بيانات المنازل الأمريكية تضيف إلى القلق: هل نحن في ركود أم كساد؟

موقع أخبار اليوم – بعد صدور الرقم الإقتصادي الأهم لليوم وهو بيعات المنازل القائمة في الولايات المتحدة، عادت المخاوف من كساد إقتصادي رهيب (وليس مجرد ركود) غلى الواجهة، مستفيدة من هذا الرقم وتصريحات أخرى لمسؤولين ومحللين أكدوا على هذه المخاوف.
ففي وقت سابق قالت (الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين) أن مبيعات المنازل القائمة في الولايات المتحدة الأمريكية قد انخفضت أكثر من المتوقع في تموز / يوليو ، وذلك إلى أدنى مستوى لها منذ عام 1995. فلقد قالت الرابطة في تقرير صدر اليوم ان مبيعات المنازل القائمة انخفضت الى 3.83 مليون وحدة في تموز / يوليو ، بعد أن كانت قد سجلت 5.25 مليون وحدة في حزيران / يونيو. وكان المحللون يتوقعون تراجع مبيعات المنازل القائمة إلى 4.75 مليون وحدة في تموز/يوليو.

وهذه الأرقام هي الأسوأ لهذا المؤشر منذ 15 عاماً، مما أثار المخاوف ليس فقط من تباطو النمو في أكبر إقتصاد في العالم، بل من كساد!
ويقول المحلل (ديفيد روزنبرغ) من شركة (غلوسكين شييف): حتى في الكساد الذي حصل في ثلاثينيات القرن الماضي، كانت هنالك فترات من الصعود الحاد في سوق الأسهم، وحققت المؤشرات الإقتصادية المهمة مثل الناتج المحلي الإجمالي قرائات إيجابية، إن هذه المور هي بمثابة "قناع يغطي وجهة الحقيقة البشع".

ويقول (روزنبرغ) إنه في حالة الكساد العظيم الذي حصل في الثلاثينيات ، وكذلك في الوضع الإقتصادي الحالي، كانت هذه النقاط الإيجابية غير قادرة على الإستمرارية، ولم توفر إلا "شعور زائف بالإسقرار".

وتأتي تصريحات (روزنبرغ) لتتبع رؤية زملائه المحللين في عدد من شركات التحليل من ضمنها (جي بي مورغن) و(غولدمان ساكس) اللذين قاموا بتخفيض توقعاتهم للنمو الإقتصادي الأمريكي في عام 2010.

وبعد صدور أرقام اليوم، تأكد بشكل كبير أن قطاع الإسكان لم يصل إلى قاع يبدأ منه الإنتعاش كما كان متوقعاً في وقت سابق.

وكان رئيس البنك الإحتياطي الفيدرالي فرع شيكاغو (تشارلز إيفانز)، قد قال في خطاب له أن "مخاطر حصول ركود ثنائي القاع قد إرتفعت". كما قال أن برامج الحكومة الموجة لمالكي المنازل لم تكن فعالة ولم تؤتي ثمارها في تحفيز قطاع الإسكان الأساسي في الإقتصاد.

 كما نصح  (روزنبرغ) المشترين في السوق بتغيير مواقفهم، قائلاً: "ليس من المتأخر الأن أن تقوم بتغير موقفك إن كنت مشترياً في هذا السوق".

وكل هذه الأمور تثير التساؤل: هل نحن في كساد بالفعل؟ الأسواق وحدها هي من ستجيب على هذا السؤال في الأيام والأسابيع والأشهر القادمة.