استقرار سلبي للدولار الاسترالي لأول مرة في ستة جلسات أمام نظيره الدولار الأمريكي

تذبذبت الدولار الاسترالي في نطاق ضيق مائل نحو التراجع خلال الجلسة الآسيوية لنشهد ارتداده للجلسة الثانية من الأعلى له منذ أواخر تموز/يوليو الماضي أمام الدولار الأمريكي عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها عن الاقتصاد الاسترالي وعلى أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الثلاثاء من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم.

في تمام الساعة 02:37 صباحاً بتوقيت جرينتش انخفض زوج الدولار الاسترالي مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.09% إلى مستويات 0.6856 مقارنة بمستويات الافتتاحية عند 0.6862، بعد أن حقق الزوج الأدنى له في خلال تداولات الجلسة عند 0.6851، بينما حقق الأعلى له عند 0.6869.

هذا وقد تابعنا من قبل الاقتصاد الاسترالي الكشف عن قراءة مؤشر المصرف الاسترالي الوطني للثقة في الأعمال والتي أظهرت تقلص الاتساع إلى ما قيمته 1 مقابل 4 في تموز/يوليو، كما أوضحت قراءة المؤشر ذاته للثقة في الأوضاع الحالية أيضا تقلص الاتساع إلى ما قيمته 1 مقابل 3 في تموز/يوليو، ويأتي ذلك قبل ساعات من صدور قراءة مؤشر ويسباك لثقة المستهلكين لشهر أيلول/سبتمبر الجاري غداً الأربعاء.

على الصعيد الأخر، يترقب المستثمرين حالياً عن الاقتصاد الأمريكي صدور قراءة إحصائية فرص العمل ودوران فرص العمل والتي قد تعكس انخفاضاً إلى 7.31 مليون مقابل 7.35 مليون في حزيران/يونيو الماضي، ويأتي ذلك عقب ساعات من الكشف عن بيانات سوق العمل الأمريكي لشهر آب/أغسطس والتي أظهرت الجمعة الماضية استقرار معدلات البطالة عند 3.7% للشهر الثالث على التوالي متوافقة بذلك مع التوقعات.

وفي نفس السياق، فقد تابعنا أيضا في نهاية الأسبوع الماضي أظهر قراءة متوسط الدخل في الساعة تسارع وتيرة النمو إلى 0.4% مقارنة بالقراءة السابقة لشهر تموز/يوليو والتوقعات عند 0.3%، بينما أوضحت قراءة مؤشر التغير في الوظائف في القطاعات عدا الزراعية آنذاك تباطؤ وتيرة خلق الوظائف إلى 130 ألف وظيفة مضافة مقابل 159 ألف وظيفة مضافة في تموز/يوليو، بخلاف التوقعات التي أشارت إلى 163 ألف وظيفة مضافة.

ويذكر أن محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول نوه أيضا في نهاية الأسبوع الماضي لكون التطلعات تفترض نمو معتدل مع استمرار قوة سوق العمل الأمريكي، موضحاً آنذاك أن التطلعات الاقتصادية لا تزال إيجابية وأن الاقتصاد الأمريكي في وضع جيد، مضيفاً انه من المتوقع أن يتراوح النمو الاقتصادي لبلاده بين 2% و2.5% بدعم الإنفاق الاستهلاكي الذي يمثل أكثر من ثلثي الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة.

كما أعرب باول ضمن حديثه حيال التوقعات الاقتصادية والسياسة النقدية في الحدث الذي استضافه المعهد السويسري للدراسات الدولية في زيوريخ الجمعة الماضية، عن كون بيانات التوظيف الأخيرة تتسق مع التوقعات مع تطرقه لكون هناك مخاطر مرتفعة على التطلعات الاقتصادية، موضحاً أن السياسات التجارية تثقل على استثمارات الأعمال، مضيفاً أن بنك الاحتياطي الفيدرالي على استعداد للتحرك بالشكل الملائم.

ونوه باول آنذاك لكون الاحتياطي الفيدرالي سيتحرك بما يضمن استدامة التعافي الاقتصادي، مع تأكيده على الالتزام باستخدام أداوت السياسة النقدية لدعم النمو، موضحاً أن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح تقر السياسة النقدية لموجهة المخاطر وأن قرارات اللجنة حيال السياسة النقدية تخلو من الاعتبارات السياسة، وذلك مع تطرقه لكون التطلعات الأساسية تفترض اعتدال النمو وأنه لا يرى أشارت على ركود اقتصادي.

وفي نفس السياق، أفاد باول بأن بيانات التوظيف لا تزال أعلى النطاق المتوسط، وذلك مع تطرقه لكون اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح ملتزمة بتحقيق هدف التضخم عند 2%، وأعربه عن مستويات أسعار القائدة الحيادية تراجعت خلال العقيدين الماضيين إلى ما بين 2% و3%، مضيفاً أن المصارف المركزية ستكون أقل قدرة على مواجهة التباطؤ الاقتصادي عن طريق خفض أسعار الفائدة.

وأكد باول أيضا الجمعة الماضية عن أن الضغوط التضخمية في الولايات المتحدة تعد مستقرة بشكل جيد، مع تطرقه لكون بنك الاحتياطي الفيدرالي يراقب عن كثب البيانات الاقتصادية والتطورات الجيوسياسية، موضحاً أن ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والتوترات التي تشهدها هونج كونج من بين المخاطر الجيوسياسية، ومضيفاً أن المصارف المركزية لا تملك الخبرة الكافية للتعامل مع الغموض التجاري.