استقرار إيجابي للعقود الآجلة لأسعار الذهب مع انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي والأنظار على المحادثات التجارية

تذبذبت العقود الآجلة لأسعار الذهب في نطاق ضيق مائل نحو الارتفاع خلال الجلسة الآسيوية وسط تراجع مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة الثانية من الأعلى له منذ 17 من كانون الأول/ديسمبر الماضي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الخميس من قبل الاقتصاد الصيني أكبر مستهلك للمعادن عالمياً وعلى أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم ووسط انطلاق فعليات الجولة الثالثة من المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في بكين.

في تمام الساعة 04:53 صباحاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة لأسعار الذهب تسليم 15 نيسان/أبريل القادم 0.14% لتتداول حالياً عند 1,311.10$ للأونصة مقارنة مع الافتتاحية عند 1,309.60$ للأونصة، وسط انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي 0.12% إلى مستويات 97.09 مقارنة بالافتتاحية عند 97.14.

هذا وقد تابعنا هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الصيني صدور قراءة مؤشر الميزان التجاري والتي أظهرت تقلص الفائض إلى ما قيمته 271 مليار يوان أي ما يعدل 39.2$ مليار مقابل 395 مليار يوان أي ما يعادل 57.1$ مليار في كانون الأول/ديسمبر، متفوقة بذلك على التوقعات التي أشارت لتقلص الفائض إلى 241 مليار يوان أي ما يعادل 33.9$ مليار، وذلك مع تراجع الواردات دون التوقعات وارتفاع الصادرات بخلاف التوقعات خلال الشهر الماضي.

على الصعيد الأخر، يترقب المستثمرين حالياً عن الاقتصاد الأمريكي الكشف عن قراءة مبيعات التجزئة التي تمثل نحو نصف الإنفاق الاستهلاكي الذي يمثل أكثر من ثلثي الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة والتي قد تعكس تباطؤ وتيرة النمو إلى 0.1% مقابل 0.2% في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بينما قد تظهر القراءة الجوهرية لمؤشر مبيعات التجزئة الثبات عند الصفر مقابل نمو 0.2% في تشرين الثاني/نوفمبر.

كما تترقب الأسواق من قبل أكبر اقتصاد في العالم للكشف عن قراءة مؤشر أسعار المنتجين والذي يعد مؤشر مبدئي للضغوط التضخمية والتي قد تعكس اتساعاً 0.1% مقابل انكماش 0.2% في كانون الأول/ديسمبر، بينما قد تظهر القراءة السنوية للمؤشر ذاته تباطؤ النمو إلى 2.1% مقابل 2.5% في القراءة السنوية السابقة لشهر كانون الأول/ديسمبر.

وفي نفس السياق، قد تظهر القراءة الجوهرية لمؤشر أسعار المنتجين نمو 0.2% مقابل انكماش 0.1% في كانون الأول/ديسمبر، بينما قد تعكس القراءة السنوية الجوهرية للمؤشر ذاته تباطؤ النمو إلي 2.5% مقابل 2.7% في كانون الأول/ديسمبر، وذلك بالتزامن مع الكشف عن قراءة لمؤشر طلبات الإعانة والتي قد تعكس انخفاضاً بواقع 9 ألف طلب إلى 225 ألف طلب خلال الأسبوع المنقضي في التاسع من هذا الشهر.

بخلاف ذلك، فقد تطرقت إحصائيات مجلس الذهب العالمي في نهاية الشهر الماضي لارتفاع مشتريات المصارف المركزية العالمية من الذهب خلال عام 2018 لأعلى مستوى لهم منذ عام 1967، حيث ارتفعت مشترياتهم إلى 651.5 طن متري بزيادة 74% عن ما كانت عليه في عام 2017  حينما بلغت 375 طن متري مع اتساع إقبال العديد من الدول على شراء المعدن الأصفر على رأسهم روسيا بواقع 274 طن متري والتي تفوقت على الصين أكبر مستهلك للمعادن عالمياً وتلهم كل من بولندا وكازاخستان.

وأفاد المجلس أن نسب الاستهلاك العالمي من الذهب ارتفعت خلال العام الماضي إلى 4,345.1 طن متري مقابل 4,159.9 طن متري في 2017، كما ارتفعت استثمارات التجزئة في السبائك والعملات الذهبية 4% إلى 1,090.2 طن متري بدعم زيادة الطلب الإيراني بواقع 222% إلى 62 طن متري، بينما استقر الطلب على المجوهرات قرابة 2,200 طن متري مع تعويض زيادة الاستهلاك في كل من الصين، الولايات المتحدة وروسيا لانخفاض الطلب من الشرق الأوسط والهند. 

وفي المقابل انخفض الطلب من المؤسسات المالية بواقع 67% عن ما كانت عليه في 2017، وذلك حينما ارتفع المعروض العالمي من الذهب 1% إلى إجمالي 4,490.2 طن متري في 2018، ويذكر أن العقود الآجلة لأسعار الذهب حققت الشهر الماضي رابع مكاسب شهرية لها على التوالي موضحة أطول مسيرات مكاسب شهرية لها منذ أواخر عام 2010 وذلك بعد أن أنهت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي أطول مسيرات خسائر شهرية لها منذ أواخر عام 1996.