ارتفاع أسعار فول الصويا للأعلى لها في أربعة أسابيع وسط تراجع مؤشر الدولار الأمريكي والأنظار على المحادثات التجارية

تذبذبت العقود الآجلة لأسعار الفول الصويا في نطاق ضيق مائل نحو الارتفاع خلال الجلسة الأمريكية لنشهد الأعلى لها منذ 12 من كانون الأول/ديسمبر وسط تراجع مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة الحادية عشرة في سبعة عشرة جلسة من الأعلى له منذ 21 من حزيران/يونيو من عام 2017 وفقاً للعلاقة العكسية بينهما.

وذلك عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الاثنين عن الاقتصاد الأمريكي أكبر منتج ومصدر لفول الصويا في العالم ووسط تتوجه أنظار المستثمرين للمحادثات التجارية الجارية بين واشنطون وبكين التي تعقد اليوم وغداً الثلاثاء في الصين أكبر مستهلك ومستورد لفول الصويا عالمياً.

في تمام الساعة 08:58 مساءاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة لأسعار فول الصويا تسليم 15 آذار/مارس المقبل 0.30% إلى 9.2425$ للبوشل موضحة الأعلى لها في أربعة أسابيع مقارنة بالافتتاحية عند 9.2150$ للبوشل، بينما تراجع مؤشر الدولار الأمريكي 0.50% إلى مستويات 95.70 موضحاً الأدنى له منذ 22 من تشرين الأول/أكتوبر مقارنة بالافتتاحية عند 96.18.

هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي الكشف عن قراءة مؤشر معهد التزويد الخدمي والذي تكمن أهيمته في كون القطاع الخدمي يمثل أكثر من ثلثي الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة والتي أظهرت تقلص الاتساع إلى ما قيمته 57.6 مقابل 60.7 في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أسوء من التوقعات عند 59.6، ويأتي ذلك بالتزامن مع دخول الإغلاق الجزئي للحكومة الفيدرالية الأمريكية في أسبوعه الثالثة على التوالي.

بخلاف ذلك، نوه وزير التجارة الأمريكي ويلبر روس لكون من المحتمل أن تتوصل الولايات المتحدة والصين إلى تسوية جيدة حيال قضايا التجارة المباشرة، بينما سيكون الاتفاق على هيكل القضايا التجارية وتنفيذها أمر صعب، موضحاً أن مشكلة بكين الحقيقية تكمن في تنفيذ وعودها حيال ما تم الاتفاق عليه، ومضيفاً أن الصين في الوقت الراهن تدرك مدى اعتماد اقتصادها على الولايات المتحدة الأمريكية.

ويذكر أن الرئيس الصيني شي جينبينج أعرب في وقت سابق من الأسبوع الماضي عن كون بلاده ثاني أكبر اقتصاد في العالم قامت بأكثر من 100 إجراء إصلاحي خلال عام 2018، موضحاً أن العالم شاهد الصين وهي تقوم بإصلاحات عديدة وتقوم بفتح الأسواق بشكل كبير، مضيفاً أنه لن يتم إبطاء وتيرة الإصلاح في الأسواق الصينية وأن بلاده سوف تستمر في التوسع في فتح أسواقها خلال الفترة المقبلة.

ونود الإشارة لكون الرئيس الصيني شي جينبينج لم يعلق آنذاك على الحرب التجارية القائمة بين بلاده والولايات المتحدة وبالأخص حيال الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع نظيره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتأجيل زيادة الرسم الجمركية على السلع الصينية الواردة من الولايات المتحدة التي تخضع لرسوم 10% والتي كان من المفترض أن ترتفع إلى 25% وكذلك الحال للسلع الصينية التي تخضع لرسوم جمركية في الولايات المتحدة.

وذلك ضمن الهدنة التي تم التوصل إليها على هامش قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين في مطلع الشهر الماضي والتي يعمل خلالها الجانبين للتوصل لاتفاق تجاري لتجنب تنامي الحمائية التجارية واندلاع حرب تجارية بين أكبر اقتصاديين في العالم، ويذكر أن السلع الصينية التي كانت تخضع لرسوم جمركية 10% في الولايات المتحدة تقدر بنحو 200$ مليار، بينما تفرض الصين رسوم جمركية 10% على سلع أمريكية تقدر بنحو 110$ مليار.

وفي سياق أخر، أفاد الرئيس الأمريكي ترامب في وقت سابق من الشهر الماضي أن الصين تشتري "كمية هائلة" من فول الصويا الأمريكية عقب اجتماعه مؤخراً مع نظيره الصيني شي جينبينج في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس على هامش قمة مجموعة العشرين، مضيفاً أن الحكومة الصينية "عادت إلى السوق"، وتلي ذلك أعربه من خلال تغريده له "نجري محادثات بناءة للغاية مع الصين! انتظروا بعض الإعلانات المهمة".

وجاء ذلك في أعقاب التقرير التي تطرقت الشهر الماضي لكون الحكومة الصينية تخطط لشراء أول دفعة من حبوب فول الصويا الأمريكية منذ اندلاع الحرب التجارية بين واشنطون وبكين في تموز/يوليو الماضي، لتفي بوعدها بالقيام بشراء كميات كبيرة من السلع والخدمات الأمريكية على أعتاب مفاوضات الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري 2019 والتي تم تجميد خلالهم تصعيد الحمائية التجارية ورفع التعريفات الجمركية لحين التوصل لاتفاق تجاري.

ويذكر أن مستشار تصدير حبوب فول الصويا الأمريكية أفاد مؤخراً أن الصين قد قامت بطلب حبوب فول صويا أمريكية بواقع ما بين 1.5 إلى 2.5 مليون طن متري من الموردين الأمريكيين، وجاء ذلك عقب تصريح الحكومة الصينية بأنها تخطط لشراء دفعات من حبوب فول الصويا الأمريكية في أعقاب اندلاع الحرب التجارية بين واشنطون وبكين، لتفي بوعدها بالقيام بشراء كميات كبيرة من السلع والخدمات الأمريكية.