ما هي أهم التحديات التي تواجه تحالف أوبك+ قبل ‏الاجتماع المقبل

تتجه الأنظار فى أسواق الطاقة يوم الأحد المقبل صوب اجتماع ‏منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاؤها من الخارج ‏بقيادة روسيا ،التحالف المعروف عالمياً باسم "أوبك+" ،لمناقشة ‏التطورات الجديدة فى السوق واتخاذ قراراً حول سياسة الإنتاج ‏الحالية.‏

يواجه التحالف العالمي جملة من التحديات ،والتي قد تؤدي إلى ‏اتخاذ إجراءات غير متوقعة كما حدث فى اجتماع الذي عقد أوائل ‏نيسان/أبريل الماضي ،ونحاول هنا فى ‏‎ ‎موقع "أف اكس نيوز تودي‎" ‎من خلال ‏هذا التقرير ،التطرق إلى أهم التحديات التي تواجه التحالف ‏العالمي قبل اجتماع الأحد القادم.‏

إجمالي تخفيضات أوبك+ الحالية

خلال اجتماع أوائل نيسان/أبريل الماضي،قرر تحالف أوبك+ إجراء ‏تخفيضات طوعية فى الإنتاج بنحو 1.65 مليون برميل يومياً بداية ‏من شهر أيار/مايو وحتى نهاية 2023 ،يبلغ نصيب روسيا منها 500 ‏ألف برميل يومياً.‏

وهذا الخفض الطوعي للإنتاج يضاف إلى تخفيض الإنتاج الذي ‏اتفق التحالف في الاجتماع الوزاري الـ33 الذي عقد في 5 تشرين ‏الأول/أكتوبر 2022 بنحو 2 مليون برميل يومياً.‏

وعليه أصبح إجمالي تخفيضات أوبك+ 3.65 مليون برميل يومياً ‏بداية من أيار/مايو وحتى نهاية العام ، بما يعادل 3.7% من ‏الطلب العالمي على حسب وكالة رويترز.

أسعار رخيصة ‏

تتداول عقود خام برنت لشهر يوليو حول مستوى 72 دولاراً ‏للبرميل، ويتداول الخام الأمريكي حول مستوى 67 دولاراً للبرميل، ‏حيث تلك المستويات هي الأدنى تقريباً خلال تعاملات أيار/مايو ‏المنصرم ،والتي تمثل مستويات ما قبل الحرب الروسية ‏الأوكرانية، وتحديداً في كانون الأول/ديسمبر 2021.‏

وعليه تصبح الأسعار الرخيصة فى الوقت الحالي هي أهم تحدي ‏يواجه تحالف أوبك+ قبل الاجتماع المقبل ،والتي قد تدفع ‏المجموعة إلى إجراءات تخفيضات جديدة فى الإنتاج.‏

الطلب العالمي

البيانات الاقتصادية الضعيفة الصادرة خلال الفترة الأخيرة فى ‏الصين ،جددت المخاوف حيال مسار تعافي الطلب فى أكبر بلد ‏مستورد للنفط فى العالم.‏

الأمر الذي ألقي بظلاله السلبية على أسعار النفط العالمية ،حيث ‏إضافة المزيد من الأعباء على الطلب العالمي الذي يعاني من ‏مخاوف تعرض الاقتصاد الأمريكي.‏

ويواجه الاقتصاد الأكبر استهلاكاً للوقود فى العالم خطر الانزلاق ‏إلى الركود بسبب أسعار الفائدة المرتفعة والجدل المرتبط برفع ‏سقف الديون الأمريكية، والذي تطلب تمريره مبدئياً خفض ‏الإنفاق الحكومي.‏

وهناك المتغيرات الاقتصادية المرتبطة بضعف النشاط الصناعي ‏حول العالم وضغوط الإنفاق التي تتعرض لها الحكومات والأفراد ‏على السواء، يمكن أن تؤدي لتراجع الطلب العالمي.‏

الاختلاف فى التوجهات

حذر وزير الطاقة السعودي "الأمير عبد العزيز بن سلمان" من ‏رهان المضاربين على تراجع أسعار النفط، وهو ما فسرته ‏الأسواق باحتمالية خفض جديد للإنتاج.‏

وفى المقابل قال وزير الطاقة الروسي "ألكسندر نوفاك"وممثل ‏روسيا في المجموعة، إنه لا حاجة للمزيد من خفض الإنتاج، وتوقع ‏وصول أسعار النفط إلى 80 دولاراً للبرميل بحلول نهاية العام.‏

تعكس تلك التصريحات الاختلاف الحالي فى توجهات أكبر منتجين ‏للنفط بالتحالف العالمي ،وهو ما سوف يؤثر كثيراً على القرارات ‏المنتظرة من الاجتماع.‏

إنتاج روسيا

تعهدت روسيا بخفض الإنتاج بنحو 500 ألف برميل يومياً اعتباراً ‏من آذار/مارس الماضي قبل أن ينضم كبار منتجي "أوبك+" ‏لقائمة الخفض الطوعي فى أيار/مايو.‏

لكن وكالة الطاقة الدولية قالت في تقريرها الأخير إن موسكو ‏خفضت إنتاجه النفطي في نيسان/أبريل بنحو 200 ألف برميل ‏يومياً فقط، وهو أقل من نصف مليون برميل يومياً كانت قد ‏تعهدت بخفضها.‏

خفض إلزامي ‏

أحد أهم التحديات التي تواجه تحالف أوبك+ هو أن الخفض ‏الطوعي لا يخضع لمراقبة معدل الالتزام ، وهو ما يعني أن التزام ‏روسيا أو غيرها من الدول بمعدلات الخفض الطوعي لا يخضع ‏لمتطلبات التعويض أو المراقبة، التي تقضي بزيادة الخفض في ‏الشهور المقبلة.‏

لذلك فهناك أحد السيناريوهات التي يفكر فيها التحالف العالمي ‏قبل إجراء خفض إضافي جديد فى مستويات الإنتاج ،وهو تحويل ‏الخفض الطوعي إلى خفض إلزامي.

‏

توقعات حول الاجتماع

مراقبو شؤون "أوبك" يتوقعون أن تحالف أوبك+ سيمتنع عن ‏إجراء المزيد من خفض الإنتاج الاجتماع المقبل.‏

وعلى حسب استطلاع أجرته وكالة بلومبيرغ ،رجح 17 من بين 23 ‏متداولاً أن يختار تحالف أوبك+ الإبقاء على مستويات الإنتاج ‏دون تغيير في اجتماعهم المقرر انعقاده في فيينا يومي 3-4 ‏حزيران/يونيو الجاري.‏

وقال المرجحون إن قيود العرض المطبقة بالفعل فى الوقت ‏الحالي كافية لتشديد الأسواق العالمية وزيادة الأسعار.‏