2011-07-04 08:35AM UTC
بدأت تداولات المعادن الثمينة هذا اليوم بميل إيجابي، على ما يبدو، فالأسعار المتدنية جذبت معها بعض المضاربين و بعض طالبي أصول تخفيض المخاطرة. نرى أسواق الأسهم و أسواق العائد المرتفع تتداول بإيجابية، و ارتأت بعض الجهات بأن امتلاك أصول تخفيض مخاطرة قد يكون جيداً في الوقت الراهن إلى جانب تلك الاستثمارات. لكن، تداولات هذا اليوم الإيجابية لم تكن قادرة على تعويض خسائر يوم الجمعة الماضي الذي شهدنا فيه انخفاضاً واضحاً في أسواق المعادن الثمينة.
رغم ميل الدولار الأمريكي الهابط خلال الأسبوع الماضي، إلا أن أسواق المعادن الثمينة بما فيها الذهب شهدت موجة بيوع واضحة، و ذلك بعد أن تم الموافقة على خطّة التقشّف اليونانية و تمريرها بما يسمح لأن تستفيد اليونان من خطط الإنقاذ و القروض الممنوحة لها من صندوق النقد الدولي و الدول الأوروبية، حيث أن شرط خطط الإنقاذ كان بأن تقوم اليونان بخطط تقشّف قياسية، و فعلاً تم ذلك. بعد انخفاض مخاوف المتداولين من أزمة الديون الأوروبية، قام العديد منهم بالاستغناء عن المعادن الثمينة و حصلت موجة جني الأرباح.
من جهة أخرى، نرى بأن أسواق المعادن الثمينة تأثرت في موجة بيوع مضاربية. فشل المعادن الثمينة في الاستمرار في اتجاهها الصاعد الذي بدأ خلال جلسة يوم الاثنين الماضي و استمر خلال يومي الثلاثاء و الأربعاء، سبب قلقاً من قبل المضاربين في السعر السوقي، فخاب ظن تلك الفئة التي اعتقدت بأن انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي قد يكون دافعاً قوياً لاستمرار الاتجاه الصاعد في أسواق المعادن الثمينة. و مع الارتفاع القليل، أصبحت تكاليف المتاجرة في أسواق المعادن الثمينة أعلى من العائد المحتمل، و بذلك فضّل المتداولون الاتجاه نحو أسواق أخرى، أهمها أسواق الأسهم التي اتسمّت في إيجابية واضحة الأسبوع الماضي.
خلال تداولات يوم الجمعة الماضي، انخفض سعر الذهب بمقدار 0.92% عندما أغلق جلسة نيويورك عند مستوى 1486.50، لكن هذا الإغلاق جاء بعد ملامسة سعر الذهب الأدنى له عند مستوى 1477.30 و الذي يعتبر الأدنى للذهب منذ 17/أيار-مايو/2011. بالنسبة لسعر الفضة، فقد انخفض بحوالي 2.51% إثر تعرّضه لموجة جني أرباح مكثّفة من قبل المضاربين، و أنهى سعر الفضة بذلك تداولات نيويورك يوم الجمعة الماضي عند مستوى 33.85 دولار للأونصة الواحدة. بالنسبة للبلاتين، انخفض هو الآخر و خسر خلال جلسة نيويورك 0.41% و أغلق تداولاته عند مستوى 1715.00 دولار للأونصة الواحدة من البلاتين.
كما نرى عزيزي القارئ، فترتيب انخفاض أسعار المعادن الثمينة يدّل على استغناء عن بعض الملاذ الآمن من المعادن الثمينة و كذلك جني أرباح مضاربي. لكن أيضاً، الشهية الاستثمارية التي اتجهت نحو أسواق الأسهم و رأس المال، لكانت دافعة لترك أسواق المعادن الثمينة بعد أن خيّبت ظن المتداولين بعدم استمرار الموجة الصاعدة التي حصلت خلال الأسبوع الماضي.
بالنسبة لتداولات هذا اليوم في الأسواق المالية، ما زلنا نجد الميل الإيجابي في تداولات مؤشرات الأسهم الرئيسية في العالم، و عطلة الولايات المتحدة هذا اليوم لم تمنع المتداولين من النظر بإيجابية إلى الأسواق المالية الآسيوية، وبذلك ارتفعت العديد من مؤشرات الأسهم الآسيوية حتى مع البيانات الأسترالية المخيّبة للآمال، و التي أظهرت انكماشاً في مبيعات التجزئة مقداره 0.6% خلال شهر أيار-مايو الماضي إلى جانب الانخفاض الحاد في الموافقات على البناء في أستراليا خلال الشهر المشار له، حيث أشارت البيانات إلى انكماش مقداره 7.9% في الموافقات على البناء.
يتداول مؤشر نيكاي الياباني على ارتفاع مقداره 0.95% في هذه اللحظات، فيما نجد بأن مؤشر هانج سينج يتداول بارتفاع يفوق 1.70%. و هذه التداولات انعكست على معظم أسواق الأسهم الآسيوية. المعادن الثمينة هذا اليوم ارتفعت أيضاً، فكما أشرنا بداية، فالاستثمارات الكبيرة التي نشأت في أسواق الأسهم و السلع و الأصول، إلى جانب الانخفاض في أسعار المعادن الثمينة، شكّلت دافعاً للمتداولين بأن يستخدموا أسواق المعادن الثمينة لتغطية بعض مخاطر أسواق رأس المال، خصوصاً مع الانخفاض الذي شهدته أسعار المعادن الثمينة التي أوصلتها إلى مستويات متدنية نسبياً أغرت المتداولين.
بسبب الطلبات التي نشأت في أسواق المعادن الثمينة، ارتفع كل من سعر الذهب و الفضة و البلاتين، و نرى سعر الذهب اليوم يتداول عند مستوى 1493.90 دولار للأونصة مكتسباً 0.50% مقارنة بإغلاق نيويورك يوم الجمعة الماضي. بالنسبة لسعر الفضة، فقد ارتفع اليوم بمقدار 0.41% ليتداول في هذه اللحظات حول مستوى 33.99 دولار، أما البلاتين، فقد ارتفع بمقدار 0.29% ليتداول في هذه اللحظات عند مستوى 1720.00 دولار للأونصة. من ترتيب مقدار ارتفاع المعادن الثمينة، نلاحظ بأن الذهب هو الأكثر ارتفاعاً هذا اليوم، كدلالة على استخدام المعادن لتغطية مخاطر الأسواق المالية الأخرى، لكن بقياس مجموع تداولات هذا اليوم و يوم الجمعة الماضي، سوف نلاحظ بأن البلاتين هو الأقل انخفاضاً، و هذا بفعل انخفاض قلق المتداولين على التباطؤ الاقتصادي في الاقتصاد الدولي. الأسعار المشار لها في هذه الفقرة، كما هي في تمام الساعة 02:30 صباحاً بتوقيت نيويورك ( 06:30 بتوقيت غرينتش ).
إن احتمال استمرار الموجة الصاعدة للمعادن الثمينة، و الذهب منها على وجه الخصوص جيد، لكن هذا على المدى البعيد، فاحتمالات ارتفاع التضخم ما زالت قائمة، و كذلك ضعف الاقتصاد الدولي العام ملحوظ، و هذه الحقائق قد تدفع المتداولين مجدداً نحو أسواق المعادن الثمينة. لكن في المقابل، تبدو النظرة الحالية في أسواق المعادن الثمينة غير مؤكدّة، و يشوبها الكثير من الاختلاط في الآراء. بين انخفاض القلق تجاه أزمة الديون الأوروبية و توقعات ضعف الطلب في الاقتصاد الدولي بسبب التباطؤ الذي تبدو معالمه واضحة، و كذلك بين تذبذب الدولار الذي يميل في كثير من الأحيان للانخفاض مع الرغبة في الاتجاه حالياً للأسواق المرتفعة العائد، نرى بأنه من الصعب التنبّؤ في الاتجاه اللحظي و قصير الأمد للمعادن الثمينة.
لكن في المقابل، هنالك متغيّر مهم و هو جذب انخفاض أسعار المعادن الثمينة للطلبات المادية و طلبات تخفيض المخاطرة و تغطية مخاطر التضخم، و هذا ما قد يبقي على الميل الجانبي للتداولات. لكن يجب أن نعلم شيئاً هاماً تم ملاحظته الأسبوع الماضي، و هو أن فشل المعادن الثمينة في اتخاذ اتجاه صاعد مستقر، قد يسبب في النهاية موجات جني أرباح جديدة، و هذا كما أشرنا، بسبب ارتفاع تكاليف الاستثمار و المضاربة في المعادن الثمينة التي تحتاج إلى ارتفاع مستقر في الأسعار السوقية لها.
EcPulse
2024-04-23 11:47AM UTC
2024-04-23 08:37AM UTC
2024-04-23 08:35AM UTC
2024-04-23 11:05AM UTC
2024-04-23 11:05AM UTC
2024-04-23 05:12AM UTC