2016-06-24 11:31AM UTC
هبط الجنيه الإسترليني على نطاق واسع يوم الجمعة مقابل معظم العملات ،وفقد نسبة 11 بالمئة مقابل الدولار الأمريكي ،متخطيا حاجز 1.35 دولارا ،مسجلا أدنى مستوى منذ عام 1985 ،بعدما صوت البريطانيين فى استفتاء الأمس لصالح انفصال بلادهم من الاتحاد الأوروبي ،الأمر الذي دفع رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون إلى تقديم استقالته ،وارتفع الجنيه قبل صدور النتائج إلى أعلى حاجز 1.50 دولارا للمرة الأولي منذ كانون الأول ديسمبر 2015 ،لكن سرعان ما عاد إلى الهبوط الحاد مع توالي صدور النتائج الأولية للاستفتاء.
وعلى الرغم من الارتفاعات الأخيرة للجنيه غير أن المستثمر الملياردير جورج سوروس الذي حقق أرباح طائلة من المراهنة على انخفاض قيمة الجنيه عام 1992 ، قد حذر من المخاطر الاقتصادية لانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي وكتب فى صحيفة الجارديان البريطانية أن الجنيه قد يهبط أكثر من 20 بالمئة مقابل الدولار الأمريكي وهو انخفاض أكبر من المحقق عام 1992.
يتداول زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي بحلول الساعة 11:10 بتوقيت جرينتش حول مستوي 1.3690 من سعر الافتتاح 1.4856 بعد تسجيل أعلى سعر 1.5015 الأعلى منذ 16 كانون الأول ديسمبر 2015 وأدنى سعر 1.3225 الأدنى منذ 1985م.
أسفرت نتيجة استفتاء بريطانيا عن تصويت 51.8 بالمئة من البريطانيين لصالح الانفصال عن الاتحاد الأوروبي مقابل 48.2 بالمئة صوتوا لصالح البقاء ،وأحدث الاستفتاء أكبر صدمة للأسواق العالمية منذ الأزمة المالية عام 2008.
قدم رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون استقالته بعدما فشلت الحملة التي كان يقودها لبقاء بلاده ضمن الاتحاد الأوروبي ،وأكد أن بريطانيا تحتاج إلى قيادة سياسية جديدة ،مشيرًا إلى أن رئيس حكومة آخر يجب أن يجري مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي.
ويتجه الجنيه الإسترليني إلى تكبد أكبر خسارة يومية على الإطلاق مقابل الدولار الأمريكي، متخطيا خسارة الأربعاء الأسود عام 1992 والذي فقد خلالها نسبة 4.2 بالمئة مقابل الدولار الأمريكي ،وسط توقعات بمزيد من الضغط السلبي على العملة البريطانية مع ارتفاع المخاطر التي سوف يتعرض لها الاقتصاد البريطاني خلال الفترة القادمة ،والتي من المتوقع أن تدفع بالبنك المركزي البريطاني إلى تعزيز السياسات التحفيزية لوقف متوقع لوتيرة النمو الاقتصادي فى البلاد.
من المتوقع أن يؤدي انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي إلى رسم جديد للعلاقات السياسية والاقتصادية فى أوروبا ،ومن المنتظر أن يوجه الاقتصاد البريطاني انتكاسات كبيرة فى مختلف قطاعاته والتي من المتوقع أن تنعكس بدخول الاقتصاد فى مرحلة طويلة من الركود.
وحذر محافظي البنوك المركزية من مخاطر انفصال بريطانيا على الاقتصاد العالمي ،وقالت جانيت يلين رئيسة مجلس الاحتياطي الاتحادي" المركزي الأمريكي" الأسبوع الماضي أن الاستفتاء البريطاني كان وراء الإبقاء على أسعار الفائدة الأمريكية ثابتة دون تغيير هذا الشهر.
وتكبدت أسهم البنوك والشركات المالية لخسائر فادحها خلال تعاملات اليوم بالأسواق الأوروبية والعالمية فى طريقها صوب تسجيل أكبر خسائرها على الإطلاق ،وذلك فى ظل توقعات بأن توسع البنوك المركزية العالمية من استخدام أسعار الفائدة السلبية لمواجهة الآثار المترتبة على خروج الاقتصاد البريطاني من التكتل الأوروبي.
ومن ناحية أخرى قالت وكالة موديز للتصنيف الائتماني يوم الجمعة إن انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوربي سوف يؤثر سلبا على التصنيف الائتماني السيادي لبريطانيا ،وأكدت الوكالة إن نتيجة الاستفتاء سوف تحمل لفترة طويلة ضبابية بشأن السياسات المالية والتي من شانها زيادة الضغوط السلبية على الأداء الاقتصادي والمالي في المملكة المتحدة.
التحليل الفني:
من الناحية الفنية، وبدراسة الرسم البياني الأسبوعي، نجح بأن الزوج يقع تحت ضغط سلبي طويل الأمد منذ الاقتراب من مستوى تصحيح فيبوناتشي 50% لكامل الانخفاض الذي تم قياسه من القمة التاريخية المسجلة عند 2.1174 وصولاً إلى القاع التاريخي السابق 1.3501، مع ملاحظة أن السعر أجرى محاولة لاختراق مقاومة القناة الهابطة التي تحمل التداولات منذ منتصف العام 2014 إلى الآن، لكن دون أن يتمكن من تأكيد الاختراق، لترتد التداولات هبوطاً بشكل حاد بالتزامن مع صدور نتائج التصويت بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
هذه النتائج دفعت بالزوج للانخفاض بشكل حاد جداً والانتقال من مقاومة القناة الهابطة المذكورة إلى مستوى دعمها في ساعات قليلة بدلاً من أن تحتاج إلى أشهر عديدة، الأمر الذي يقدم إشارات على أن السعر قد يقدم محاولات جادة للتعافي وتعويض بعضاً من هذه الخسائر، مما يجعلنا نرجح أن يشهد السعر تداولات إيجابية خلال الفترة المقبلة، والهدف الرئيسي سيكون زيارة مناطق الحاجز النفسي 1.5000 من جديد.
المؤشرات الفنية على الإطار الزمني الأسبوعي تظهر عوامل سلبية قد تسبب مزيد من الضغط على السعر وتصعّب مهمة الزوج بالتعافي، لكن بشكل عام، نحن نعتقد بأن مصير السعر التالي يعتمد على قوة مستوى 1.3500، حيث يمثل ثبات التداولات فوق هذا المستوى وصمود السعر فوقه لهذا اليوم –آخر أيام هذا الأسبوع- عامل إيجابي سيمكّن الزوج من تقديم محاولات إيجابية على المدى القصير والمتوسط، وهذا ما يمكن أن نحصل عليه من خلال النظر إلى الرسم البياني اليومي التالي:
حيث نلاحظ بأن هناك فرصاً إيجابية بعد الاقتراب بشكل كبير من دعم القناة الهابطة، وبحسب قواعد التداول داخل القنوات السعرية، فإن السعر سيتجه نحو زيارة محتملة لمستوى مقاومة هذه القناة، والذي يتواجد عند 1.4741 تقريباً، مشيرين إلى أن السعر يحتاج لتخطي حواجز مقاومة مهمة تبدأ عند 1.4163 ثم 1.4741 لتأكيد تعويض ما تكبده من خسائر هذا اليوم واستعادة طريق المكاسب من جديد.
إذاً، وكخلاصة لما سبق، يجب علينا أولاً متابعة إغلاق تداولات هذا اليوم \ الأسبوع، والمستويات التي يجب مراقبتها تتمثل بالدعم 1.3500 والمقاومة 1.4163، مع الإشارة إلى أن اختراق هذه المقاومة والثبات فوقها سيؤكد استمرار محاولات تعافي السعر ومن ثم استهداف الحاجز التالي 1.4741 على المدى القريب، حيث يمثل اختراق هذا المستوى الأخير مفتاح امتداد مكاسب الزوج لتصل إلى 1.5210 ثم 1.5675 بشكل رئيسي، وبالمقابل، كسر مستوى 1.3500 والاستقرار دونه سيضع الزوج تحت مزيد من الضغط السلبي الذي قد يدفع بالسعر لتكبد مزيد من الخسائر، ومن ثم استهداف مستويات قاع تاريخية تتخطى ما تم تحقيقه هذا اليوم.
2024-04-26 12:54PM UTC
2024-04-26 12:51PM UTC
2024-04-26 12:49PM UTC
2024-04-26 10:59AM UTC
2024-04-26 10:58AM UTC
2024-04-26 06:59AM UTC