تراجعت أسعار الفضة بالسوق الأوروبية يوم الجمعة لتعمق خسائرها لليوم الثالث على التوالي ، مسجلة أدنى مستوى فى خمسة أسابيع ،على وشك تكبد أكبر خسارة أسبوعية منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2022 ،بسبب مخاوف ضعف الطلب الصناعي على المعدن الأبيض ،وتزايد القلق حيال الاقتصاد الصيني أكبر اقتصاد مستهلك للمعادن فى العالم.
ويضغط على أسعار الفضة أيضاً ،ارتفاع الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات العالمية ،فى ظل توالي التعليقات المشددة من مسؤولي البنك الاحتياطي الفيدرالي ،والتي تقلص من احتمالات وجود تخفيضات فى أسعار الفائدة الأمريكية خلال العام الجاري.
أسعار الفضة اليوم
انخفضت أسعار معدن الفضة بنسبة 1.8% إلى 23.74$ الأدنى منذ 3 نيسان/أبريل الماضي ، من مستوى افتتاح التعاملات عند 24.18$ ، وسجلت أعلى مستوي عند 24.19 $.
فقدت أسعار الفضة بالأمس نسبة 4.8% ، فى ثاني خسارة يومية على التوالي ،وبأكبر خسارة يومية فى عام 2023 ،تحديداً من 2 شباط/فبراير 2021 ،بسبب تسارع عمليات البيع المفتوحة.
التعاملات الأسبوعية
على صعيد تعاملات الأسبوع ،والتي تنتهي رسمياً عند تسوية الأسعار اليوم ،فأسعار الفضة منخفضة حتى اللحظة بنسبة 7.5% ،على وشك تكبد ثالث خسارة أسبوعية فى شهر ،وبأكبر خسارة أسبوعية منذ تشرين الأول/أكتوبر 2022.
الطلب الصناعي
انخفضت المؤشرات التي تتعقب أداء شركات الألواح الشمسية إلى أدنى مستوياتها في سبعة أشهر وسط مجموعة من أرباح الشركات الضعيفة،الأمر الذي آثار المخاوف حول الطلب الصناعي على المعدن الأبيض ،حيث تعتبر تلك الشركات واحدة من أكبر مستهلكي الفضة في الصناعات الحديثة.
تعتبر الفضة أحد المكونات الرئيسية في صناعة الخلايا الشمسية، حيث يستخدم المصنعون كميات كبيرة من الفضة في هذه العملية. وبشكل عام، يمكن استخدام حوالي 20 جراماً من الفضة في إنتاج وحدة خلايا شمسية بقدرة 1 واط.
وتعتمد كمية الفضة المستخدمة على نوعية الخلية الشمسية وتقنية الإنتاج المستخدمة، ولكن بشكل عام يستخدم المصنعون بين 100 و 150 طناً من الفضة سنوياً في صناعة الخلايا الشمسية.
الاقتصاد الصيني
أظهرت بيانات فى بكين هذا الأسبوع ،هبوط مؤشر أسعار المستهلكين فى الصين إلى أدنى مستوى له فى أكثر من عامين خلال نيسان/أبريل الماضي ،وانخفض مؤشر أسعار المنتجين خلال نفس الشهر بأسرع فى قرابة ثلاث سنوات.
تلك البيانات الضعيفة خاصة تفاقم انكماش مدخلات إنتاج المصانع الصينية ،زاد القلق حيال أداء الاقتصاد الصيني خلال الربع الثاني من هذا العام ،وتظهر أن الاقتصاد لا يزال من تداعيات الإغلاق الاقتصادي للحد من انتشار فيروس كورونا ،والاقتصاد الصيني هو أكبر اقتصاد مستهلك للمعادن فى العالم.
الدولار الأمريكي
ارتفع مؤشر الدولار يوم الجمعة بأقل من 0.1% ،ليحافظ على مكاسبه للجلسة الثانية على التوالي ، على وشك تخطي أعلى مستوى فى أسبوع عند 102.15 نقطة ،عاكساً الأداء القوي للعملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية.
قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينابوليس" نيل كاشكاري" أن التضخم فى الولايات المتحدة لا يزال أعلى من هدف الفيدرالي الأمريكي البالغ 2%، وأضاف بأن سوق العمل الأمريكية لا يزال قوياً بشكل ملحوظ.
وأضاف كاشكاري ، أن فترة طويلة من ارتفاع أسعار الفائدة ومنحنى العائد المقلوب يمكن أن يضع المزيد من الضغط على البنوك ، ولكن سيكون ضروياً إذا ظل التضخم مرتفعاً.
قلصت تلك التعليقات من احتمالات قيام البنك الاحتياطي الفيدرالي فى إجراء تخفيضات فى أسعار الفائدة الأمريكية خلال النصف الثاني من هذا العام ،وأصبح من المرجح الإبقاء على أسعار الفائدة عند المستويات الحالية حتى نهاية العام وقد تستمر لأطول فترة خلال عام 2024.