مؤشرات الأسهم الآسيوية تستهل تداولات الجلسة في مجملها إيجابية لتلحق بنظرتها الأمريكية

استهلت مؤشرات الأسهم الآسيوية تداولات رابع جلسات هذا الأسبوع وثالث جلسات هذا الشهر على تباين في الأداء في مجملها إيجابية مع تباين أداء مؤشرات الأسهم الصينية وارتفاع كل من مؤشرات الأسهم اليابانية، الاسترالية والنيوزيلندية بالإضافة إلى كل من مؤشر هانج سينج لأسهم هونج كونج وكوسبي لأسهم كوريا الجنوبية اليوم الخميس عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها عن كبرى الاقتصاديات الآسيوية وفي ظلال استمرار تسعير الأسواق لتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية والعقوبات ذات الصلة.

هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الاسترالي الكشف عن بيانات سوق الإسكان مع صدور قراءة مؤشر الإنشاء من قبل المجموعة الصناعية الاسترالية (AIG) والتي أظهرت اتساعاً إلى ما قيمته 53.4 مقابل انكماش عند 45.9 في كانون الثاني/يناير الماضي، وجاء ذلك قبل أن نشهد أظهر قراءة مؤشر تصاريح البناء تراجعاً 27.9% مقابل ارتفاع 9.8% والتي عدلت من ارتفاع 8.2% في كانون الثاني/يناير، بخلاف التوقعات التي أشارت لتراجع 2.9%.

وجاء ذلك قبل أن نشهد صدور قراءة الميزان التجاري والتي أوضحت اتساع الفائض إلى ما قيمته 12.89 مليار دولار استرالي مقابل 8.82 مليار دولار استرالي والتي عدلت من فائض 8.36 مليار دولار استرالي في كانون الأول/ديسمبر، بخلاف التوقعات التي أشارت لاتساع الفائض إلى 9.00 مليار دولار استرالي، وذلك وسط تسارع نمو الصادرات إلى 8.0% مقابل 1.1% وتراجع الواردات إلى 2.0% مقابل ارتفاع 4.6% في كانون الأول/ديسمبر.

بخلاف ذلك، تابعنا عن الاقتصاد النيوزيلندي كشف مجموعة أستراليا نيوزيلندا المصرفية (ANZ) عن قراءة أسعار السلع والتي أظهرت تسارع النمو إلى 3.9% مقابل 1.0% في كانون الثاني/يناير، وذلك قبل أن نشهد صدور قراءة مؤشر مدراء المشتريات الخدمي كايسين من قبل ماركيت عن الصين والتي أظهرت تقلص الاتساع إلى ما قيمته 50.2 مقابل 51.4 في كانون الثاني/يناير، أسوء التوقعات التي أشارت لتقلص الاتساع إلى 50.9.

وفي نفس السياق، تتطلع الأسواق حالياً من قبل الاقتصاد الياباني ثاني أكبر اقتصاديات آسيا ثالث أكبر اقتصاد في العالم للكشف عن قراءة مؤشر ثقة المستهلكين والتي قد تعكس اتساع الانكماش إلى ما قيمته 35.0 مقابل 36.7 في كانون الثاني/يناير، بخلاف ذلك، تابعنا بالأمس تأيد محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في شهادته أمام الكونجرس الأمريكي بالأمس رفع الفائدة على الأموال الفيدرالية واليقظة حيال التضخم.

كما أشار باول أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب في واشنطون لكون الاقتصاد الأمريكي يمكنه تحمل تكاليف الإقراض المرتفعة، معرباً عن دعمه لرفع الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح المقرر عقده في 15-16 آذار/مارس ومضيفاً أن الاحتياطي الفيدرالي قد يضطر لاتخاذ اجراءات أكثر صرامة إذا لم تبدأ ضغوط الأسعار في التراجع، وذلك مع أفادته بأن الحرب في أوكرانيا جعلت التوقعات "غير مؤكدة للغاية".

على الصعيد الأخر، لا تزال الأسواق تراقب عن كثب تطورات هجوم روسيا على أوكرانيا وتداعيات العقوبات الغربية ذات الصلة على موسكو والتي تضمنت قطع بعض المصارف الروسية عن شبكة سويفت المالية، بالإضافة إلى أعلن العديد من الدول لغلق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية وأيضا إعلان العديد من الشركات الخروج من روسيا، وصولاً إلى أحالة عشرات الدول موسكو للتحقيق في جرائم حرب محتملة.

هذا وقد أفادت التقرير بأن مدينة خاركيف التي تعد ثاني أكبر مدينة أوكرانية، تعرض بالأمس لقصف عنيف، ونود الإشارة لكون الحرب الروسية الأوكرانية والعقوبات ذات الصلة على موسكو، تهدد تدفقات الحبوب، الطاقة والمعادن، لكون البلدان يمثلان أكثر من ربع تجارة الحبوب العالمية، كما أن روسيا غنية بالنفط والغاز، وتخشي الأسواق حدوث نقص في الطاقة والحبوب والمعادن، مما يعني أن الحرب والعقوبات قد تؤدي للمزيد من التضخم.

ويذكر أن العقود الآجلة لأسعار النفط خام برنت ارتفعت بنسبة عشرين بالمائة تقريباً على مدار الأسبوع، بينما اشتعلت النيران في كل شيء من الفحم إلى الغاز الطبيعي والألمنيوم مع تشديد الدول الغربية العقوبات على روسيا، ونود الإشارة، لكون المحللين في مصرف جي-بي-مورجان أكبر مصرف أمريكي من حيث الأصول أعلنوا في مذكرة لهم بأنهم راجعوا توقعاتهم لأسعار السلع الأساسية بنسبة عشرة إلى عشرين بالمائة للأعلى.

وتلقي الحرب والعقوبات القاسية المتزايدة على موسكو بظلالها على التعافي العالمي من جائحة كورونا وتضع بنك الاحتياطي الفيدرالي والمصارف المركزية الأخرى في مأزق التحدي الذي يواجهونه وهو احتواء التضخم دون خنق النمو، الأمر الذي يعزز القلق من الأسواق من شبح الركود التضخمي، ومن المرتقب أن يدلي محافظ الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بالنصف الثاني من شهادته النصف سنوية أمام الكونجرس في واشنطون.

بخلاف ذلك، ووفقاً لأخر الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية والتي تم تحديثها أمس الأربعاء في تمام 04:11 مساءاً بتوقيت جرينتش، فقد ارتفع عدد الحالات المصابة بالفيروس التاجي لأكثر من 437,33 مليون حالة مصابة ولقي نحو 5,960,972 شخص مصرعهم، في حين بلغ عدد جرعات اللقاح المعطاة وفقاً لأخر تحديث من قبل المنظمة حتى الأحد الماضي، قرابة 10.59 مليار جرعة.

مؤشرات الأسهم اليابانية شهدت ارتفاعاً خلال تداولات جلسة اليوم، حيث ارتفع مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً في اليابان بنسبة 1.27% ليربح 23.65 نقطة ويصل إلى المستوى 1,883.59، وارتفع مؤشر نيكاي 225 الرئيسي لأسهم اليابانية بنسبة 0.82% ليربح هو الأخر 215.18 نقطة ويصل إلى المستوى 26,608.21.

أما عن مؤشرات الأسهم الصينية فشهدت تباين في الأداء خلال تداولات الجلسة، حيث انخفض مؤشر CSI 300 بنسبة 0.29% ليخسر 13.19 نقطة ويصل إلى المستوى 4,565.41، بينما ارتفع مؤشر شنغهاي بنسبة 0.10% ليربح 3.35 نقطة ويصل إلى المستوى 3,487.54.

وبالنظر إلى مؤشر هانج سينج لأسهم هونج كونج فشهد ارتفاعاً بنسبة 0.40% ليربح 90.20 نقطة ويصل إلى المستوى 22,434.12، كما ارتفع مؤشر كوسبي لأسهم كوريا الجنوبية بنسبة 1.43% ليربح هو الأخر 38.67 نقطة ويصل إلى المستوى 2,742.19.

وصولاً إلى مؤشر S&P/ASX 200 لأسهم استراليا والذي ارتفع بنسبة 0.75% ليربح 53.24 نقطة ويصل إلى المستوى 7,169.90، من ناحية أخرى يشهد مؤشر NZX 50 لأسهم نيوزيلندا ارتفاعاً بنسبة 1.16% ليربح هو الأخر 140.34 نقطة ويصل إلى المستوى 12,229.09.