استقرار إيجابي للعقود الآجلة لأسعار الذهب لأول مرة في ثلاثة جلسات مع تراجع مؤشر الدولار الأمريكي

تذبذبت العقود الآجلة لأسعار الذهب في نطاق ضيق مائل نحو الارتفاع خلال الجلسة الآسيوية لنشهد ارتدادها للجلسة الثانية من الأدنى لها منذ 28 من أيلول/سبتمبر وسط ارتداد مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة الثانية من الأعلى له منذ أواخر الشهر ذاته وفقاً للعلاقة العكسية بينهما على أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الجمعة من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم وقلق المستثمرين من تفشي الموجة الثانية لفيروس كورونا عالمياً.

في تمام الساعة 06:08 صباحاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة لأسعار الذهب تسليم كانون الأول/ديسمبر القادم 0.35% لتتداول عند 1,874.40$ للأونصة مقارنة مع الافتتاحية عند 1,867.90$ للأونصة، مع العلم، أن العقود استهلت تداولات الجلسة على فجوة سعرية هابطة بعد أن اختتمت تداولات الأمس عند 1,868.00$ للأوتصة، وذلك وسط تراجع مؤشر الدولار الأمريكي 0.05% إلى 93.85 مقارنة بالافتتاحية عند 93.89.

هذا وتتوجه أنظار المستثمرين حالياً إلى فعليات اجتماع كبار قادة الصين في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والتي بدأت مع مطلع هذا الأسبوع وتستمر حتى اليوم الجمعة للتخطيط لمسار التنمية الاقتصادية للخمسة عشرة عام المقبلة لأكبر اقتصاديات آسيا وثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر مستهلك للمعادن عالمياً وثاني أكبر دولة صناعية في العالم.

على الصعيد الأخر، يترقب المستثمرين حالياً من قبل الاقتصاد الأمريكي الكشف عن بيانات الإنفاق والدخل الشخصي والتي قد تعكس استقرار نمو الإنفاق الشخصي عند 1.0% خلال أيلول/سبتمبر، وارتفاع الدخل الشخصي 0.3% مقابل تراجع 2.7% في آب/أغسطس، بينما قد توضح قراءة مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الجوهري تباطؤ النمو إلى 0.3% مقابل 0.2% في آب/أغسطس.

كما يأتي ذلك أيضا بالتزامن مع الكشف عن قراءة مؤشر تكلفة وحدة العمل والتي قد تعكس استقرار النمو إعند 0.5% خلال الربع الثالث، وقبل أن نشهد الكشف عن بيانات القطاع الصناعي لأكبر دولة صناعية في العالم مع صدور قراءة مؤشر شيكاغو لمدراء المشتريات والتي قد تعكس تقلص الاتساع إلى ما قيمته 58.2 مقابل 62.4 في أيلول/سبتمبر الماضي.

وصولاً إلى الكشف عن القراءة النهائية لمؤشر جامعة ميشيغان لثقة المستهلكين والتي قد تؤكد على اتساعاً عند ما قيمته 81.2 دون تغير يذكر عن القراءة الأولية السابقة للشهر الجاري ومقابل اتساع عند ما قيمته 80.4 في أيلول/سبتمبر، وذلك مع صدور قراءة توقعات المستهلكين للتضخم لشهر تشرين الأول/أكتوبر لعام واحد مقبل ولخمسة أعوام مقبلة.

بخلاف ذلك، لا يزال الشد والجذب قائم بين قطبي السياسة الأمريكية الجمهوريين والديمقراطيين حول إقرار حزمة تحفيز ثانية لدعم الاقتصاد في مواجهة التداعيات السلبية لجائحة كورونا، ونود الإشارة، لكون الرئيس الأمريكي الجمهوري دونالد ترامب أعرب بالأمس عن كون رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بلوسي لا ترغب قي التوصل لاتفاق حول حزمة التحفيز قبل الانتخابات الرئاسة الأمريكية المرتقبة الأسبوع المقبل.

كما نوه الرئيس الأمريكي الخامس والأربعين ترامب نتجه لإقرار حزمة تحفيز ضخمة وكبيرة للغاية وأنه يرغب في حزمة تحفيزية ضخمة أكثر مما تريد بلوسي، معرباً عن كون الجمهوريين سيفوزون بأغلبية مجلس النواب ويؤدون جيداً مع مجلس الشيوخ، ومضيفاً سوف نقترح حزمة تحفيز ضخمة بمجرد انتهاء الانتخابات، ويذكر أن ترامب أفاد في وقت سابق من هذا الأسبوع بأنه من المرجح إقرار حزمة التحفيز الثانية بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية.

وفي سياق أخر، فقد تابعنا بالأمس إعلان شركة موديرنا الأمريكية عن استعدادها للإطلاق العالمي للقاح المحتمل لفيروس كورونا، وجاء ذلك بالتزامن مع ارتفاع أعداد الحالات المصابة بالفيروس التاجي في الولايات المتحدة وأوروبا، وفي أعقاب إعلان أكبر اقتصاديات منطقة اليورو ألمانيا وفرنسا عن عمليات إغلاق جديدة على مستوى البلاد، ووفقاً لأخر الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية فقد ارتفع عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا لأكثر من 44.35 مليون ولقي 1,171,255 شخص مصرعهم في 219 دولة.

بخلاف ذلك، فقد تابعنا الثلاثاء الماضي أظهر بيانات اتحاد الذهب في الصين بأن استهلاك الذهب ارتفع خلال الثلاثة أشهر المنقضية في 30 من أيلول/سبتمبر عن الربع الثاني 29% إلى نحو 548 طن من الذهب، بينما عكست البيانات تراجع بنفس النسبة عن نفس الأشهر من 2019، ونود الإشارة، لكون الاتحاد أفاد مسبقاً بأن استهلاك الصين تراجع على أساس سنوي 38% في النصف الأول من 2020 بسبب بتفشي كورونا وتباطؤ الاقتصاد الصيني.