تريشيه ينقذ اليورو بكلمة واحدة

بمجرّد إشارة السيد تريشيه إلى أن مخاطر ارتفاع التضخم بدأت في الظهور، و بدأ البنك المركزي الأوروبي يراقب هذا الموضوع، في نفس الوقت أشار محافظ البنك المركزي الأوروبي إلى أن مستويات النمو فيها بعض السلبية لكن من الممكن أن نشتق من كلامه إلى أن استمرار التعافي الاقتصادي محتمل رغم أن " التوقعات لا تزال في حالة من عدم التأكد". و على هذا، احتفظ البنك المركزي الأوروبي في سعر الفائدة على ما هو عليه كما احتفظ في سياساته الغير اعتيادية كما فعل مثيله البريطاني.

كل البيانات الاقتصادية التي صدرت من الولايات المتحدة اليوم لم تكن ندّاً لكلمة السيد تريشيه، و التي هي " التضخم !!! ". البيانات الأمريكية مختلطة بشكل عام، لكن تميل بعض الشيء إلى الإيجابية و تحديداً في بيانات أسعارا منتجين و بيانات الميزان التجاري التي غطّت قليلاً على سلبية بيانات طلبات الإعانة الأسبوعية.

كلمات السيد تريشيه جعلت العديد من المتداولين يتوقعّون أن يبدأ البنك الأوروبي في التفكير في رفع سعر الفائدة في وقت لاحق هذا السنة رغم أزمة الديون الأوروبية، و نجاح كل من إسبانيا و إيطاليا اليوم في تنفيذ بيع للسندات كما فعلت يوم أمس البرتغال، دفعت في بعض التفاؤل تجاه العملة الموحّدة لتنطلق في موجة صاعدة قوية مقابل الدولار الأمريكي لنرى في هذه اللحظات أكبر موجة صاعدة لسعر صرف اليورو على مدى اليوم منذ 20/تشرين الأول/2010.

بعد أن أثبت اليورو قدرته على الثبات فوق مستوى الدعم 1.3080 و بدأ في اكتساب العزم الصاعد من الأدنى الذي حقق هذا اليوم عند سعر 1.3087، نرى بأن موجة صاعدة بدأت في الظهور وسط بعض التفاؤل الذي اجتاح الأسواق الأوروبية. لكن مع تصريح السيد تريشيه و مع لفظه لكلمة " تضخم!! " شهدنا مزيداً من الطلب الكبير في سعر صرف اليورو ليرتفع بشكل حاد مقابل الدولار الأمريكي محققاً الأعلى حتى هذه اللحظة عند سعر 1.3338 دولار لليورو الواحد مخترقاً أربع مقاومات هامة هذا اليوم و استقر الآن فوق مستوى 1.3245 الذي يعتبر مستوى دعم بعد أن تم اختراقه. حالياً يتداول الزوج حول مستوى 1.3300 و الذي قد يكون فاصلاً بين احتمال استمرار الاتجاه الصاعد لاختبار مستوى المقاومة 1.3365 أو العودة لاكتساب مزيد من العزم الصاعد من مستويات 1.3245 أو 1.3200.

مع حفاظ البنك البريطاني على نفس نهج سياساته المالية و النقدية بقراره هذا اليوم، استطاع الجنيه الإسترليني أن يندفع صعوداً مستفيداً من تدفق الأموال إلى أوروبا على حساب الدولار الأمريكي. انخفاض الدولار الأمريكي صحبه أيضاً ارتفاع في سعر صرف الجنيه و هذا ما سبب موجة قوية للجنيه الإسترليني دفعته نحو الأعلى بعد أن اكتفى في الأدنى له اليوم عند سعر 1.5716 و اندفع صعوداً محققاً الأعلى له عند سعر 1.5858 دولار للجنيه الإسترليني الواحد. يتداول سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي في هذه اللحظات بين مستوى الدعم 1.5775 و مستوى المقاومة 1.5870 فيما يعتبر مستوى المقاومة السابق الذي تم اختراقه عند سعر 1.5815 فاصلاً لحظياً بين احتمال اختبار المقاومة أو اختبار الدعم المشار لهما.

البيوع الهائلة التي تعرّض لها الدولار الأمريكي هذا اليوم لينخفض لليوم الرابع على التوالي مقابل سلّة العملات الأجنبية أثرت على سعر صرفه مقابل الين الياباني أيضاً. انخفض سعر صرف الدولار الأمريكي هذا اليوم مقابل الين الياباني من مستوى 83.15 الذي سجّله كأعلى سعر له مقابل الين الياباني و حقق الأدنى عند سعر 82.52 ين للدولار الأمريكي الواحد. إعادة النظر الآن في السعر العادل للدولار الأمريكي مقابل سلّة العملات الأجنبية خصوصاً اليورو سببت موجة هابطة واضحة للدولار دفعته للانخفاض مقابل الين. لكن بشكل عام، ما تزال التداول جانبية لليوم السادس على التوالي مع قليل من الميل للانخفاض في سعر صرف الدولار و يتداول الدولار الأمريكي الآن بين مستوى الدعم 82.50 و مستوى المقاومة 83.15 ين للدولار الأمريكي الواحد.