نزيف أسعار المعادن وسط ارتفاع الدولار وتنامي القلق حول الصين

تراجعت أسعار معظم المعادن الصناعية خلال الجلسة الآسيوية وسط الاستقرار الإيجابي لمؤشر الدولار الأمريكي  بالقرب من الأعلى له في عامين وفقاً للعلاقة العكسية بنيهم عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها عن الاقتصاد الصيني خلال عطلة نهاية الأسبوع والذي يشهد اليوم عطلة رسمية (عيد العمال) وفي ظلال تسعر المستثمرين لتطورات الأزمة الأوكرانية والعقوبات ذات الصلة على موسكو، وعلى أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية اليوم الاثنين من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم.

في تمام 05:36 صباحاً بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة لأسعار الفضة تسليم تموز/يوليو 0.68% لتتداول عند 22.63$ للأونصة مقارنة مع الافتتاحية عند 22.79$ للأونصة، لنشهد ارتدادها للجلسة الحادية عشر من الأعلى لها منذ التاسع من آذار/مارس، موضحة الأدنى لها منذ السابع من شباط/فبراير، مع العلم، أن العقود استهلت الجلسة على فجوة سعرية  هابطة بعد أن اختتمت الأسبوع الماضي عند 23.09$ للأوتصة.

كما تراجعت العقود الآجلة لأسعار النحاس تسليم تموز/يوليو 1.84% إلى 4.3135$ للرطل مقارنة بالافتتاحية 4.393$ للرطل، لنشهد الأدنى لها منذ أواخر كانون الثاني/يناير، حينما اختبرت الأدنى لها منذ 20 من كانون الأول/ديسمبر، مع العلم، أن العقود استهلت تداولات الجلسة على فجوة سعرية هابطة بعد أن اختتمت تداولات الأسبوع الماضي عند 4.4085$ للرطل.

وفي نفس السياق، فقد انخفضت أسعار البلاديوم الفورية 2.79% إلى 2,262.04$ للأونصة مقارنة بالافتتاحية عند 2,326.92$ للأونصة، كما تراجعت أسعار البلاتنيوم الفورية 0.50% إلى 934.62$ للأونصة مقارنة بالافتتاحية عند 939.32$ للأونصة.

أما عن عقود أسعار الألمونيوم المتداولة في بورصة لندن فقد ارتفعت 0.69% إلى 3,052.50$ للطن المترى مقارنة بالافتتاحية عند 3,031.50$ للطن المتر، بينما تراجعت أسعار الزنك المتداولة في بورصة لندن 0.71% إلى 4,107.00$ للطن المترى مقارنة بالافتتاحية عند 4,136.50$ للطن المتري.

هذا وتابعنا من قبل الاقتصاد الصيني أكبر اقتصاديات آسيا وثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر دولة صناعية عالمياً وأكبر مستهلك للمعادن، كشف اتحاد الصين للوجستيات والمشتريات (CFLP) عن قراءات مؤشران مدراء المشتريات الصناعي والخدمي لشهر نيسان/أبريل والتي جاءت في مجملها مخيبة للآمال لتزيد من القلق في الأسواق من التداعيات السلبية للإغلاق بسبب جائحة كورونا وسياسة صفر كورونا التي تنتهجها الصين.

وفي نفس السياقـ، فقد أظهرت قراءة مؤشر مدراء المشتريات الصناعي اتساع الانكماش إلى ما قيمته 49.5 مقابل 49.5 قي آذار/مارس الماضي، أسوء من التوقعات التي أشارت لاتساع الانكماش إلى 48.0، كما أوضحت  قراءة مؤشر مدراء المشتريات الخدمي اتساع الانكماش إلى ما قيمته 41.9 مقابل 48.4، أيضا أسوء من التوقعات التي أشارت لاتساع الانكماش إلى 46.1. 

ونود الإشارة، لكون اتساع انكماش القطاع الصناعي والخدمي في الصيني قد حد من التفاؤل النسبي الذي شهدته الأسواق في نهاية الأسبوع الماضي من جراء تعهدات السلطات الصينية بتحقيق الاستقرار في التوظيف لدعم الاقتصاد وتعهد الرئيس الصيني شي جينبينج الثلاثاء الماضي بالمزيد من الإنفاق على البنية التحتية، وبالأخص مع استمرار إغلاق العديد من المدن الصينية على رأسهما شنغهاي للحد من تفشي الفيروس التاجي.

ووفقاً لأخر الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية والتي تم تحديثها الجمعة الماضية في تمام 03:47 مساءاً بتوقيت جرينتش، فقد ارتفع عدد الحالات المصابة بالفيروس التاجي لأكثر من 510.27 مليون حالة مصابة ولقي نحو 6,233,526 شخص مصرعهم، في حين بلغ عدد جرعات اللقاح المعطاة وفقاً لأخر تحديث من قبل المنظمة حتى الأربعاء الماضي، قرابة 11.48 مليار جرعة.

على الصعيد الأخر، نتطلع حالياً للكشف عن القراءة النهائية لمؤشر معهد التزويد الخدمي من قبل ماركيت عن الولايات المتحدة ثاني أكبر دولة صناعية عالمياً، والتي قد تؤكد على اتساع عند 59.7 دون تغير عن القراءة الأولية لشهر نيسان/أبريل ومقابل اتساع عند 55.5 في آذار/مارس، وذلك قبل أن نشهد من قبل الاقتصاد الأمريكي صدور قراءة مؤشر الإنفاق على البناء والتي تظهر تسارع النمو إلى 0.8% مقابل 0.5% في شباط/فبراير الماضي.

كما يأتي ذلك بالتزامن مع الكشف عن قراءة مؤشر معهد التزويد الخدمي والذي تكمن أهميته في كون القطاع الخدمي يمثل أكثر من ثلثي الناتج المحلي الإجمالي لأكبر اقتصاد في العالم، والتي قد تظهر اتساعاً إلى ما قيمته 57.5 مقابل 57.1 في آذار/مارس، كما قد توضح قراءة المؤشر ذاته المقاس بالأسعار اتساعاً إلى ما قيمته 87.6 مقابل 87.1 في آذار/مارس.

بخلاف ذلك، لا تزال الأسواق تسعر أخر تطورات الحرب الروسية الأوكرانية والعقوبات ذات الصلة على موسكو والتي عززت القلق حول مستقبل إمدادات روسيا من السلع والمعادن النفسية وبالأخص البلاديوم لكون روسيا تعد من أكبر المصدرين للعديد من المعادن الصناعية وعلى رأسهم البلاديوم حيث توفر شركة نوريلسك نيكل الروسية نحو 40% من حجم الإنتاج العالمي من معدن البلاديوم.

وفي نفس السياق، فقد تابعنا الأسبوع الماضي أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن كون روسيا لا ترفض التفاوض من أوكرانيا، وتأمل أن تسفر المحادثات عن نتيجة إيجابية، وذلك مع أفادته باستمرار المحادثات بتنسيق عبر الإنترنت، مضيفاً أن الوضع في ماريوبول الأوكرانية صعب وربما مأساوي، وموضحاً أن الجيش الأوكراني يجب عليه أن يترك المدنيين يغادرون ماريوبول.

ويذكر أن سوق لندن للمعادن ومجموعة سي-أم-أي الأمريكية أعلنوا الشهر الماضي تعليق العمل مع مصفاتان روسيتان مملكتان للدولة وهما كراستسفيتمنت وبريوكسكي بلنت، حيث أوقف سوق لندن للبلاديوم والبلاتنيوم المصفاتان من قوائم تسليم البضائع وقوائم الاعتماد الاسفنجية، مع العلم، أن سوق لندن للمعادن كان من شهر قرار الاستمرار في السماح للمصانع الروسية بتوريد المعادن الثمينة إلى مركز التداول.

وتلى قرار سوق لندن للمعادن، تعليق مجموعة سي-أم-أي الأمريكية الموافقة على الوضع المعتمد لضمان وتسليم بعض العلامات التجارية البلاتينية والبلاديوم من المصفات الروسية لحين أشعار أخر، ونود الإشارة، لكون شركة نوريلسك الروسية تعد أيضا من أكبر منتج النيكل في العالم، ما يجعل المزيد من التصعيد تجاه روسيا يزيد من احتمالية تأثر واردات الأسواق من البلاديوم والزنك بالإضافة إلى العديد من المعادن الأخرى.

وارتفع مؤشر الدولار الأمريكي ليعكس استأنفه لمسيرات المكاسب التي توقفت أخر جلسات الأسبوع الماضي لأول مرة في سبعة جلسات، وليعكس استقراره بالقرب من الأعلى له في عامين، والذي يقيس أداء العملة الخضراء مقابل سبع عملات رئيسية بنسبة 0.25% إلى مستويات 103.47 مقارنة بالافتتاحية عند مستويات 103.21، بعد أن حقق أعلى مستوى له خلال تداولات الجلسة عند 103.48، بينما  حقق الأدنى له عند 103.11.