ارتفاع أسعار النفط للأعلى لها في عدة أشهر متغاضية عن ارتداد مؤشر الدولار من الأدنى له في عشرة أسابيع

ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام خلال الجلسة الأمريكية لنشهد ارتفاع خام نيمكس للأعلى له منذ 11 من تموز/يوليو وارتفاع خام برنت للأعلى له منذ 22 من أيار/مايو متغاضية عن ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي موضحاً ارتداده نمن الأدنى له منذ التاسع من تموز/يوليو وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الجمعة عن الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً.

في تمام الساعة 05:27 مساءاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي نيمكس تسليم 15 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل 1.18% لتتداول حالياً عند مستويات 71.15$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 70.32$ للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 تشرين الثاني/نوفمبر القادم 0.38% لتتداول عند 79.00$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 78.70$ للبرميل، بينما ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي 0.36% إلى 94.25 موضحاً ارتداده من الأدنى له في عشرة أسابيع مقارنة بالافتتاحية عند 93.91.

هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم صدور القراءة الأولية لمؤشر مدراء المشتريات الصناعي والخدمي ماركيت عن الولايات المتحدة أكبر دولة صناعية عالمياً لشهر أيلول/سبتمبر والتي أظهرت اتساع القطاع الصناعي إلى ما قيمته 55.6 مقابل 54.7 في آب/أغسطس الماضي، متفوقة على التوقعات عند 55.1،  بينما تقلص اتساع القطاع الخدمي إلي ما قيمته 52.9 مقابل 54.8 في آب/أغسطس، بخلاف التوقعات عند 54.9.

ويأتي ذلك عقب ساعات من أظهر التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية تقلص العجز إلى 2.1 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي في 14 من أيلول/سبتمبر مقابل عجز 5.3 مليون برميل في القراءة الأسبوعية السابقة، بخلاف التوقعات التي أشارت لتقلص العجز إلى 2.7 مليون برميل، لنشهد انخفاض المخزونات إلى 394.1 مليون برميل، وتعد المخزونات 3% أقل من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام.

كما أوضح تقرير الوكالة يوم الأربعاء الماضي ارتفاع مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً 1.7 مليون برميل، بينما تعد المخزونات 8% أعلى من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام، أما عن مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة فقد ارتفعت 0.8 مليون برميل، بينما لا تزال المخزونات 2% أقل من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام.

ونود الإشارة لكون أظهر تقرير إدارة معلومات الطاقة عجزاً في المخزونات الأمريكية للأسبوع الخامس على التوالي بالتزامن مع تسعير الأسواق لتراجع إمدادات إيران ثالث أكبر منتج للنفط لدى منظمة أوبك في أعقاب دخول العقوبات الاقتصادية الأمريكية على طهران حيز التنفيذ مؤخراً والتي ستتسع بحلول تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، قد ساهم في دعم أسعار العقود الآجلة للنفط والتي تعد بصدد ثاني مكاسب أسبوعية لها على التوالي.

مع العلم، أن أسعار النفط تراجعت بالأمس لأول مرة في ثلاثة جلسات عقب انتقاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من جديد لمنظمة أوبك من خلال تغريده له عبر حسابه الرسمي على توتير "نحمي دول الشرق الأوسط ومن غيرنا لن يكونوا آمنين، ومع ذلك يواصلون دفع أسعار النفط لأعلى سنتذكر ذلك بالتأكيد، على أوبك المحتكرة لسوق النفط دفع الأسعار للانخفاض الآن!"، وذلك قبل أن تستأنف المكاسب في أخر جلسات الأسبوع.

ويأتي ذلك على أعتاب اجتماع أعضاء منظمة أوبك وحلفائهم المنتجين للنفط من خارج المنظمة في الجزائر يوم الأحد المقبل قبل انطلاق فعليات الاجتماعات الشهرية لأعضاء المنظمة الثلاثة عشرة وحلفائهم الإحدى عشرة دولة الغنية بالنفط يوم الخميس القادم، وتطلع الأسواق لأي قرارات أو توجهات من قبل المنظمة وحلفائها لتعويض النقص المحتمل في الإمدادات من جراء العقوبات الأمريكية على إيران وتراجع الإنتاج مؤخراً في فنزويلا.

ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر منذ قليل، فقد انخفضت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 1 منصة إلى إجمالي 866 منصة، ويذكر أن الإنتاج الأمريكي للنفط ارتفاع مؤخراً لتحتل أمريكا المركز الثاني عالمياً في إنتاج النفط على حساب المملكة العربية السعودية، بينما لا تزال روسيا أكبر منتج للنفط عالمياً تحافظ على الصدارة مع إنتاجها 11.21 مليون برميل يومياً.