أسعار فول الصويا تستأنف الارتداد من الأدنى لها في خمسة أسابيع متغاضية عن ارتفاع مؤشر الدولار لأول مرة في خمسة جلسات

ارتفعت العقود الآجلة لأسعار الفول الصويا بما يفوق الواحد بالمائة خلال الجلسة الأمريكية لنشهد ارتفاعها للجلسة الثانية في أربعة جلسات من الأدنى لها منذ 28 من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي متغاضية عن ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي موضحاً ارتداده للجلسة الثانية من الأدنى له منذ 22 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما.

وذلك في أعقاب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الأربعاء عن الاقتصاد الصيني أكبر مستهلك ومستورد لفول الصويا عالمياً ونظيره الاقتصاد الأمريكي أكبر منتج ومصدر لفول الصويا في العالم وفي أعقاب التقرير التي تطرقت إلي احتمالية تأثر محصول فول الصويا في البرازيل ثاني أكبر منتج ومصدر لفول الصويا عالمياً بشكل سلبي من جراء الطقس الجاف الذي قد يضربها حتى نهاية الأسبوع المقبل.

في تمام الساعة 07:37 مساءاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة لأسعار فول الصويا تسليم 15 آذار/مارس المقبل 1.31% إلى 9.0675$ للبوشل موضحة استأنف ارتدادها من الأدنى لها في خمسة أسابيع مقارنة بالافتتاحية عند 8.9425$ للبوشل، بينما ارتفع مؤشر الدولار 0.77% إلى مستويات 96.89 موضحاً الأعلى له منذ 26 من كانون الأول/ديسمبر الماضي مقارنة بالافتتاحية عند 96.14.

هذا وقد تابعنا أعرب الرئيس الصيني شي جينبينج عن كون بلاده ثاني أكبر اقتصاد في العالم قامت بأكثر من 100 إجراء إصلاحي خلال عام 2018، موضحاً أن العالم شاهد الصين وهي تقوم بإصلاحات عديدة وتقوم بفتح الأسواق بشكل كبير، مضيفاً أنه لن يتم إبطاء وتيرة الإصلاح في الأسواق الصينية وأن بلاده سوف تستمر في التوسع في فتح أسواقها خلال الفترة المقبلة.

ونود الإشارة لكون الرئيس الصيني شي جينبينج لم يعلق على الحرب التجارية القائمة بين بلاده والولايات المتحدة وبالأخص حيال الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع نظيره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتأجيل زيادة الرسم الجمركية على السلع الصينية الواردة من الولايات المتحدة التي تخضع لرسوم 10% والتي كان من المفترض أن ترتفع إلى 25% وكذلك الحال للسلع الصينية التي تخضع لرسوم جمركية في الولايات المتحدة.

وذلك ضمن الهدنة التي تم التوصل إليها على هامش قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين في مطلع الشهر الماضي والتي يعمل خلالها الجانبين للتوصل لاتفاق تجاري لتجنب تنامي الحمائية التجارية واندلاع حرب تجارية بين أكبر اقتصاديين في العالم، ويذكر أن السلع الصينية التي تخضع حالياً لرسوم جمركية في الولايات المتحدة تقدر بنحو 200$ مليار، بينما تفرض الصين رسوم جمركية على سلع أمريكية تقدر بنحو 110$ مليار.

على الصعيد الأخر، فقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي صدور القراءة النهائية لمؤشر مدراء المشتريات الصناعي من قبل ماركيت عن الولايات المتحدة والتي أوضحت تقلص الاتساع إلى 53.8 مقارنة بالقراءة الأولية السابقة لشهر كانون الأول/ديسمبر والتوقعات عند 53.9 ومقابل 55.3 في تشرين الثاني/نوفمبر، ويأتي بالتزامن مع دخول الإغلاق الحكومي الجزئي في أسبوعية الثاني على التوالي.

وفي نفس السياق، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أنه لن يتنازل عن ضرورة الموافقة على تمويل الجدار الحدودي لبلاده مع المكسيك لوقف تدفق الهجرة غير الشرعية للولايات المتحدة، مع أعربه عن استعداده للتوصل إلى اتفاق مع الديمقراطيين بالكونجرس لإنهاء الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية شريطة أن يشمل الاتفاق تمويل الجدار الحدودي، مضيفاً أنه أمر حيوي بالنسبة لإدارته لأسباب أمنية.

وفي سياق أخر، أفاد الرئيس الأمريكي ترامب في وقت سابق من الشهر الماضي أن الصين تشتري "كمية هائلة" من فول الصويا الأمريكية عقب اجتماعه مؤخراً مع نظيره الصيني شي جينبينج في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس على هامش قمة مجموعة العشرين، مضيفاً أن الحكومة الصينية "عادت إلى السوق"، وتلي ذلك أعربه من خلال تغريده له "نجري محادثات بناءة للغاية مع الصين! انتظروا بعض الإعلانات المهمة".

وجاء ذلك في أعقاب التقرير التي تطرقت الشهر الماضي لكون الحكومة الصينية تخطط لشراء أول دفعة من حبوب فول الصويا الأمريكية منذ اندلاع الحرب التجارية بين واشنطون وبكين في تموز/يوليو الماضي، لتفي بوعدها بالقيام بشراء كميات كبيرة من السلع والخدمات الأمريكية على أعتاب مفاوضات الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري 2019 والتي تم تجميد خلالهم تصعيد الحمائية التجارية ورفع التعريفات الجمركية لحين التوصل لاتفاق تجاري.

ويذكر أن مستشار تصدير حبوب فول الصويا الأمريكية أفاد مؤخراً أن الصين قد قامت بطلب حبوب فول صويا أمريكية بواقع ما بين 1.5 إلى 2.5 مليون طن متري من الموردين الأمريكيين، وجاء ذلك عقب تصريح الحكومة الصينية بأنها تخطط لشراء دفعات من حبوب فول الصويا الأمريكية في أعقاب اندلاع الحرب التجارية بين واشنطون وبكين، لتفي بوعدها بالقيام بشراء كميات كبيرة من السلع والخدمات الأمريكية.