تراجع أسعار القمح لأول مرة في ثلاثة جلسات متغاضية عن الاستقرار السلبي لمؤشر الدولار الأمريكي

انخفضت العقود الآجلة لأسعار القمح بما يفوق الواحد بالمائة خلال الجلسة الأمريكية لنشهد ارتدادها للجلسة الثانية من الأعلى لها منذ 11 من أيلول/سبتمبر الجاري متغاضية عن تراجع مؤشر الدولار الأمريكي لأول مرة في ثلاثة جلسات وفقاً للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات والبيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الثلاثاء عن الاقتصاد الأمريكي ثاني أكبر منتج ومصدر للقمح عالمياً.

في تمام الساعة 07:58 مساءاً بتوقيت جرينتش تراجعت العقود الآجلة لأسعار القمح تسليم 15 كانون الأول/ديسمبر المقبل 1.19% إلى 5.2075$ للبوشل موضحة توالي ارتدادها من الأعلى لها في أسبوعين مقارنة بالافتتاحية عند 5.2700$ للبوشل، بينما انخفض مؤشر الدولار الأمريكي 0.05% إلى مستويات 94.14 مقارنة بالافتتاحية عند 94.19.

هذا وقد تابعنا عن الاقتصاد الأمريكي الكشف عن بيانات سوق الإسكان مع صدور قراءة مؤشر أسعار المنازل والتي أظهرت تباطؤ وتيرة النمو إلى 0.2% متوافقة مع التوقعات مقابل نمو 0.3% في حزيران/يونيو الماضي، وذلك بالتزامن مع أظهر القراءة السنوية لمؤشر ستاندرد آند بورز لأسعار المنازل المركب 20 تباطؤ النمو إلى 5.9% مقابل 6.4% في القراءة السنوية السابقة لشهر حزيران/يونيو، أسوء من التوقعات عند 6.2%.

وجاء ذلك قبل أن نشهد عن أكبر دول صناعية في العالم صدور قراءة مؤشر راتشموند الصناعي والتي أظهرت اتساعاً إلى ما قيمته 29 مقابل 24 في تموز/يوليو الماضي، بخلاف التوقعات التي أشارت لتقلص الاتساع إلى 22، وذلك بالتزامن مع الكشف عن قراءة مؤشر ثقة المستهلكين والتي أوضحت أيضا اتساعاً إلى ما قيمته 138.4 مقابل 134.7 في تموز/يوليو، بخلاف التوقعات التي أشارت لتقلص الاتساع إلى 132.2.

على الصعيد الأخر، فقد تابعنا في وقت سابق اليوم كشف وزارة الزراعة الأمريكية عن تقرير عمليات التفتيش على المحاصيل للتصدير، والذي أوضح أنه تم فحص 409.6 ألف طن متري من القمح خلال الأسبوع المنقضي في 20 من أيلول/سبتمبر مقارنة بفحص 410.7 ألف طن في الأسبوع السابق، ومقابل فحص 502.7 ألف طن خلال نفس الأسبوع من عام 2017.

ليبلغ بذلك مجمل عمليات التفتيش على محاصيل القمح المعدة للتصدير للعام التسويقي الذي بداء في مطلع حزيران/يونيو 6.53 مليون طن مقابل 9.23 في نفس الفترة من العام الماضي، بخلاف ذلك، فقد كشف الوزارة يوم الجمعة الماضية عن مبيعات القمح من المحاصيل الجديدة تسليم السنة التسويقية الجديدة والتي أوضحت ارتفاعاً 21% إلى 468.4 ألف طن متري خلال الأسبوع المنقضي في السادس من أيلول/سبتمبر.

وتعد مبيعات القمح الأسبوعية بذلك ضمن نطاق التوقعات ما بين 250 ألف طن متري و500 ألف طن متري، وكانت الفلبين على رأس قائمة المشترين بواقع 80.0 ألف طن متري، وتلتها إندونيسيا 70.0 ألف طن متري، ثم تلهما كل من فيتنام وتايلاند 61.0 ألف طن متري و55.1 ألف طن متري علي التوالي، ثم كوريا الجنوبية 48.6 ألف طن متري، بينما ألغت عميلاً غير معروفة شحنة 27.2 ألف طن متري وألغت كوستاريكا عقداً 4 ألف طن متري.

ويذكر أن وزارة الزراعة الأمريكية رفعت توقعاتها لإنتاج القمح العالمي بواقع 4.7 مليون طن متري في وقت سابق من الشهر الجاري من خلال تقريرها الشهري حيال العرض والطلب للمحاصيل الزراعية العالمي، مع رفع توقعاتها لمحصول روسيا من القمح بواقع 3 ملايين طن متري إلى 71 مليون طن متري والذي يعكس معظم المكاسب، بينما خفضت توقعاتها لإنتاج استراليا من القمح بسبب الجفاف بواقع 2 مليون طن متري إلى 20 مليون طن متري وخفضت توقعاتها لمحصول كندا من القمح بواقع 1 مليون طن متري إلى 31.5 مليون طن متري.

بخلاف ذلك، تتطلع الأسواق المالية حالياً عن كثب لانطلاق فعليات اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح اليوم في واشنطن والذي سوف يستمر إلى غداً الأربعاء ومن المرتقب أن يقدم من خلالها صانعي السياسة النقدية لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي على المضي قدماً في تشديد السياسة النقدية ورفع أسعار الفائدة على الأموال الفيدرالية بواقع 25 نقطة أساس إلى ما بين 2.25% و2.00%.

كما تعمل الأسواق حالياً أيضا عن تقييم توسع بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض عمليات إعادة شراء السندات الحكومية وسندات الرهن العقاري وسط ترقب المستثمرين لكشف اللجنة عن توقعاتها لمعدلات النمو، التضخم، البطالة ومستقبل أسعار الفائدة المرجعية قصيرة الآجل للأعوام الثلاثة المقبلة وأي تلميحات حيال المضي قدماً في تشديد السياسة النقدية ورفع الفائدة على الأموال الفيدرالية مرة رابعة هذا العام من عدمه.