النحاس يرتفع في محاولة لالتقاط الأنفاس برغم قوة الدولار

ارتفعت أسعار النحاس خلال تداولات اليوم الخميس برغم صعود الدولار مقابل ‏أغلب العملات الرئيسية فضلا عن استمرار الترقب لمفاوضات سقف الديون.‏

سقف الديون

لا تزال أزمة سقف الديون مستمرة دون حل في الولايات المتحدة الأمر الذي ينذر ‏بمخاطر على الاقتصاد الأكبر في العالم.‏

كان من المقرر أن يلتقي مفاوضون من البيت الأبيض والكونجرس أمس مع ‏استمرار عدم إحراز تقدم في المحادثات السابقة للتوصل إلى اتفاق بشأن سقف ‏الدين.‏

وسيواصل بايدن المحادثات مع قادة الكونجرس بشأن سقف ديون البلاد في وقت ‏لاحق من هذا الأسبوع، بهدف تجنب التخلف عن السداد الذي إذا تم اختراقه قد ‏يدفع الاقتصاد الأمريكي إلى الركود.‏

لكن على ما يبدو، لا تزال هناك العديد من نقاط الخلاف العالقة بين الطرفين ‏المتمثلين في البيت الأبيض والجمهوريين بشأن الأزمة.‏

وكررت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين تحذيراتها من تخلف بلادها عن ‏سداد الديون في يونيو/حزيران المقبل الأمر الذي يهدد تصنيف الولايات المتحدة ‏ائتمانياً وكذلك إمكانية وقوعها في فخ الركود.‏

وفي إشارة خطر شديد، أعلنت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني اليوم الخميس عن ‏وضع التصنيف الائتماني الممتاز للولايات المتحدة قيد المراجعة السلبية، وهو ما ‏يمهد لخفض محتمل. ‏

النحاس مؤشر اقتصادي

نظرًا لاستخدامه في العديد من القطاعات ، يُنظر إليه على أنه مؤشر رئيسي ‏للصحة الاقتصادية. بعد كل شيء ، يتم استخدامه عمليًا في كل مكان - في المنازل ‏والمصانع وفي الإلكترونيات وفي توليد الطاقة. وفي السنوات الأخيرة ، أدى دور ‏النحاس في زيادة إنتاج السيارات الكهربائية إلى زيادة الطلب على المعدن.‏

لهذا السبب ، عندما يزداد الطلب على النحاس ، فإنه يشير عادةً إلى اقتصاد متنام ، ‏في حين أن انخفاض الطلب على النحاس يمكن أن ينذر بتباطؤ اقتصادي قادم.‏

شهد النحاس مسارًا صعوديًا في السنوات القليلة الماضية أثناء الوباء لعدة أسباب:‏

‏[1] ساعد التحفيز المالي القياسي في توفير الرياح الخلفية للطلب الاقتصادي القوي ‏حيث انتهى إغلاق ‏COVID-19‎‏ ، مما أدى إلى ارتفاع في التصنيع. على وجه ‏التحديد ، شهدت الصين ، وهي أكبر مشتر للنحاس في العالم ، انتعاش اقتصادها ‏سريعًا ونموًا طوال عام 2020.‏

‏[2] كان هناك العديد من الاضطرابات في التعدين والتكرير مما أدى إلى انخفاض ‏العرض ، مما أدى إلى انخفاض المخزونات تاريخيًا في كل مكان تقريبًا في العالم.‏

‏[3] ضعف الدولار الأمريكي بشكل ملحوظ خلال الوباء. هناك علاقة عكسية بين ‏النحاس والدولار الأمريكي لأنه يتم تداولهما بالدولار الأمريكي.‏

وصلت أسعار النحاس إلى 4.80 دولارًا أمريكيًا في مايو 2021 ووصلت مؤخرًا ‏إلى ذروتها عند ما يزيد قليلاً عن 5 دولارات أمريكية في مارس 2022. وشوهدت ‏هذه الارتفاعات آخر مرة في فبراير 2011.‏

لكن النحاس انزلق مؤخرًا ، حيث أدى ارتفاع أسعار الفائدة والمخاوف من حدوث ‏ركود عالمي في الأفق إلى إضعاف التوقعات بأن الطلب سوف يصمد في المدى ‏القريب. اعتبارًا من 24 أغسطس 2022 ، انخفض سعر النحاس بأكثر من 25 ٪ ‏من ذروته في مارس.

منذ عودة ظهور ‏COVID‏ في الصين ، ضربت مخاوف ‏الطلب السوق ، مما يفوق بكثير أي نقص في العرض. كما أن ارتفاع أسعار الفائدة ‏في جميع أنحاء العالم يضر أيضًا ، حيث يؤدي هذا تاريخيًا إلى تقليص التوسع ‏الاقتصادي. ومثلما ساعد ضعف الدولار الأمريكي على رفع أسعار النحاس في ‏عامي 2020 و 2021 ، فإن العكس هو الصحيح الآن مع الارتفاع الأخير في قيمة ‏الدولار الذي تسبب في رياح معاكسة كبيرة.‏

من ناحية أخرى، ارتفع مؤشر الدولار بحلول الساعة 15:17 بتوقيت جرينتش ‏بنسبة 0.35 إلى 104.1 نقطة، وسجل أعلى مستوى عند 104.2 نقطة وأقل ‏مستوى عند 103.8 نقطة.‏

وعلى صعيد التداولات، ارتفعت العقود الآجلة للنحاس تسليم يوليو/تموز بالفترة ‏الأمريكية في تمام الساعة 15:11 بتوقيت جرينتش بنسبة 0.7% إلى 3.58 دولار ‏للرطل.‏