تباين أسعار النفط بالقرب من الأعلى لها في ستة أشهر مع انخفاض مؤشر الدولار لأول مرة في ثلاثة جلسات

تذبذبت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام في نطاق ضيق موضحة تباين في الأداء خلال الجلسة الآسيوية لنشهد ارتداد خام نيمكس للجلسة الثالثة من الأعلى له منذ نهاية تشرين الأول/أكتوبر واستقرار خام برنت بالقرب من الأعلى له منذ مطلع تشرين الثاني/نوفمبر وسط انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي موضحاً ارتداده للجلسة الثانية من الأعلى له منذ 16 من أيار/مايو من عام 2017 وفقاً للعلاقة العكسية بينهما على أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الخميس من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر منتج ومستهلك للنفط عالمياً.

وفي تمام الساعة 03:53 صباحاً بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة لأسعار النفط "نيمكس" تسليم 15 حزيران/يونيو 0.03% لتتداول عند مستويات 65.79$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 65.81$ للبرميل، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" تسلم 15 حزيران/يونيو 0.09% لتتداول عند 74.60$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 74.53$ للبرميل، وسط تراجع مؤشر الدولار الأمريكي 0.06% إلى مستويات 98.04 مقارنة بالافتتاحية عند 98.10.

هذا ويترقب المستثمرين من قبل الاقتصاد الأمريكي للكشف عن قراءة مؤشر طلبات البضائع المعمرة التي تمثل نحو نصف الإنفاق الاستهلاكي الذي يمثل أكثر من ثلثي الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة، والتي قد تعكس ارتفاعاً 0.7% مقابل تراجع 0.3% في شباط/فبراير الماضي، كما قد تظهر القراءة الجوهرية للمؤشر ذاته ارتفاعاً 0.2% مقابل تراجع 0.1% في شباط/فبراير.

ويأتي ذلك بالتزامن مع صدور قراءة مؤشر طلبات الإعانة والتي قد تظهر ارتفاعاً بواقع 7 ألف طلب إلى 199 ألف طلب خلال الأسبوع المنقضي يوم السبت الماضي، كما قد توضح قراءة مؤشر طلبات الإعانة المستمرة ارتفاعاً بواقع 29 ألف طلب إلى 1,682 ألف طلب خلال الأسبوع المنقضي في 13 من هذا الشهر، وذلك قبل أن نشهد الكشف عن التقرير النصف سنوي لوزارة الخزانة الأمريكية حيال السياسات الاقتصادية الدولية وأسعار الصرف.

بخلاف ذلك، فقد أظهر تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية لمخزونات النفط بالأمس فائض 5.5 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي في 19 من هذا الشهر مقابل عجز 1.4 مليون برميل في القراءة الأسبوعية السابقة، متفوقاً على التوقعات التي أشارت لفائض 0.9 مليون برميل، ولنشهد ارتفاع المخزونات إلى 460.6 مليون برميل، ولتعد المخزونات عند متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام.

وفي نفس السياق، فقد أوضح تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية انخفاض مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً 2.1 مليون برميل، لتعد المخزونات 2% أقل من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام، كما تراجعت مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة 0.7 مليون برميل، لتعد المخزونات 6% أقل من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام.

وفي سياق أخر، فقد تابعنا يوم الثلاثاء الماضي أفادت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز بأن الممثل التجاري للولايات المتحدة روبرت لايتيزر ووزير الخزانة الأمريكية ستيفن موشين سيتوجهان إلى بكين بحلول نهاية الشهر لإجراء جولة أخرى من المحادثات التجارية وسيجتمعون من نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو هو والذي سيرأس وفداً صينياً سيزور واشنطون لإجراء المزيد من المحدثات التجارية في الثامن من أيار/مايو المقبل.

على الصعيد الأخر، فقد تابعنا أمس الأربعاء أعرب وزير النفط السعودي المهندس خالد الفالح عن كون مخزونات النفط العالمية هي من ستوجه بلاده حول قرارها القادم حيال إمدادات النفط، موضحاً أن مخزونات النفط العالمية مستمرة في الارتفاع، ولذلك لا ترى المملكة العربية السعودية حاجة لرد فعل سريع، مضيفاً أن قرار المملكة سيعتمد على أسس أسواق النفط العالمية وسط استمرار العمل على استقرار وتوازن أسواق النفط.

وجاء ذلك عقب ساعات من أعرب وزير الخارجية السعودي إبراهيم بن عبد العزيز العساف الثلاثاء الماضي عن ترحيب بلاده بوقف العمل بالاستثناءات على صادرات إيران النفطية، موضحاً أن ذلك القرار الأمريكي يستهدف دفع إيران لوقف سياساتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة، ومضيفاً أن النظام الإيراني دائماً ما يستخدم موارد الدولة لتمويل سياساته الخطيرة، وأن بلاده تطالب بمواصلة الجهود الدولية للضغط على إيران لتلتزم بالقانون الدولي، وذلك وسط تأكيده على أن المملكة ستواصل جهودها وعملها على تحقيق الاستقرار في أسواق النفط العالمية.

وفي المقابل، نوه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنه من مصلحة الأمن الوطني الإيراني الإبقاء على مضيق هرمز مفتوحاً، مع أعربه أنه إذا ما رغبت الولايات المتحدة الدخول إلى المضيق، فعليها التحدث إلى مع من يحمونه، مضيفاً أن من يحمي مضيق هرمز هو الحرس الثوري الإيراني، وموضحاً أنه سيكون هناك عواقب إذا ما قامت الولايات المتحدة بمنع بلاده من إيجاد مشترين للنفط وأنه يثق في إيجاد بلاده مشترين للنفط الإيراني.

ويأتي ذلك عقب ساعات من أعرب وزير النفط الإيراني بيجن زنجنه الثلاثاء الماضي عن كون الولايات المتحدة ترتكب خطأ جسيم بمحاولاتها لتسيس النفط، موضحاً أن الولايات المتحدة تقوم باستخدام النفط كسلاح، ومضيفاً أن بلاده تسعى بكافة السبل لكسر العقوبات الاقتصادية الأمريكية ضد صادراتها النفطية وضد الدول التي تشتري النفط الإيراني والتي لن يتم تمديد استثناءاها من العقوبات الاقتصادية الأمريكية بحلول مطلع الشهر المقبل.

وفي نفس السياق، فقد أعربت وزارة الخارجية الصينية أيضا الثلاثاء الماضي عن رفضها الكلي وبشكل قاطع للعقوبات الاقتصادية الأمريكية المفروضة من جانب واحد على إيران، مع التطرق إلى أنه على الولايات المتحدة احترام تعاون الصين مع إيران والذي يحقق مصالح للجنب الصيني والإيراني، وأضافت الوزارة بأن الحكومة الصينية ملتزمة بدعم الحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية في تعاملاتها مع إيران.

كما انتقدت المفوضية الأوروبية الثلاثاء الماضي بدورها هي الأخرى قرار الولايات المتحدة بوقف الإعفاءات من تطبيق العقوبات الإيرانية بالإضافة إلى فرض عقوبات على الدول المستوردة للنفط الإيراني، حيث نوهت المتحدثة باسم الشؤون الخارجية في المفوضية الأوروبية "نحن نأسف لهذا القرار، وسنستمر بالالتزام بخطة العمل المشتركة والشاملة مع إيران، طالما إيران ملتزمة من طرفها بالاتفاق النووي".

ويذكر أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبو أعرب في مطلع هذا الأسبوع عن كون الولايات المتحدة أوضحت مطالبها لإيران وأن مناقشات بلاده مع شركائها خلال الآونة الأخيرة كانت حيال توفير عروض البديلة، موضحاً عزم واشنطون تطبيق عقوباتها الاقتصادية دون استثناء على طهران بحلول مطلع الشهر المقبل، ومضيفاً أن كل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى بلاده سوف يضمنوا توفير إمدادات النفط.

وأفاد وزير الخارجية الأمريكي بومبو آنذاك أن الولايات المتحدة سوف تترك لكل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة توضيح التفاصيل الخاصة حيال إمدادات النفط، وجاء ذلك قبل أن نشهد تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاثنين الماضي على أن المملكة العربية السعودية ودول أخرى لدى منظمة أوبك سوف يقومون بتعويض ما يفوق العجز المحتمل من جراء العقوبات الاقتصادية الأمريكية ضد إيران.

وفي سياق أخر، علق وزير النفط السعودي الفالح الاثنين الماضي على القرار الأمريكي بعدم تمديد الاستثناء لكل من الصين، الهند، كوريا الجنوبية، اليابان، تركيا، إيطاليا، تايوان واليونان من عقوباتها الاقتصادية ضد مستوردي النفط الإيراني، بأن بلاده ستجرى خلال الأسابيع المقبلة مناقشات مع الدول الأخرى والمنتجين للعمل على توازن واستقرار أسواق النفط وسط العمل على تضمن استقرار إمدادات النفط في الأسواق العالمية.

بخلاف ذلك، فقد تعرضت العاصمة الليبية طرابلس لسلسلة من الغارات الجوية والتفجيرات خلال عطلة نهاية الأسبوع والتي عززت بدورها أيضا أداء أسعار النفط في مطلع هذا الأسبوع مع القلق حيال الإمدادات من قبل أحد المصدرين الرئيسين للنفط لدى منظمة أوبك، وذلك مع توجيه القائد العسكري الليبي خليفة حفتر قوته من شرق البلاد التي يسطر عليها إلى العاصمة التي تقع تحت سيطرة الحكومة المعترف بها في الأمم المتحدة. 

وتابعنا أيضا خلال عطلة نهاية الأسبوع تعطل خط أنابيب رئيسي في نيجيريا أحد الدول المصدرة للنفط، الأمر الذي ساهم في استكمل خام نيمكس لمسيرات مكاسبه الأسبوعية للأسبوع الثامن على التوالي، ليعد بصدد أطول مسيرات مكاسب أسبوعية لها منذ الربع الثاني من عام 2015 واستكمل خام برنت لمسيرات مكاسبه الأسبوعية للأسبوع الخامس على التوالي، ليعد بصدد أطول مسيرات مكاسب أسبوعية لها منذ الربع الأخير من عام 2017.

ونود الإشارة لكون البيانات الرسمية التي تبعنها في وقت سابق من الأسبوع الماضي من قبل المملكة العربية السعودية والتي أوضحت انخفاض صادرات المملكة من النفط إلى 6,977 ألف مليون برميل يوماً خلال شباط/فبراير مقارنة بنحو 7,254 ألف برميل يومياً في كانون الثاني/يناير، تعد أيضا من ضمن العوامل التي عززت قلق الأسواق حيال المعروض النفطي.

ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي تم الكشف عنه يوم الخميس الماضي نظراً لتغيب السوق الأمريكي يوم الجمعة بسبب عطلة الجمعة العظيمة، أوضح انخفاض منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 8 منصة إلى إجمالي 825 منصة خلال الأسبوع المنقضي في 19 من نيسان/أبريل، ويذكر أن إنتاج أمريكا من النفط شهد مؤخراً استقراراً عند الأعلى له على الإطلاق عند 12.1 مليون برميل يومياً.