عوامل تؤثر بشدة فى معنويات سوق النفط...فما هي؟

انهارت أسعار النفط العالمية يوم الاثنين لأدنى مستوى فى عشرة أشهر ،وسط معنويات هاشة تسيطر على سوق النفط على المدى القصير ،والتي زادت هشاشة بعد تقرير صحفي عالمي يتحدث عن تفكير تحالف أوبك+ فى زيادة الإنتاج!

ومما لا شك فيه أن هناك عوامل تؤثر بشدة فى تلك المعنويات ،والتي طغي تأثيرها على القرار الأخير لتحالف أوبك+ بخفض إنتاج النفط بنحو 2 مليون برميل يوميا بداية من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري!

ولعل أهم تلك العوامل ،الخاص بتباطؤ الاقتصاد العالمي ،وتصاعد مخاوف الطلب الصيني ، بالإضافة إلى عزوف المستثمرون عن المخاطرة فى أسواق الأصول ذات العائد المرتفع.

الاقتصاد العالمي

خفضت معظم المؤسسات الاقتصادية والبنوك الكبرى توقعات نمو الاقتصاد العالمي فى عام 2023 ،وأعاذت ذلك إلى أسعار الفائدة المرتفعة التي أقرته البنوك المركزية العالمية ضمن معركة التضخم.

حيث تواصل البنوك المركزية الكبرى تضيق السياسات النقدية ورفع أسعار الفائدة من أجل ترويض التضخم التاريخي ،الأمر الذي بدأ يؤثر فعليا على الأنشطة الاقتصادية مع دخولها إلى دائرة الركود ،وهو ما يلقي بظلاله السلبية على مستويات الطلب العالمي على الوقود.

وأسعار الفائدة المرتفعة وتأثيرها السلبي على الاقتصاد العالمي ظهر سريعا خلال النصف الثاني من هذا العام ،وهو ما دفع كبرى المؤسسات إلى تخفيض توقعات الطلب على الوقود.

خفضت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" الأسبوع الماضي توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2022 للمرة الخامسة منذ نيسان/أبريل الماضي ، مستشهدة بتحديات اقتصادية متزايدة بما في ذلك ارتفاع التضخم وارتفاع أسعار الفائدة.

الطلب الصيني

ارتفعت حالات الإصابة بفيروس كورونا فى الصين الفترة الأخيرة على نطاق واسع جدا ،بما فى ذلك فى العاصمة بكين ،وطلبت مدينة يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة بالقرب من العاصمة من السكان بالبقاء في المنزل وسط تفشي المرض.

عدد حالات الإصابة بفيروس كوفيد في الصين صغير مقارنة ببقية العالم ، لكن الحكومة الصينية تتبع سياسات صارمة لإلغاء الحالات قبل انتشارها.

وأشارت الحكومة الصينية قبل أسبوعين إلى عدم تخفيف موقفها من سياسة صفر كوفيد، في وقت وصلت الإصابات فيه إلى أعلى مستوى في ستة أشهر، مما أدى إلى تراجع توقعات الطلب من أكبر مستورد للنفط في العالم.

وقالت مجموعة إي أن جي يمكننا أن نري المزيد من الضغط الهبوطي على أسعار النفط ، نتيجة خيبة الأمل بعد التأكيد على أن الصين ستلتزم بسياسة صفر كوفيد.

العزوف عن المخاطرة

بيئة أسعار الفائدة المرتفعة ،خاصة فى الولايات المتحدة ،هزت بشدة خلال الفترة الأخيرة أسواق الأصول ذات المخاطر العالية ، مع بحث المستثمرون عن فرصة استثمارية أفضل ذات عائد أعلى ومخاطر أقل.

وتلقت تلك الأسواق ضربة جديدة موجعة منذ أيام قليلة ،بعد إعلان شركة إف تي إكس"أحد أكبر منصات تداولات العملات المشفرة فى العالم" إفلاسها رسميا ،بسبب عجزها عن تغطية حسابات العملاء.

الأمر الذي سبب انهيارا كبيرا فى سوق العملات الرقمية ،ونزوح المستثمرون بكثافة من السوق ،والعزوف عن المخاطرة فى أصول أخرى ،فى ظل شح سيولة الدولار الأمريكي.