استقرار سلبي للدولار الاسترالي لأول مرة في ثلاثة جلسات أمام نظيره الدولار الأمريكي

تذبذب الدولار الاسترالي في نطاق ضيق مائل نحو التراجع خلال الجلسة الآسيوية لنشهد ارتداده للجلسة الثانية من الأعلى له منذ مطلع هذا الشهر أمام الدولار الأمريكي عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الثلاثاء من قبل الاقتصاد الاسترالي وعلى أعتاب انطلاق فعليات اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح في واشنطون.

في تمام الساعة 02:48 صباحاً بتوقيت جرينتش انخفض زوج الدولار الاسترالي مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.03% إلى مستويات 0.7102 مقارنة بمستويات الافتتاحية عند 0.7104، بعد أن حقق الزوج الأدنى له خلال تداولات الجلسة عند 0.7090، بينما حقق الزوج الأعلى له عند 0.7111.

هذا وقد تابعنا خطاب مساعد محافظ بنك استراليا الاحتياطي للأسواق المالية طريستوفر كنت تحت عنوان "السندات والمعايير" في قمة كانجنيوس في سيدني، وجاء ذلك قبل أن نشهد الكشف عن محضر اجتماع بنك استراليا الاحتياطي الذي عقد في الخامس من هذا الشهر والذي أقر من خلاله صانعي السياسة النقدية تثبيت أسعار الفائدة عند 1.50% للاجتماع التاسع والعشرين على التوالي، الأمر الذي جاء متوافقاً آنذاك.

ونود الإشارة لكون محافظ البنك المركزي الاسترالي فيليب لوي نوه حينها لكون البقاء على أسعار الفائدة يدعم خلق فرص العمل والمضي قدماً في مستهدف تحقيق هدف التضخم، مضيفاً أن تحقيق هدف التوظيف الكامل هام للغاية لكون سوق العمل عنصري مركزي في الانتعاش المتوقع للتضخم، وموضحاً أن تشدد سوق العمل سيزيد نمو الأجور بشكل ما ينبغي أن يعزز دخل الأسر وإنفاقها ويوفر ثقلاً موازناً للهبوط الأخير في أسعار المنازل.

وأفاد لوي أيضا آنذاك أنه من المتوقع أن يؤدي الانتعاش في الإنفاق الأسري في استراليا إلى نمو الضغوط التضخمية بطبيعة الحال، وأنه من الممكن أن تنتعش الضغوط التضخمية لأسباب أخرى، مع تطرقه لكون احتمالات حدوث ذلك في الوقت الراهن منخفضة، ما يعينه ذلك أن نمو التضخم يعتمد حالياً على قوة سوق العمل، الذي يعكس أداء جيد بخلاف المؤشرات الاقتصادية الأخرى التي تعكس صورة أكثر ليونة.

ونوه لوي لكون الأسواق تترقب الكشف عن بيانات النمو للربع الرابع، مع تطرقه لكون بيانات النمو خلال النصف الثاني من العام الماضي 2018 كان بكل وضوح أقل من النصف الأول، وهو ما يعكس صورة عالمية في العديد من البلدان بما في ذلك استراليا، مضيفاً أن هناك توتر متزايد من بيانات سوق العمل القوية وبيانات الناتج المحلي الإجمالي الأكثر ليونة وأن المركزي الاسترالي يكرس موارد موسعه لفهم هذا التوتر.

كما تابعنا أيضا عن الاقتصاد الاسترالي الكشف عن بيانات سوق الإسكان مع صدور قراءة مؤشر أسعار المنازل والتي أظهرت اتساع التراجع إلى 2.4% مقابل 1.5% في الربع الثالث الماضي، أسوء من التوقعات التي أشارت لاتساع التراجع إلى 1.9%، وفي نفس السياق، أوضحت القراءة السنوية للمؤشر ذاته أيضا اتساع التراجع إلى 5.1% مقابل 1.9% في القراءة السنوية السابقة للربع الثالث، أيضا أسوء من التوقعات التي أشارت لتراجع 5.0%.

على الصعيد الأخر، تتوجه أنظار المستثمرين حالياً إلى انطلاق فعليات اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح اليوم وغداً الأربعاء وسط التوقعات بأن يبقي صانعي السياسة النقدية لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة عند ما بين 2.25% و2.50% والمضي قدماً في خفض عمليات إعادة شراء السندات بواقع 50$ مليار شهرياً وتسعير الأسواق لاحتمالية رفع الفائدة على الأموال الفيدرالية مرة واحدة هذا العام.

كما يترقب المستثمرين لكشف أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح عن توقعاتها لمعدلات النمو والبطالة بالإضافة إلى التضخم ومستقبل أسعار الفائدة للأعوام الثلاثة المقبلة وذلك قبل المؤتمر الصحفي المرتقب لمحافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الذي أفاد مؤخراً عن عزم اللجنة الفيدرالية التحلي بالصبر ومراقبة البيانات الاقتصادية قبل استأنف تشديد السياسة النقدية من عدمه.