه يفضل بشكل أو بأخر تأجيل إبرام صفقة تجارية مع الصين لبعد الانتخابات الرئاسية 2020، مع أفادته بأن بكين تريد إبرام صفقة في الوقت الراهن مع واشنطون وأنه "سنرى إذا ما كانت الصفقة ستكون صحيحة أم لا".

كما تتطلع الأسواق بعد غد الخميس إلى فعليات اجتماع البنك المركزي الأوروبي والذي من المتوقع أن يقر من خلاله صانعي السياسة النقدية لدى المركزي الأوروبي البقاء على أسعار الفائدة عند مستوياتها الصفرية الحالية وتثبيت معدل الإقراض الهامشي عند 0.25% بالإضافة إلى البقاء على معدل الفائدة على الودائع سلبية -0.40% والمضي قدماُ في برنامج التيسر الكمي بواقع 20 مليار يورو شهرياً طالما استدعى الأمر لذلك.

ويأتي دلك قبل أن نشهد أيضا الخميس المقبل المؤتمر الصحفي لمحافظة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد والذي يعد أولى مؤتمر صحفي لها بعد أن تولت المنصب خلفاً للمحافظ السابق ماريو دراغي مع مطلع الشهر الماضي، وبالتزامن مع فعليات الانتخابات البرلمانية في بريطانيا والتي قد تنعكس بشكل مباشر على ملف خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في الموعد المحدد مسبقاً مع نهاية كانون الثاني/يناير القادم.