استمرار نزيف العقود الآجلة لأسعار النفط مع ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي والأنظار على مخزونات النفط الأمريكية

تذبذبت العقود الآجلة لأسعار النفط في نطاق ضيق مائل نحو التراجع خلال الجلسة الآسيوية لنشهد ارتداد خام برنت للجلسة العاشرة في أثنى عشرة جلسة من الأعلى له منذ 22 من أيار/مايو وارتداد خام نيمكس للجلسة التاسعة في أثنى عشرة جلسة من الأعلى له منذ 25 من نيسان/أبريل وسط الاستقرار الإيجابي لمؤشر الدولار وفقاً للعلاقة العكسية بينهما.

ويأتي ذلك على أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الخميس من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر منتج ومستهلك للنفط عالمياً والتي تتضمن الكشف عن تقرير إدارة معلومات الطاقة للأسبوع المنقضي في 17 من هذا الشهر والذي قد يعكس تقلص العجز إلى نحو 0.1 مليون برميل مقابل 2.5 مليون برميل، وفي ظلال تسعير الأسواق لتخمة المعروض النفطي والتوقعات بضعف الطلب من قبل الصين أكبر مستورد للطاقة عالمياً.

وفي تمام الساعة 04:29 صباحاً بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة لأسعار النفط "نيمكس" تسليم آذار/مارس المقبل بنسبة 0.48% لتتداول عند مستويات 55.84$ للبرميل موضحة الأدنى لها منذ الثالث من كانون الأول/ديسمبر الماضي، مقارنة بالافتتاحية عند 56.11$ للبرميل، مع العلم، أن العقود استهلت تداولات الجلسة على فجوة سعرية هابطة بعد أن اختتمت تداولات الأمس عند مستويات 56.74$ للبرميل.

كما تراجعت العقود الآجلة لخام "برنت" تسليم آذار/مارس 0.45% لتتداول عند 62.40$ للبرميل موضحة الأدنى لها منذ الرابع من الشهر الماضي مقارنة بالافتتاحية عند 62.68$ للبرميل، مع العلم، أن العقود استهلت التداولات أيضا على فجوة سعرية هابطة بعد أن اختتمت تداولات الأمس عند 63.21$ للبرميل، وذلك مع ارتفع مؤشر الدولار 0.07% إلى 97.55 مقارنة بالافتتاحية عند 97.48، مع العلم، أن المؤشر اختتم تداولات الأمس عند 97.53.

هذا ويترقب المستثمرين حالياً عن الاقتصاد الأمريكي صدور قراءة مؤشر طلبات الإعانة للأسبوع المنقضي في 18 من كانون الثاني/يناير والتي قد تعكس ارتفاعاً بواقع 10 ألف طلب إلى 214 ألف طلب مقابل 204 ألف طلب في القراءة الأسبوعية السابقة، بينما قد توضح قراءة مؤشر طلبات الإعانة المستثمرين للأسبوع المنقضي في 11 من هذا الشهر انخفاضاً بواقع 17 ألف طلب إلى 1,750 ألف طلب مقابل 1,750 ألف طلب.

ويأتي ذلك قبل أن نشهد من قبل أكبر اقتصاد في العالم وأكبر دولة صناعية عالمياً الكشف عن قراءة المؤشرات القائدة والتي قد تظهر تراجعاً 0.2% مقابل الثبات عند مستويات الصفر في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وذلك بالتزامن مع دخول منتدى دافوس الاقتصادي العالمي في سويسرا في يومه الثالثة على التوالي والذي يناقش فيه الحضور أحدث التطورات على الساحة العالمية على الصعيدين السياسي والاقتصادي. 

على الصعيد الأخر، فقد تابعنا الثلاثاء الماضي أعرب المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول في مقابلة له مع تلفزيون بلومبيرج على هامش منتدى الاقتصادي العالمي 2020، أن أسواق النفط لا تزال هادئة لكون العالم مغمور بالخام الذي يأتي بشكل أساس من الولايات المتحدة، وجاء ذلك في أعقاب تأكيد الحكومة الأمريكية الأسبوع الماضي على ارتفاع الإنتاج النفطي الأمريكي إلى مستوى قياسي جديد عند 13.3 مليون برميل يومياً. 

وفي سياق أخر، فقد أعربت المؤسسة المالية جولدمان ساكس في وقت سابق من هذا الأسبوع ضمن مذكرة لها إن فيرس كورونا الذي نشأ في مدينة ووهان بالصين، قد يؤدي إلى انخفاض الطلب العالمي للنفط بواقع 26 ألف برميل يومياً خلال العام الجاري 2020، وأن وقود الطائرات قد يمثل نحو ثلثي ذلك التراجع، وأنه من المرجح تراجع أسعار النفط بنحو 2.9$ للبرميل نتيجة لذلك الأمر.

هذا وقد علقت السلطات الصينية الرحلات الجوية الخارجية وخدمات السكك الحديدية عن مدينة ووهان ضمن الجهود الرامية لاحتواء فيروس الالتهاب الرئوي الذي أودي بحياة 17 شخصاً على الأقل وأصاب أكثر من 540 أخربن، وذلك وسط المخاوف من تفشي المرض الذي قد يتحول لوباء عقب تأكيد مسئولي الصحية في كل من الولايات المتحدة، تايلاند، كوريا الجنوبية، اليابان واستراليا بالإضافة إلى تايوان على وجود حالات أصيبت بالفيروس الصيني.

ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر الجمعة الماضية، فقد ارتفعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 14 منصة إلى إجمالي 673 منصة خلال الأسبوع المنقضي في 17 من هذا الشهر، موضحة أول ارتفاع أسبوعي لها في أربعة أسابيع، الأمر الذي ساهم في ارتفاع الإنتاج الأمريكي للنفط لمستوى قياسي جديد مع مطلع العام الجاري 2020.