استقرار سلبي للعقود الآجلة لأسعار النفط بالقرب من الأعلى لها في أسبوعين مع ارتفاع الدولار

تذبذبت العقود الآجلة لأسعار النفط في نطاق ضيق مائل نحو التراجع خلال الجلسة الآسيوية بينما لا تزال بصدد ثاني مكاسب أسبوعية لها على التوالي وبصدد أول خسائر شهرية في أربعة أشهر وسط ارتداد مؤشر الدولار الأمريكي من الأدنى له منذ 28 من حزيران/يونيو وفقاً للعلاقة العكسية بينهم على أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الجمعة من قبل الاقتصاد الأمريكي أكير منتج ومستهلك للنفط في العالم.

وفي تمام الساعة 06:09 صباحاً بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة لأسعار خام النفط "نيمكس" تسليم آيلول/سبتمبر القادم 0.30% لتتداول عند مستويات 73.19$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 73.41$ للبرميل، مع العلم، أن العقود استهلت تداولات الجلسة على فجوة سعرية هابطة بعد أن اختتمت تداولات الأمس عند مستويات 73.62$ للبرميل.

كما تراجعت العقود الآجلة لأسعار خام "برنت" تسليم أيلول/سبتمبر المقبل 0.17% لتتداول عند 74.63$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 74.76$ للبرميل، مع العلم أن العقود استهلت التداولات أيضا على فجوة سعرية هابطة بعد أن اختتمت تداولات الأمس عند 75.10$ للبرميل، وذلك مع ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي 0.13% إلى 91.97 مقارنة بالافتتاحية عند مستويات 91.86.

هذا ويترقب المستثمرين حالياً من قبل الاقتصاد الأمريكي الكشف عن بيانات الإنفاق والدخل الشخصي والتي قد تعكس ارتفاع الإنفاق الشخصي 0.7% مقابل الثبات عند مستويات الصفر في أيار/مايو، وتقلص تراجع الدخل الشخصي 0.4% مقابل 2.0% في أيار/مايو، بينما قد توضح قراءة مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الجوهري تسارع النمو إلى 0.6% مقابل 0.5% في أيار/مايو.

كما يأتي ذلك أيضا بالتزامن مع الكشف عن قراءة مؤشر تكلفة وحدة العمل والتي قد تعكس استقرار النمو عند 0.9% خلال الربع الثاني، وذلك قبل أن نشهد الكشف عن بيانات القطاع الصناعي لثاني أكبر دولة صناعية في العالم مع صدور قراءة مؤشر شيكاغو لمدراء المشتريات والتي قد تعكس تقلص الاتساع إلى ما قيمته 64.2 مقابل 66.1 في حزيران/يونيو الماضي.

وصولاً إلى الكشف عن القراءة النهائية لمؤشر جامعة ميشيغان لثقة المستهلكين والتي قد تؤكد على اتساع عند ما قيمته 80.8 دون تغير يذكر عن ما كانت عليه في القراءة الأولية السابقة للشهر الجاري ومقابل اتساع عند ما قيمته 85.5 في القراءة السابقة لشهر حزيران/يونيو، وأيضا صدور قراءة توقعات المستهلكين للتضخم للشهر تموز/يوليو لعام واحد مقبل ولخمسة أعوام مقبلة.

بخلاف ذلك، تابعنا الأربعاء الماضي التقرير التي تطرقت لإحراز الرئيس الأمريكي جو بايدن تقدماً في جدول أعمالة الاقتصادية، وأن مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الديمقراطي الحاكم والجمهوري والبيت الأبيض توصلوا لاتفاق مبدئي حيال حزمة البنية التحتية، وتلى ذلك تصويت مجلس الشيوخ على مشروع قانون البنية التحتية بقمة 550$ مليار والتي حصل على 67 صوت لصالح مشروع القانون مقابل 32 ضد مشروع القانون.

على الصعيد الأخر، تابعنا الأربعاء أظهر تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية لمخزونات النفط للأسبوع المنقضي في 23 من تموز/يوليو عجز بنحو 4.1 مليون برميل مقابل فائض بنحو 2.1 مليون برميل، بخلاف التوقعات التي أشارت إلى عجز بنحو 2.6 مليون برميل، لنشهد تراجع المخزونات إلى 435.6 مليون برميل، ولتظل المخزونات 7% أقل من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام.

كما أوضح تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية آنذاك تراجع مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً، 2.3 مليون برميل، إلا أن المخزونات تعد عند متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام، كما انخفضت مخزونات المشتقات المقطرة 3.1 مليون برميل، لتعد المخزونات 7% أقل من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام.

بخلاف ذلك، ووفقاً لأخر الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية والتي تم تحديثها أمس الخميس في تمام 04:17 مساءاً بتوقيت جرينتش، فقد ارتفع عدد الحالات المصابة بالفيروس التاجي لقرابة 195.89 مليون حالة مصابة ولقي نحو 4,189,148 شخص مصرعهم، في حين بلغ عدد جرعات اللقاح المعطاة وفقاً لأخر تحديث من قبل المنظمة حتى الأمس، أكثر من 3.83 مليار جرعة.

ونود الإشارة، لكون التقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز أظهر الجمعة ارتفع منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 7 منصات إلى 387 منصة، لتعكس رابع ارتفاع أسبوعي على التوالي، وأطول مسيرات مكاسب أسبوعية لها منذ أيار/مايو، كما تعكس أيضا أعلى مستوى لها منذ نيسان/أبريل 2020، ويذكر أن الإنتاج الأمريكي للنفط انخفض الأسبوع الماضي بواقع 200 ألف برميل يومياً إلى 11.2 مليون برميل يومياً.

ليعكس بذلك الإنتاج الأمريكي للنفط تراجع 1.9 مليون برميل يومياً أو 17% من الأعلى له على الإطلاق عند 13.1 مليون برميل يومياً في آذار/مارس 2020 وذلك من جراء إغلاق بعض منصات حفر وتنقيب خلال الآونة الأخيرة نظراً لاتساع الفجوة بين تكلفة الاستخراج وسعر البيع وبالأخص عقب جائحة كورونا، مع العلم، أن الإنتاج الأمريكي للنفط بلغ أدنى مستوى له في آب/أغسطس الماضي عند 9.7 مليون برميل يومياً قبل أن يشهد تعافي مؤخراً.