الفضة بصدد أكبر خسارة شهرية فى عامين ..فما الأسباب؟

انخفضت أسعار الفضة يوم الأربعاء لأدنى مستوى أدنى فى عامين ، بسبب ضغط صعود الدولار الأمريكي على أسواق المعادن والسلع ، مع ارتفاع التكلفة بالنسبة لحائزي ومستهلكي العملات الأخرى.

وأسعار الفضة بصدد تسجيل أكبر خسارة شهرية فى عامين ،أسباب تلك الخسارة الفادحة ،نستطيع اختصارها فى ثلاثة عوامل رئيسية ، الدولار الأمريكي والبنوك المركزية والاقتصاد الصيني ،الحديث عن تلك العوامل وأهم التوقعات ،هذا ما سوف نحاول التطرق إليه خلال هذا التقرير!

أسعار الفضة 

انخفضت أسعار الفضة يوم الأربعاء الموافق 31 آب/أغسطس بنسبة 1.5% إلى 18.12 دولارا للأونصة ،كأدنى مستوى تموز/يوليو 2020.

وأسعار الفضة منخفضة منذ مطلع تعاملات الشهر حتى اللحظة الجارية بنسبة 10.75% ، بصدد تكبد رابع خسارة شهرية فى غضون الخمسة أشهر الأخيرة ،وبأكبر خسارة شهرية منذ أيلول/ سبتمبر 2020.

الدولار الأمريكي 

سجل مؤشر الدولار يوم الاثنين من هذا الأسبوع ،أعلى مستوى فى 20 عاما عند 109.48 نقطة ،عاكسا الصعود الواسع فى مستويات العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية و الثانوية.

وكما نعلم أن ارتفاع العملة الأمريكية يضغط بشدة على أسعار المعادن والسلع المقومة بالدولار الأمريكي ، حيث ترتفع تكلفتها بالنسبة لحائزي ومستهلكي العملات الاخري.

لا يزال تركيز المستثمرين منصبا على شراء الدولار الأمريكي كأفضل استثمار متاح فى سوق صرف العملات الأجنبية ، خاصة بعد التصريحات المشددة الأخيرة لرئيس الاحتياطي الفيدرالي فى منتدى جاكسون هول الاقتصادي العالمي.

أشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" فى منتدى جاكسون هول يوم الجمعة إلى أن البنك المركزي سيرفع أسعار الفائدة بشكل أكبر لترويض التضخم التاريخي فى الولايات المتحدة.

وحذر باول من أن الأمريكيين يتجهون إلى فترة مؤلمة من تباطؤ النمو الاقتصادي واحتمال ارتفاع معدل البطالة ،حيث يواصل البنك المركزي رفع أسعار الفائدة بوتيرة كبيرة لمحاربة التضخم المرتفع فى البلاد.

وأوضح جيروم باول أن الألم سيطول الأسر والشركات ،نظرا للتكاليف المؤسفة لخفض التضخم ،والفشل فى استعادة استقرار الأسعار وترويض التضخم سيؤدي إلى ألما أكبر بكثير.

عقب التعليقات المشددة لرئيس الاحتياطي الفيدرالي ارتفعت احتمالات رفع سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار 75 نقطة أساس فى أيلول/سبتمبر من 47% إلى 61% يوم الجمعة.

وقفزت مرة أخرى تلك الاحتمالات من 61% إلى 70.5% يوم الاثنين مع عودة أسواق المال للعمل.

البنوك المركزية 

لا تزال البنوك المركزية العالمية تتحرك بقوة للسيطرة على التضخم والأسعار المشتعلة،من خلال الاستمرار فى تضيق السياسة النقدية ورفع أسعار الفائدة.

خلال اجتماعات آب/أغسطس الجاري،قرر بنك استراليا المركزي رفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس إلى نطاق 1.85%، وزاد الاحتياطي النيوزيلندي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس إلى نطاق 3.0%.

كما قرر بنك بريطانيا المركزي فى اجتماع 4 آب/أغسطس ،تسريع وتيرة الزيادة فى أسعار الفائدة البريطانية ،ورفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس إلى نطاق 1.75% ، فى سادس زيادة فى أسعار الفائدة خلال سادس اجتماع على التوالي.

وكما أشرنا سابقا إلى أن بيئة أسعار الفائدة المرتفعة لا تصب أبدا فى صالح ارتفاع الطلب على المعادن الثمينة ،كونها أصول غير مدر للعائد ترتفع تكلفته مع ارتفاع أسعار الفائدة العالمية.

الاقتصاد الصيني

تتوالي البيانات الاقتصادية الضعيفة فى بكين ،والتي تؤشر على استمرار تباطؤ الاقتصاد الصيني ،والذي تأثر كثيرا بالموجة الأخيرة لفيروس كورونا ،والتي أدت إلى إغلاق العديد من المدن الكبري يأتي على رأسها شنغهاي.

والاقتصاد الصيني يعتبر أكبر مستهلك للمعادن والسلع فى العالم ، وتباطؤ الأنشطة الاقتصادية الصينية ،سوف يؤثر بلا أدنى شك على مستويات الطلب الفعلي على معدن الفضة والمعادن الصناعية الأخرى.

التوقعات

يتوقع معظم محللي السلع والمعادن فى المؤسسات الاقتصادية الكبرى ،استمرار سيطرة السوق الهابط على أسعار المعادن الصناعية ، بسبب قوة الدولار الأمريكي والتوقعات القاتمة للطلب العالمي.

ونتوقع هنا فى موقع "أف اكس نيوز تودي" استمرار تحرك أسعار الفضة فى المنطقة السلبية ،مع قرب التخلي عن التداول فوق حاجز 18 دولارا للأونصة ،وتسجيل مستويات أدنى جديدة فى عامين.