اليورو و الجنيه ينخفضان بعد قرارات الفائدة

ترك كل من البنك المركزي الأوروبي و البنك البريطاني سعر الفائدة على ما هو عليه، حيث ترك البنك البريطاني سعر الفائدة عند مستوى 0.50% ، فيما ترك البنك الأوروبي سعر الفائدة عند مستوى 1.50%. لكن، المفاجأة كانت من البنك البريطاني الذي قام برفع سياسة شراء الأصول إلى مستوى 275 مليار جنيه إسترليني من المبلغ السابق الذي بلغ سقفه 200 مليار جنيه، و يعد هذا الرفع في سقف السياسة الأكبر منذ أن قدّم  الخطة في شهر آذار/مارس عام 2009 لدعم الاقتصاد حينها، فعلى ما يبدو، فالاقتصاد البريطاني في وضع حرج جداً استدعى إهمال البنك لمستوى التضخم الذي يفوق المستويات المستهدفة و يتجه لدعم الاقتصاد.

انخفض سعر صرف الجنيه الإسترليني بشكل حاد بعد قرار البنك البريطاني، إذ أن ضخ سيولة إلى الأسواق المالية من شأنها أن تعني ارتفاع المعروض من الجنيه مما سبب موجة بيع كبيرة على الجنيه الإسترليني لينخفض مقابل سلّة العملات الأجنبية.

مقابل الدولار الأمريكي، انخفض سعر صرف الجنيه الإسترليني بعد اكتفاءه هذا اليوم في الأعلى عند سعر 1.5500 دولار للجنيه الإسترليني الواحد لينزلق بعدها و يحقق الأدنى حتى هذه اللحظة عند 1.5270 دولار للجنيه الإسترليني الواحد.

بالنسبة سعر صرف اليورو، فقد انخفض أيضاً هذا اليوم بعد قرار البنك الأوروبي، فرغم عدم قيام البنك في أي تحرّك تجاه السياسات المالية أو النقدية، إلا أن المتداولون يتوقعّون إشارات هامة من تريشيه و ربما يقوم بالإشارة إلى تحرّك قريب من قبل البنك المركزي الأوروبي.

انخفض سعر صرف اليورو هذا اليوم مقابل الدولار الأمريكي بعد أن اندفع بقوّة نحو الأعلى ليلامس مستوى 1.3398 دولار لليورو الواحد، ثم عاد و انخفض ليلامس الأدنى عند سعر 1.3241 دولار لليورو الواحد. إن التحليل الفني يظهر بأن تداول سعر صرف اليورو تحت مستوى 1.3270 قد يبقي على الضغوط السلبية لحظياً على الزوج، و يحتاج اليورو لإعادة إثبات كفاءته في أن يعود للارتفاع فوق المستوى المشار له لإعادة الإيجابية و إلغاء احتمال تعمّق السلبية عليه.

لكن، لو نظرنا إلى حركة سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل اليورو، فسوف نرى بأن الزوج مالت تداولاته لصالح اليورو ، و هذا أمر منطقي جداً بمقارنة السياسات المالية و النقدية التي تم اتخاذها في البنك البريطاني و البنك المركزي الأوروبي، في وقت حافظ فيه البنك المركزي الأوروبي على سعر الفائدة و السياسات المالية فيه، فيما قام البنك البريطاني بتوسيع سياسة شراء الأصول بمقدار 75 مليار جنيه إسترليني.

تداول سعر صرف اليورو مقابل الجنيه الإسترليني هذا اليوم بين مستوى 0.8620 و مستوى 0.8728، و ما زلنا نرى الميل واضحاً لصالح اليورو في انتظار تصريح السيد تريشيه.

بالنسبة لسعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني، فقد  تداول في مجال ضيق ليوم آخر ضمن مستويات 76 ين للدولار الأمريكي الواحد، حيث نرى بأن الزوج قد اكتفى في تداولات بين سعر 76.54 و 76.83 ين للدولار الأمريكي الواحد، و هذه التداولات ما تزال ضمن النطاق الفني 76.95 و 79.80 و التي بينها قد يبقى الاتجاه غير واضحاً.

الجدير ذكره هذا اليوم، هو أن الدولار الأمريكي استطاع تحقيق المكاسب مقابل سلّة العملات الرئيسية، و حصل ذلك رغم الثقة التي عمّت الأسواق المالية الأوروبية تابعة مثيلتها الآسيوية. تعوّدنا سابقاً أن ينخفض سعر صرف الدولار الأمريكي عندما تنتشر الثقة و ترتفع أسواق الأسهم بسبب اتجاه المتداولين نحو الأصول المرتفعة العائد، إلا أن هذا اليوم شهدنا تحسّنا في الثقة خصوصاً بعد أن قدّم البنك البريطاني تحفيزاً جديداً للاقتصاد، لكن الدولار ارتفع كدلالة أن الارتفاع الذي يحصل في الدولار مصدره انخفاض في أسعار العملات الأجنبية الأخرى على رأسها الجنيه الإسترليني و اليورو.

تداول مؤشر الدولار الأمريكي هذا اليوم بين الأدنى 78.69 نقطة و مستوى 79.49 نقطة، و الإيجابية ما زالت تظهر على حركة المؤشر بدعم من الانخفاض الحاد الذي تعرّض له الجنيه الإسترليني و كذلك الميل الهابط الذي تداول فيه سعر صرف اليورو.