استقرار سلبي للعقود الآجلة لأسعار النفط بالقرب من الأعلى لها في عدة أعوام مع ارتفاع الدولار

تذبذبت العقود الآجلة لأسعار النفط في نطاق ضيق مائل نحو التراجع خلال الجلسة الآسيوية لنشهد ارتداد عقود خام نيمكس للجلسة الثانية من الأعلى لها منذ العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر 2021، حينما اختبرت الأعلى لها منذ 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021، وعكست آنذاك الأعلى لها منذ 14 من تشرين الأول/أكتوبر 2014 وارتداد عقود خام برنت من الأعلى لها منذ 25 من تشرين الأول/أكتوبر 2021، حينما اختبرت الأعلى لها منذ 30 من تشرين الأول/أكتوبر 2014.

وسط ارتداد مؤشر الدولار للجلسة الثانية على التوالي من الأدنى له منذ العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر 2021 وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الاثنين عن الاقتصاد الصيني أكبر مستورد للنفط عالمياً والتي أظهرت اتساع أكبر دولة صناعية في العالم وأكبر اقتصاديات آسيا وثاني أكبر اقتصاد عالمياً 8.1% خلال 2021 دون التوقعات التي أشارت لنمو 8.4%، ووسط شح البيانات الاقتصادية في مطلع الأسبوع من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر منتج ومستهلك للنفط عالمياً بسبب عطلة يوم مارتين لوثر كينج.

وفي تمام الساعة 04:35 صباحاً بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة لأسعار خام النفط "نيمكس" تسليم شباط/فبراير القادم 0.31% لتتداول عند مستويات 83.53$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند مستويات 83.77$ للبرميل، مع العلم، أن العقود استهلت تداولات الجلسة على فجوة سعرية هابطة بعد أن اختتمت تداولات الأسبوع الماضي عند مستويات 83.82$ للبرميل.

كما تراجعت العقود الآجلة لأسعار خام برنت تسليم آذار/مارس المقبل 0.41% لتتداول عند 86.15$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 86.50$ للبرميل، مع العلم، أن العقود استهلت التداولات على فجوة سعرية صاعدة بعد أن اختتمت تداولات الأسبوع الماضي عند 86.06$ للبرميل، وذلك مع ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي 0.01% إلى 95.16 مقارنة بالافتتاحية عند 95.15، مع العلم أن المؤشر اختتم تداولات الأسبوع الماضي عند 95.17.

هذا وقد تابعنا كشف المكتب الوطني للإحصاء للصين عن القراءة المعدلة موسمياً للناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع والتي أظهرت تسارع النمو إلي 1.6% مقابل 0.2% في الربع الثالث الماضي، متفوقة على التوقعات التي أشارت لتسارع النمو إلى 1.1%، بينما أوضحت القراءة السنوية للمؤشر ذاته تباطؤ النمو إلى 4.0% مقابل 4.9% في الربع الثالث، متفوقة أيضا من التوقعات التي أشارت لتباطؤ النمو إلى 3.3%.

وجاء ذلك بالتزامن مع الكشف عن القراءة السنوية لمؤشر مبيعات التجزئة والتي أظهرت تباطؤ النمو إلى 1.7% مقابل 3.9% في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أسوء من التوقعات عند 3.8%، بينما أوضحت القراءة السنوية لمؤشر الإنتاج الصناعي تسارع النمو إلى 4.3% مقابل 3.8% متفوقة على التوقعات عند 3.7%، وأظهرت قراءة معدلات البطالة ارتفاعاً إلى 5.1% مقارنة بالقراءة السابقة لشهر تشرين الثاني/نوفمبر والتوقعات عند 5.0%.

وفي سياق أخر، فقد تابعنا منذ قليل قرار بنك الصين الشعبي (البنك المركزي الصيني) بخفض تكاليف الإقراض لقروضه متوسطة الآجل لأول مرة منذ نيسان/أبريل 2020، حيث أفادت وكالة رويترز الإخبارية أن بنك الصين الشعبي خفض أسعار الفائدة على قروض متوسطة الآجل لمدة عام واحد بقيمة 700 مليار يوان (110.19$ مليار) لبعض المؤسسات المالية بواقع 10 نقطة أساس إلى 2.85%.

بخلاف ذلك، ووفقاً لأخر الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية والتي تم تحديثها الجمعة الماضية في تمام 05:03 مساءاً بتوقيت جرينتش، فقد ارتفع عدد الحالات المصابة بالفيروس التاجي لقرابة من 318.65 مليون حالة مصابة ولقي نحو 5,518,343 شخص مصرعهم، في حين بلغ عدد جرعات اللقاح المعطاة وفقاً لأخر تحديث من قبل المنظمة حتى الجمعة، أكثر من 9,283 مليون جرعة.

ونود الإشارة، لكون التقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز أظهر الأسبوع الماضي ارتفاع منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في أمريكا بواقع منصة واحدة إلى نحو 481 منصة، والذي يعد الأعلى لها منذ نيسان/أبريل 2020، وقد شهد الإنتاج الأمريكي للنفط الأسبوع السابق انخفاضاً بواقع 100 ألف برميل يومياً إلى نحو 11.7 مليون برميل يومياً، ليعكس ارتداده من أعلى مستوى للإنتاج منذ مطلع أيار/مايو 2020.

ويذكر أن الإنتاج الأمريكي للنفط تراجع 1.4 مليون برميل يومياً أو 11% من الأعلى له على الإطلاق عند 13.1 مليون برميل يومياً في آذار/مارس 2020 وذلك من جراء إغلاق بعض منصات حفر وتنقيب مسبقاً نظراً لاتساع الفجوة بين تكلفة الاستخراج وسعر البيع وبالأخص عقب جائحة كورونا، مع العلم، أن الإنتاج الأمريكي للنفط بلغ أدنى مستوى له في آب/أغسطس 2020 عند 9.7 مليون برميل يومياً قبل أن يشهد تعافي ملحوظ مؤخراً.