ارتفاع العملة الملكية الجنية الإسترليني للأعلى له في شهرين أمام الدولار الأمريكي

تذبذبت العملة الملكية الجنيه الإسترليني بشكل ملحوظ مائل نحو الارتفاع خلال الجلسة الأمريكية لنشهد الأعلى لها منذ 17 من تموز/يوليو الماضي أمام الدولار الأمريكي عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الأربعاء عن الاقتصاد الملكي البريطاني ونظيره الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم.

في تمام الساعة 03:17 مساءاً بتوقيت جرينتش ارتفع زوج الجنية الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.15% إلى مستويات 1.3168 مقارنة بمستويات الافتتاحية عند 1.3148 بعد أن حقق الزوج أعلى مستوى له في تسعة أسابيع عند 1.3215، بينما حقق الأدنى له خلال تداولات الجلسة عند 1.3099.

هذا وقد تابعنا في وقت سابق اليوم حديث كبير الاقتصاديين لدى بنك إنجلترا آندي هالدان عن اتصالات البنك المركزي في مؤتمر الذكري المئوية لبنك استونيا والذي أعرب من خلاله عن كون مخاوف الأعمال جراء غموض خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ارتفعت بشكل حاد على مدار الشهور الأخيرة وأن هناك مخاوف لدى الأسواق فيما يتعلق بفهم سياسات البنوك المركزية والوثوق بها.

كما نوه هالدان أن بنك إنجلترا يركز على إيضاح التوجهات المستقبلية لطمأنة الأسر والشركات، وأنه لا يمكن التنبؤ بتحركات الأسواق المالية، وفي نفس السياق، أعرب عضو البنك المركزي البريطاني جيرتيجان فيليجه عن كون ارتفاع الأجور لا تزال محدودة على الرغم من الانخفاض المتواصل في معدلات البطالة، مضيفاً أحرزنا تقدم محدود فيما يتعلق بالأجور.

وجاء ذلك قبل أن نشهد عن الاقتصاد البريطاني الكشف عن بيانات التضخم والتي أظهرت نمو الضغوط التضخمية بصورة فاق التوقعات إلى 0.7% مقابل الثبات عند مستويات الصفر، متوافقة على التوقعات التي أشارت لنمو 0.5% وفقاً لقراءة مؤشر أسعار المستهلكين لشهر آب/أغسطس، بينما أوضحت القراءة السنوية للمؤشر تسارع النمو إلى 2.7% مقابل 2.5% في القراءة السنوية السابقة، بخلاف التوقعات عند 2.4%، وأظهرت القراءة السنوية الجوهرية للمؤشر أيضا تسارع النمو إلى 2.1% مقابل 1.9% بخلاف التوقعات عند 1.8%.

وجاء ذلك مع أظهر قراءة مؤشر أسعار المنتجين للمدخلات نمو 0.5% مقابل الثبات عند مستويات الصفر في تموز/يوليو، متفوقة على التوقعات عند 0.4%، بينما أوضحت القراءة السنوية للمؤشر تباطؤ النمو إلى 8.7% مقابل 10.9% دون التوقعات عند 9.1%، وأظهر القراءة السنوية لمؤشر أسعار المنازل تباطؤ النمو إلى 3.1% مقابل 3.2% في القراءة السنوية السابقة لشهر أيار/مايو الماضي، متفوقة على التوقعات عند 2.8%.

وفي سياق أخر، فقد تابعنا مطالبة وزير الخارجية الأيرلندي سايمون كوفيني المملكة المتحدة بالمشاركة بشكل مكثف ومفصل حيال ملف الحدود الأيرلندية، موضحاً أن هناك طرق يمكن من خلالها طمأنة الأشخاص في المملكة المتحدة بأن الأمور ستكون على ما يرام، ومضيفاً أن على المملكة المتحدة التركيز على محادثات الخروج من الاتحاد الأوروبي في بروكسل وليس عواصم الاتحاد الأوروبي، مع أعربه أن هذه ليست صفقة سياسية يمكن تحييدها ولكن يجب أن تكون قابلة للدفاع عنها بشكل قانوني.

كما أفاد كوفيني أن الاتحاد الأوروبي يبدي نوع من المرونة وأنه يمكن التوصل إلى اتفاق، إلا أن ذلك يحتاج إلى تكثيف الجهود، وفي المقابل، صرح مايكل بارنييه كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي لملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أن اتفاقية خروج المملكة المتحدة من الاتحاد تضمن حقوق المواطنين الأوروبيين والاستثمارات الأوروبية، موضحاً أن وزير الخارجية الإيطالي نوه له أن خروج بريطانيا من الاتحاد بشكل سلس يحمي جودة المنتجات الأوروبية، ومضيفاً أن إحراز تقدم في مفاوضات الحدود الأيرلندية أمر جوهري حتى مفاوضات الشهر المقبل. 

على الصعيد الأخر، فقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي الكشف عن بيانات سوق الإسكان التي أظهرت ارتفاع المنازل المبدوء إنشائها وتراجع تصريح البناء في الولايات المتحدة خلال آب/أغسطس، حيث أوضحت قراءة مؤشر المنازل المبدوء إنشاؤها ارتفاعاً 9.2% أي إلى 1,282 ألف منزل مقابل تراجع 0.3% عند 1,174 ألف منزل في تموز/يوليو الماضي، متفوقة على التوقعات التي أشارت لارتفاع 5.7%  عند 1,238 ألف منزل.

وفي نفس السياق، انخفضت تصاريح البناء وفقاً لقراءة المؤشر للشهر الماضي 5.7% أي إلى 1,229 ألف تصريح مقابل ارتفاع 0.9% عند 1,303 ألف تصريح في تموز/يوليو، بخلاف التوقعات التي أشارت لارتفاع 0.5% عند 1,310 ألف تصريح، وجاء ذلك بالتزامن مع صدور قراءة مؤشر الحساب الجاري والتي أظهرت تقلص العجز إلى 101$ مليار مقابل 122$ مليار في الربع الأول الماضي، متفوقة على التوقعات التي أشارت لعجز 104$ مليار.