البلاتين يتكبد أكبر خسارة شهرية فى عامين ..لماذا؟

ارتفعت أسعار البلاتين بالسوق الأوروبية يوم الاثنين لتتماسك فوق أدنى مستوى ‏فى ثمانية أشهر المسجل يوم الجمعة ،ضمن عمليات التقاط الأنفاس ،فى طريقها ‏صوب تحقيق أول مكسب خلال الأربعة أيام الأخيرة ،بعد بيانات أفضل من التوقعات ‏فى الصين أكبر مستهلك للمعادن فى العالم.‏

والمعدن الرمادي "البلاتين" تكبد خلال حزيران/يونيو المنصرم ،أكبر خسارة شهرية فى ‏عامين ،لعديد الأسباب التي نحاول التركيز عليها خلال هذا التقرير ،والتي تنذر بالمزيد ‏من الخسائر للمعدن خلال الفترة المقبلة!‏

أسعار البلاتين اليوم ‏

ارتفعت أسعار معدن البلاتين بنسبة 0.85% إلى 902.46$ ، من مستوى افتتاح ‏التعاملات عند 894.85$ ، وسجلت أدنى مستوي عند 894.85$. ‏

فقدت أسعار البلاتين يوم الجمعة نسبة 2.4% ، فى ثالث خسارة يومية على التوالي ،  ‏وسجلت أدنى مستوى فى ثمانية أشهر عند 893.17 دولاراً للأوقية.‏

وعلى صعيد تعاملات حزيران/يونيو المنصرم ،فقدت أسعار البلاتين نسبة 9.3% ، فى ‏ثاني خسارة شهرية على التوالي ،وبأكبر خسارة شهرية منذ حزيران/يونيو 2021 ، ‏مسجلة خسارة فصلية بنسبة 8.8% ، فى ثاني خسارة فصلية على التوالي.‏

أسعار الفائدة العالمية

خلال اجتماعات حزيران/يونيو ،واصلت البنوك المركزية الكبرى رفع أسعار الفائدة ‏العالمية ضمن المعركة المستمرة للسيطرة على التضخم المرتفع فى معظم أنحاء ‏العالم.‏

رفعت بنوك أستراليا ونيوزيلندا وكندا وسويسرا أسعار الفائدة بوتيرة 25 نقطة ،ورفع ‏البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة الأوروبية بوتيرة 25 نقطة ،وكان بنك إنجلترا أكثر ‏عدوانية حيث رفع أسعار الفائدة البريطانية بوتيرة 50 نقطة أساس.‏

بينما أعلن البنك الاحتياطي الفيدرالي عن توقف مؤقت لدورة رفع أسعار الفائدة ‏الأمريكية تماشياً مع التوقعات ،لكنه أشار إلى وجود زيادتين إضافيتين فى أسعار ‏الفائدة خلال الاجتماعات المقبلة بداية من اجتماع تموز/يوليو الجاري.‏

وكما نعلم أن أسعار الفائدة العالمية المرتفعة تؤثر بالسلب على جاذبية سبائك ‏المعادن الثمينة ،لأنها تزيد من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالمعادن غير المدرة ‏للعائد.‏

الطلب الفعلي

الطلب العالمي على البلاتين 41% منه يأتي من قطاع صناعة السيارات ،والذي تضرر ‏مؤخراً جراء ارتفاع الأسعار وركود الطلب ،وهو ما أدي إلى تراجع مستويات الطلب ‏الفعلي على المعدن الرمادي.‏

هذا بجانب التوقعات القاتمة حول مستويات الطلب الفعلي خلال هذا العام ،حيث ‏يواجه الاقتصاد العالمي مخاطر الركود ،وهو ما سوف يؤدي بلا أدنى شك إلى ضعف ‏الأنشطة الصناعية فى معظم أنحاء العالم.‏

وهناك 31% من الطلب العالمي على البلاتين يأتي من قطاع المصوغات التي يشهد ‏الفترة الأخيرة تراجعاً فى الطلب الفعلي بسبب ارتفاع أسعار الفائدة العالمية.‏