استقرار سلبي لأسعار الذهب متغاضية عن انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي لأول مرة في ستة جلسات

تذبذبت العقود الآجلة لأسعار الذهب في نطاق ضيق مائل نحو التراجع خلال الجلسة الآسيوية لنشهد ارتدادها للجلسة الرابعة في ستة جلسات من الأعلى لها منذ 12 من نيسان/أبريل من عام 2013 متغاضية عن الاستقرار السلبي لمؤشر الدولار الأمريكي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما، وذلك وسط شح البيانات الاقتصادية في مطلع هذا الأسبوع من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم.

في تمام الساعة 04:34 صباحاً بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة لأسعار الذهب تسليم 15 كانون الأول/ديسمبر 0.06% لتتداول حالياً عند 1,505.00$ للأونصة مقارنة مع الافتتاحية عند 1,506.30$ للأونصة، مع العلم أن العقود استهلت الجلسة على فجوة سعرية هابطة بعد أن اختتمت تداولات الأمس عند 1,511.60$ للأونصة، بينما تراجع مؤشر الدولار الأمريكي 0.05% إلى 98.31 مقارنة بالافتتاحية عند 98.36.

هذا ويترقب المستثمرين اليوم الثلاثاء لما سيسفر عنه حديث عضو اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح ونائب محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي راندال كوارليس حيال تنمية المجتمع في مركز يوتا لتحقيق الاستقرار في الأحياء في سولت ليك سيتي، ويأتي ذلك قبل ساعات الكشف غداً الأربعاء عن محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح الذي عقد في مع نهاية تموز/يوليو الماضي.

ويذكر أن صانعي السياسة النقدية لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي قد أقروا في الاجتماع الذي عقد في 30-31 من تموز/يوليو في واشنطون خفض الفائدة على الأموال الفيدرالية لأول مرة في أكثر من عقد من الزمان بواقع 25 نقطة أساس إلى ما بين 2.00% و2.25%، الأمر الذي جاء متوافقاً مع التوقعات آنذاك، وذلك مع أفادهم حينها بأن الخفض جاء لدعم وتيرة النمو ومكافحة وهن التضخم في ظلال الحمائية التجارية. 

كما تتطلع الأسواق بحلول الخميس المقبل إلى انطلاق فعليات ندوة السياسة الاقتصادية جاكسون هول في بنك كانساس سيتي الاحتياطي الفيدرالي والتي يحضرها محافظي المصارف المركزية العالمية ووزراء مالية بالإضافة إلى أكاديميين ومشاركين في الأسواق المالية من جميع إنحاء العالم، ومن المرتقب أن نشهد الجمعة القادمة حديث محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول تحت عنوان "تحديات السياسة النقدية" خلال فعليات الندوة.

بخلاف ذلك، فقد تابعنا أمس الاثنين أفادت وزير التجارة الأمريكي ويلبر روس بأن بلاده ستقوم بتأجيل حظر شركة هواوي وعدد من الشركات الصينية الأخرى لمدة 90 يوم من أجل المضي قدماً في المحادثات التجارية، وذلك مع أعربه عن شعوره بقلق حيال نهج الاحتياطي الفيدرالي وتأثيره على قوة الدولار، مضيفاً أنه من المحتمل أن يحدث ركود اقتصادي في النهاية، إلا أنه نوه لكون منحنى عائد السندات الأمريكية مؤشر غير واقعي كما يعتقد البعض.

وفي سياق أخر، فقد أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيضا بالأمس عبر حسابه الرسمي على تويتر عن كون الاقتصاد الأمريكي لا يزال قوياً رغم رؤية الاحتياطي الفيدرالي ومحافظه جيروم باول، معرباً عن أهمية خفض الفائدة على الأموال الفيدرالية على الأقل مائة نقطة أساس مع إعادة تفعيل سياسات التخفيف الكمي، موضحاً أن اقتصاد أمريكا سيؤدي بشكل أفضل مع تراجع الفائدة وأن الاقتصاد العالمي سيستفيد من ذلك الأمر.

ونود الإشارة، لكون التقرير التي تطرقت الجمعة الماضية إلى أن الحكومة الألمانية على استعداد لاعتماد المزيد من التحفيز لمواجهة الركود المحتمل لأكبر اقتصاديات منطقة اليورو، بالإضافة إلى اتخاذ بنك الشعب الصيني (البنك المركزي الصيني) السبت الماضي بعض الإجراءات والتي ينظر إليها على أنها تخفيض سعر الفائدة لمواجهة تباطؤ نمو ثاني أكبر اقتصاد في العالم، قد حفزت شهية المخاطرة لدى المستثمرين وأثقلت على أداء أسعار الذهب الذي يعد ملاذ آمن وبديل للاستثمار لحين اتضاح الرؤية.