اليورو يتلقّى مزيداً من الضربات

رغم أزمة الديون السيادية التي تعصف في الاتحاد الأوروبي، إلا أن اليورو استطاع أن يقاوم بعض التأثيرات السلبية و يحقق ارتفاعاً عندما تنخفض الثقة في الأسواق بسبب توقعات رفع سعر الفائدة الأوروبية. إن التوقعات تجاه احتمال رفع سعر الفائدة نتجت من ارتفاع مستويات التضخم في أوروبا، لكن هذا اليوم أظهرت تقديرات مؤشر سعر المستهلك للشهر الجاري انخفاضاً إلى 2.5% فيما كانت التوقعات تشير إلى احتمال الاستقرار عند 2.7%. رغم أن القيمة المتوقعة ما زالت فوق المستوى المريح للبنك المركزي الأوروبي، إلا أن ذلك قلل من توقعات رفع سعر الفائدة في وقت قريب، و بذلك فقد اليورو الدرع الواقي الذي كان يخفف من ضربات أزمة الديون السيادية و حالة التوتّر في الأسواق المالية.

أعلنت وكالة " موديز " لخدمات المستثمرين هذا اليوم بأنها وضعت إسبانيا تحت إعادة النظر في تصنيفها الائتماني، و هذا أقلق المتداولين في الأسواق من أن تكون إسبانيا آيلة للسقوط في غياهب أزمة الديون السيادية، و اقتصاد بحجم إسبانيا، قد يكون سقوطه في أزمة الديون ذو تأثير مدمّر على الاتحاد الأوروبي.

انخفض سعر صرف اليورو هذا اليوم بشكل حاد بعد ملامسته للأعلى عند سعر 1.4363 دولار لليورو الواحد، و الموجة الهابطة التي حصلت دفعت في سعر صرف اليورو لملامسة الأدنى له عند سعر 1.4227 دولار لليورو الواحد. إن ثبات سعر صرف اليورو تحت مستوى 1.4335 كفيل في أن يبقي على الضغوط السلبية لسعر صرف اليورو و قد يسبب اختباراً لمستوى الدعم الهام 1.4215 و الذي قد يكون فاصلاً مصيرياً للزوج خلال تداولات بقية هذا اليوم، بل بقية تداولات الأسبوع المقبل.

ليس فقط المشاكل الأوروبية هي التي يخشى المتداولون منها اليوم، بل نرى الأسواق المالية حالياً متوتّرة جداً في انتظار نتيجة التصويت من قبل صانعي القرار الأمريكي تجاه رفع سقف الدين العام و خفض العجز الأمريكي. إن الفشل في الوصول لقرار هذا اليوم قد يزيد من التوتّر، فيما رفض هذه الخطط قد يكون سبباً لمزيد من التشاؤم في الأسواق. و مع اقترابنا من الموعد النهائي في الثاني من الشهر القادم، نرى المتداولين حالياً في حالة ابتعاد و تجنّب للمخاطرة و اتجاه نحو الأصول الأقل عائداً في ظل طلبهم للأصول الآمنة أو تصفية المراكز المالية في الأسواق.

هذا التشاؤم و القلق في الأسواق المالية سبب ارتفاعاً واضحاً في سعر صرف الدولار الأمريكي، لذلك نرى بأن مؤشر الدولار و قد ارتفع هذا اليوم مقترباً من إنهاء الجلسة الثالثة على التوالي من تحقيقه للمكاسب مقابل سلّة العملات الأجنبية، و هذا انعكس على معظم العملات الأجنبية في الأسواق المالية منها الجنيه الإسترليني.

انخفض سعر صرف الجنيه الإسترليني هذا اليوم متأثراً في ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي، و قد انخفض الزوج من مستوى 1.6376 دولار للجنيه الإسترليني الواحد ليلامس الأدنى له عند سعر 1.6259 دولار للجنيه. إن الاتجاه الهابط على الزوج مستمر، حيث أن فشل الزوج في الثبات فوق مستوى 1.6365 كفيل في إبقاء الضغوط السلبية على الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي. من الأسفل، أمامنا مستوى الدعم 1.6250 و الذي استطاع حتى الآن إيقاف العزم الهابط على الزوج.

ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل سلّة العملات الأجنبية لم يكن شفيعاً له أمام الين الياباني، فالين الياباني يستمر في موجته الصاعدة مقابل الدولار الأمريكي مستفيداً من حالة التشاؤم في الأسواق المالية و ابتعاد المتداولين عن الأصول المرتفعة العائد، و هذا السبب هو الذي يكسب الين الياباني القوّة.  انخفض سعر صرف الدولار الأمريكي هذا اليوم مقابل الين الياباني من مستوى 77.86 إلى مستوى 77.43، و هذا الاتجاه الهابط قد يبقى مستمراً ما لم يتم إقناع الأسواق المالية بأن  صانعي القرار الأمريكي سوف يستطيعون الحفاظ على وضع الولايات المتحدة الائتماني و المالي المستقر خلال الفترة المقبلة.

بعد قليل، سوف نكون مع بيانات اقتصادية غاية في الأهمية تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية، هذه البيانات هي بيانات الناتج المحلي الإجمالي، و يجب علينا متابعة هذه البيانات إذ أنها سوف تكون مؤثرة جداً في الأسواق المالية، و التوقعات تشير إلى أن الاقتصاد الأمريكي استطاع تحقيق نمو خلال الربع الثاني مقداره 1.8% على المقياس السنوي بانخفاض من مستوى 1.9%.