استطاعت العملات الرئيسية أن تتغلب على الدولار الأمريكي إثر تراجعه بعد صعود كبير خلال أواخر الأسبوع الماضي الذي شهد نهايته تقرير الوظائف الأمريكي و الذي أظهر نجاح الإقتصاد الأمريكي بخلق وظائف بأفضل من الوظائف و التي تدل على تحسن قطاع العمل الأمريكي و هذا الأمر مهم بالنسبة للجنة الفدرالية المفتوحة لترجع حالة التكهنات حول قيام اللجنة بتقليص الخطط التحفيزية، و إلى ذلك فقد انتهزت العملات الرئيسية تراجع الدولار لتصعد العملات بعد تراجع دام لجلستين.

الدولار الأمريكي                                                         

تراجع الدولار الأمريكي اليوم بعد صعوده خلال الأسبوع الماضي بعد البيانات الإقتصادية الإيجابية و خصوصاً تقرير الوظائف الذي أظهر نجاح الإقتصاد الأمريكي بإضافة 195 ألف وظيفة جديدة مقارنة مع التوقعات التي أشارت إلى 175 ألف وظيفة جديدة، أما اليوم فتغيب البيانات الإقتصادية المهمة عن الساحة الأمريكية لتدفع الدولار إلى  الأسفل.

انخفض مؤشر الدولار الأمريكي ليتداول في تمام الساعة 17:24 بتوقيت غرينتش حول مستوى 84.48 مقارنة بمستويات الإفتتاح عند84.76 مسجلاً أدنى مستوى له عند 84.41 و الأعلى عند 84.83.

العملات الرئيسية الأخرى

انتهزت العملات الرئيسية الأخرى تراجع الدولار الأمريكي لترتفع بعد هبوط حاد خلال الأسبوع الماضي،  و اليوم استطاعت العملات من التنفس مجدداً أمام الدولار الأمريكي، و إلى ذلك فقد جاءت تصريحات محافظ البنك الأوروبي ماريو دراغي لتعطي الإيجابية لمنطقة اليورو.

اليورو

قال محافظ البنك المركزي ماريو دراغي في اجتماعه اليوم في بروكسل ، أن "  البرتغال  هي واحدة من الأمثلة التي تبين استمرار توتر الأوضاع الإقتصادية ".كما قال ان هنالك اثنان من الوزراء قد استقالوا في البرتغال بسبب السياسات التقشفية،

أما بالنسبة لإسبانيا فقد قال دراغي نها يجب أن تواصل في تعزيز قطاعها المصرفي ، كما قال ان البنك المركزي الإسباني يجب عليه ان يواكب الحاجات و ذلك من أجل تعزيز قطاعها المصرفي.

و أضاف ان  البنوك المركزية  ، " قد أوصت مؤسسات الائتمان  الحد من توزيعات الأرباح وضمان في جميع الأوقات مستويات كافية من رأس المال ".

بناءاً على ما سبق فقد ارتفع الزوج اليورو/دولار ليتداول حول مستويات 1.28697 دولار مقارنة بالمستويات الإفتتاحية عند 1.28102 دولار محققاً اعلى مستوى له عند 1.28781 دولار والأدنى عند 1.28102 دولار.

الجنيه الإسترليني

أيضاً استغلت العملة الملكية تراجع الدولار لترتفع ليتداول الزوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي في تمام الساعة 17:41 بتوقيت غرينتش حول مستويات 1.49460 دولار مقارنة بمستويات الإفتتاح عند 1.48759 مسجلاً أعلى مستوى له عند 1.49475 دولار و الأدنى عند 1.48576 دولار.

الين الياباني

صعد الين الياباني أيضاً على إثر تراجع الدولار الأمريكي، حيث تراجع الين بشكل كبير خلال الفترة الماضية و يظهر تراجع زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني صعود اليوم ليتداول الزوج حول مستوى 100.955 ين مقارنة بمستويات الإفتتاح عند 101.230 ين و مسجلاً أعلى مستوى 101.527 ين و الأدنى عند 100.897 ين.

شهدت الجلسة الأسيوية اليوم تداولات ضعيفة للعملات الرئيسية مقابل الدولار لتستقر التداولات حول مستوياتها السابقة في نطاقات محددة، يأتي هذا في ظل انتظار الأسواق لصدور محضر اجتماع البنك الفدرالي الأمريكي وما يترتب عليه من معرفة الخطوات المستقبلية بالنسبة لعمليات التحفيز في الولايات المتحدة الأمريكية.

الدولار استطاع أن يحافظ على مكاسبه مقابل العملات الرئيسية مع بداية تداولات الأسبوع حتى مع التراجع المحدود الذي شهده يوم أمس، إلا أنه يظل مستقر في مستوياته مقابل العملات الرئيسية. تكمن قوة الدولار الحالية في عاملين, الأول هو قوة البيانات الاقتصادية التي تصدر مؤخراً عن الاقتصاد الأمريكي و لاسيما قطاع العمالة، مما يزيد من فرص قيام البنك الفدرالي بسحب عمليات التحفيز وهو ما يزيد الدولار قوة.  

العامل الثاني هو الضعف الحالي في مستويات العملات الأوروبية مما يزيد من فرص الدولار في تحقيق المزيد من المكاسب مقابل العملات. حيث أعلن كل من البنك المركزي الأوروبي و البريطاني عن نيتهم في الحفاظ على أسعار الفائدة عند أدنى مستوياتها مما قلل من الطلب على العملات الأوروبية.  

يتداول اليورو مقابل الدولار عند 1.2851 وذلك بعد أن سجل أعلى مستوى له يوم أمس عند المستوى 1.2881، كما تداول الجنيه الإسترليني مقابل الدولار حول المستوى 1.4930 بعد أن استطاع أن يسجل أعلى مستوى يوم أمس عند 1.4965.  

أما عن زوج الدولار مقابل الين الياباني فقد ارتفع اليوم إلى المستوى 101.23 بعد أن سجل أدنى مستوياته يوم أمس عند المستوى 100.75، في حين شهدت تداولات اليورو مقابل الين تحركات ضعيفة حول المستوى 129.80.  

ارتفع الدولار الاسترالي اليوم مقابل نظيره الأمريكي ليسجل أعلى مستوى عند 0.9125 ليعد هذا الارتفاع هو الثاني على التوالي بعد أن سجل يوم أمس أعلى مستوى عند 0.9144 يأتي هذا الارتفاع عقب إعلان الصين عن ارتفاع بيانات أسعار المستهلكين بأعلى من المتوقع لها ليزيد هذا من ضغوط التضخم في الصين.

يبدو أن السياسات و البرامج التحفيزية التي أضفاها البنك المركزي الياباني بدأت في تحقيق مكاسب و تأثير إيجابي لافت للانتباه. 

حيث أعلن البنك المركزي الياباني أن مستويات الإقراض ارتفعت خلال حزيران بأعلى وتيرة شهرية في أربع سنوات. 

اتصالاً بذلك نجد أن معدلات الإقراض  شهجت تراجعاً في بعض الأوقات، إذا ما قارناها بصعودها خلال الشهر الماضي بنسبة 2.2%، بأعلى من ارتفاعها خلال أيار الذي سجل 2.1%. 

في غضون ذلك نجد أن هذه المعطيات دلالة واضحة أن اقتصاد اليابان يكافح بشكل واضح لدحر الانكماش التضخمي الذي يحاصر البلاد منذ 15 عاماً. فضلاً عن جديى العمل وتحقيق نتائج ملموسة لتحقيق هدف التضخم عند 2%. 

على المقابل نلاحظ أن الطفرة التي حدثت على صعيد فائض الحساب الجاري، استفادت منها الشركات على خلفية تراجع الين الياباني، و أعطت تفاؤلاً بشان نمو أرباح الشركات.

قام بنك HSBC بتخفيض توقعاته للنمو في المنطقة الأسيوية باستثناء اليابان لتصل إلى 6.1% بعد أن كانت بنسبة 7.2% خلال عام 2013. قام بنك HSBC أيضاً بتخفيض توقعات النمو لعام 2014 لتصبح بنسبة 6.5% لتتراجع من التوقعات السابقة التي كانت بنسبة 7.2%.

من ناحية أخرى خفض البنك أيضاً توقعات الناتج المحلي الإجمالي لهونج كونج إلى 2.5% بعد أن كانت بنسبة 4.7% خلال عام 2013، و تراجعت توقعات النمو لكوريا الجنوبية إلى 2.4% بعد أن كانت 3.8%، كما انخفضت توقعات نمو تايوان إلى 2.0% من 4.2%.  

و أضاف البنك أن الحكومات في المنطقة الأسيوية بحاجة إلى الإبقاء على الدعم للاقتصاد خلال الفترة المقبلة من أجل العمل على استعادة ثقة المستثمرين لضمان تعافي اقتصاد الدول.