استقرار سلبي لأسعار النفط لأول مرة في أربعة جلسات مع ارتفاع مؤشر الدولار والأنظار على المخزونات الأمريكية

تذبذبت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام في نطاق ضيق مائل نحو التراجع خلال الجلسة الآسيوية لنشهد ارتداد خام نيمكس للجلسة الثانية من الأعلى له منذ نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي وارتداد خام برنت للجلسة الثانية من الأعلى له منذ مطلع تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وسط ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي موضحاً استقراره بالقرب من الأعلى له في اثنان وعشرون شهراً وفقاً للعلاقة العكسية بينهما.

ويأتي ذلك على أعتاب البيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الأربعاء من قبل الاقتصاد الصيني أكبر مستهلك للطاقة عالمياً ووسط التطلع للكشف عن تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكي لمخزونات النفط لدى الولايات المتحدة أكبر منتج ومستهلك للطاقة عالمياً والذي قد يعكس فائض 0.9 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي في 19 من نيسان/أبريل الجاري مقابل عجز 1.4 مليون برميل في الأسبوع السابق.

وفي تمام الساعة 04:12 صباحاً بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة لأسعار النفط "نيمكس" تسليم 15 حزيران/يونيو 0.39% لتتداول عند مستويات 65.92$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 66.17$ للبرميل، كما تراجعت العقود الآجلة لخام "برنت" تسلم 15 حزيران/يونيو 0.35% لتتداول عند 74.13$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 74.32$ للبرميل، وسط ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي 0.06% إلى مستويات 97.65 مقارنة بالافتتاحية عند 97.60.

هذا ويترقب المستثمرين حالياً من قبل الاقتصاد الصيني ثاني أكبر اقتصاد في العالم وثاني أكبر دولة صناعية بعد الولايات المتحدة للكشف عن قراءة المؤشرات القائدة لشهر آذار/مارس، ويأتي ذلك عقب ساعات من أفادت بنك الصين الشعبي (البنك المركزي الصيني) بأنه قد يقدم على وقف تخفيضات الاحتياطي الإلزامي للمصارف الصينية، موضحاً أن بيانات الربع الأول تدعم القيام بذلك الأمر وأنه سيعمل إعادة تقييم الظروف الاقتصادية. 

على الصعيد الأخر، فقد أعرب وزير الخارجية السعودي إبراهيم بن عبد العزيز العساف أمس الثلاثاء عن ترحيب المملكة العربية السعودية ثالث أكبر منتج للنفط عالمياً وأكبر منتج للنفط لدى منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وأكبر مصدر للنفط عالمياً ولدى منظمة أوبك، بوقف العمل بالاستثناءات على صادرات إيران النفطية، مع أفادته بأن ذلك القرار الأمريكي يستهدف دفع إيران لوقف سياساتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

كما تطرق وزير الخارجية السعودي العساف لكون النظام الإيراني دائماً ما يستخدم موارد الدولة لتمويل سياساته الخطيرة في منطقة الشرق الأوسط وأن المملكة العربية السعودية تطالب بمواصلة الجهود الدولية للضغط على إيران حتى تلتزم بالقانون الدولي، وذلك وسط تأكيده على أن المملكة ستواصل جهودها وعملها على تحقيق الاستقرار في أسواق النفط العالمية.

وفي المقابل، نوه وزير النفط الإيراني بيجن زنجنه أيضا بالأمس لكون الولايات المتحدة الأمريكية ترتكب خطأ جسيم بمحاولاتها لتسيس النفط، موضحاً أن الولايات المتحدة تقوم باستخدام النفط كسلاح، ومضيفاً أن بلاده تسعى بكافة السبل لكسر العقوبات الاقتصادية الأمريكية ضد صادراتها النفطية وضد الدول التي تشتري النفط الإيراني والتي لن يتم تمديد استثناءاها من العقوبات الاقتصادية الأمريكية بحلول مطلع الشهر المقبل.

وفي نفس السياق، فقد أعرب وزارة الخارجية الصينية عن رفضها الكلي وبشكل قاطع للعقوبات الاقتصادية الأمريكية المفروضة من جانب واحد على إيران، مع التطرق إلى أنه على الولايات المتحدة احترام تعاون الصين مع إيران والذي يحقق مصالح للجنب الصيني والإيراني، وأضافت الوزارة بأن الحكومة الصينية ملتزمة بدعم الحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية في تعاملاتها مع إيران.

كما انتقدت المفوضية الأوروبية أيضا بالأمس بدورها هي الأخرى قرار الولايات المتحدة بوقف الاعفاءات من تطبيق العقوبات الإيرانية بالإضافة إلى فرض عقوبات على الدول المستوردة للنفط الإيراني، حيث نوهت المتحدثة باسم الشؤون الخارجية في المفوضية الأوروبية "نحن نأسف لهذا القرار، وسنستمر بالالتزام بخطة العمل المشتركة والشاملة مع إيران، طالما إيران ملتزمة من طرفها بالاتفاق النووي".

ويذكر أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبو أعرب في مطلع هذا الأسبوع عن كون الولايات المتحدة أوضحت مطالبها لإيران وأن مناقشات بلاده مع شركائها خلال الآونة الأخيرة كانت حيال توفير عروض البديلة، موضحاً عزم واشنطون تطبيق عقوباتها الاقتصادية دون استثناء على طهران بحلول مطلع الشهر المقبل، ومضيفاً أن كل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى بلاده سوف يضمنوا توفير إمدادات النفط.

وأفاد وزير الخارجية الأمريكي بومبو آنذاك أن الولايات المتحدة سوف تترك لكل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة توضيح التفاصيل الخاصة حيال إمدادات النفط، وجاء ذلك قبل أن نشهد تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاثنين الماضي على أن المملكة العربية السعودية ودول أخرى لدى منظمة أوبك سوف يقومون بتعويض ما يفوق العجز المحتمل من جراء العقوبات الاقتصادية الأمريكية ضد إيران.

وفي سياق أخر، علق وزير النفط السعودي المهندس خالد الفالح يوم الاثنين على القرار الأمريكي بعدم تمديد الاستثناء لكل من الصين، الهند، كوريا الجنوبية، اليابان، تركيا، إيطاليا، تايوان واليونان من عقوباتها الاقتصادية ضد مستوردي النفط الإيراني، بأن بلاده ستجرى خلال الأسابيع المقبلة مناقشات مع الدول الأخرى والمنتجين للعمل على توازن واستقرار أسواق النفط وسط العمل على تضمن استقرار إمدادات النفط في الأسواق العالمية.

بخلاف ذلك، فقد تعرضت العاصمة الليبية طرابلس لسلسلة من الغارات الجوية والتفجيرات خلال عطلة نهاية الأسبوع والتي عززت بدورها أيضا أداء أسعار النفط في مطلع هذا الأسبوع مع القلق حيال الإمدادات من قبل أحد المصدرين الرئيسين للنفط لدى منظمة أوبك، وذلك مع توجيه القائد العسكري الليبي خليفة حفتر قوته من شرق البلاد التي يسطر عليها إلى العاصمة التي تقع تحت سيطرة الحكومة المعترف بها في الأمم المتحدة. 

وتابعنا أيضا خلال عطلة نهاية الأسبوع تعطل خط أنابيب رئيسي في نيجيريا أحد الدول المصدرة للنفط، الأمر الذي ساهم في استكمل خام نيمكس لمسيرات مكاسبه الأسبوعية للأسبوع الثامن على التوالي، ليعد بصدد أطول مسيرات مكاسب أسبوعية لها منذ الربع الثاني من عام 2015 واستكمل خام برنت لمسيرات مكاسبه الأسبوعية للأسبوع الخامس على التوالي، ليعد بصدد أطول مسيرات مكاسب أسبوعية لها منذ الربع الأخير من عام 2017.

ونود الإشارة لكون البيانات الرسمية التي تبعنها في وقت سابق من الأسبوع الماضي من قبل المملكة العربية السعودية والتي أوضحت انخفاض صادرات المملكة من النفط إلى 6,977 ألف مليون برميل يوماً خلال شباط/فبراير الماضي مقارنة بنحو 7,254 ألف برميل يومياً في كانون الثاني/يناير الماضي، تعد أيضا من ضمن العوامل التي عززت قلق الأسواق حيال المعروض النفطي.

ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي تم الكشف عنه يوم الخميس الماضي نظراً لتغيب السوق الأمريكي يوم الجمعة بسبب عطلة الجمعة العظيمة، أوضح انخفاض منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 8 منصة إلى إجمالي 825 منصة خلال الأسبوع المنقضي في 19 من نيسان/أبريل، ويذكر أن إنتاج أمريكا من النفط شهد مؤخراً استقراراً عند الأعلى له على الإطلاق عند 12.1 مليون برميل يومياً.