لم يشهد سعر البيتكوين تغيراً يُذكر يوم الخميس، فيما بقيت أسواق العملات الرقمية الأوسع نطاقاً ضمن نطاق تداول ضيق، في ظل استمرار المخاوف بشأن ارتفاع الرسوم الجمركية الأمريكية، مما دفع المستثمرين إلى الترقب والابتعاد عن المخاطرة.

دخلت الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيز التنفيذ اعتباراً من يوم الخميس، وفرضت رسوماً تتراوح بين 10% و50% على اقتصادات كبرى حول العالم. كما كشف ترامب يوم الأربعاء عن فرض ضريبة بنسبة 100% على جميع واردات أشباه الموصلات، ستدخل حيز التنفيذ خلال الأسابيع المقبلة.

وارتفع البيتكوين بنسبة 0.3% ليصل إلى 114,521.4 دولار بحلول الساعة 01:31 صباحاً بتوقيت الساحل الشرقي (05:31 بتوقيت غرينتش).

البيتكوين محصور في نطاق ضيق وسط الرسوم الجمركية ومخاوف اقتصادية تحدّ من الإقبال على المخاطرة

ظلّت أكبر عملة رقمية في العالم عالقة إلى حد كبير ضمن نطاق تداول يتراوح بين 115,000 و110,000 دولار خلال الأسبوع الماضي، مع تراجع شهية المخاطرة بشكل عام.

وعلى الرغم من وجود بعض المؤشرات الإيجابية — لا سيما استمرار الشراء من قبل حاملي الأسهم الكبار مثل شركة Strategy (ناسداك  MSTR) وMetaplanet Inc (طوكيو: 3350) — إلا أن هذه العوامل لم تكن كافية لدفع الأسعار نحو الارتفاع، خصوصاً في ظل التراجع المستمر الذي أعقب بلوغ العملة مستويات قياسية تجاوزت 123,000 دولار منتصف يوليو.

تضررت شهية المخاطرة على نطاق واسع بسبب المخاوف من التأثير الاقتصادي لرسوم ترامب الجمركية، بالإضافة إلى مؤشرات على تباطؤ النمو الاقتصادي عالمياً.

وكانت بيانات التوظيف الضعيفة في الولايات المتحدة، والتي نُشرت الأسبوع الماضي، محور جدل في الأسواق. ورغم أنها عززت التوقعات بخفض سعر الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، إلا أنها أثارت أيضاً القلق بشأن تباطؤ النمو في الولايات المتحدة.

غالباً ما لا تتأثر أسواق العملات الرقمية مباشرة بالرسوم الجمركية أو تباطؤ النمو، لكنها بحكم طبيعتها المضاربية، تبقى عرضة لتقلبات في المعنويات العامة للسوق.

كما شهد البيتكوين أيضاً عمليات جني أرباح متواصلة منذ قمته الأخيرة.

صناديق البيتكوين المتداولة تسجّل أربعة أيام من التدفقات الخارجة

شهدت صناديق البيتكوين الفورية المتداولة في البورصة (ETFs) تدفقات خارجة لأربعة أيام متتالية حتى يوم الثلاثاء، بإجمالي بلغ نحو 1.5 مليار دولار، بحسب بيانات من شركة تجميع البيانات SoSoValue.

وعلى الرغم من تسجيل صناديق ETF تدفقاً داخلياً طفيفاً يوم الأربعاء، إلا أنه كان أقل بكثير من إجمالي التدفقات الخارجة خلال الجلسات الأربع السابقة.

تهديدات ترامب المستمرة بالرسوم قد تؤثر على البيتكوين

دخلت الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها الرئيس ترامب حيّز التنفيذ يوم الخميس. وخلال هذا الأسبوع، كانت أسعار البيتكوين تتحرك ضمن نطاق ضيق بين 113,000 و116,000 دولار، مما يعكس حالة من التردد بين المشاركين في السوق في انتظار محفّز رئيسي. وفي هذا السياق، قد تؤدي أي إعلانات جديدة مرتبطة بالتجارة إلى موجة جديدة من التقلبات في أسواق العملات المشفرة.

ووفقاً لتقرير شركة K33 Research، بلغت تقلبات البيتكوين على مدى 30 يوماً أدنى مستوياتها خلال عام عند 1.33%، فيما استقرت تقلبات السبعة أيام عند 1.2%، بعد أن وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ ما يقرب من عامين عند 0.76% في 30 يوليو — وهو أقل مستوى يتم تسجيله منذ سبتمبر 2023.

ورغم غياب الاتجاه الواضح وانخفاض التقلبات، فإن القناعة المتزايدة بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيستأنف دورة خفض أسعار الفائدة في سبتمبر، تضيف قدراً من التفاؤل تجاه الأصول الأكثر خطورة مثل البيتكوين.

وبحسب أداة FedWatch التابعة لمجموعة CME، يرى المشاركون في السوق أن هناك فرصة تتجاوز 90% لقيام البنك المركزي الأمريكي بخفض تكاليف الاقتراض خلال اجتماع السياسة النقدية المقبل في سبتمبر. كما يُتوقع أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بما لا يقل عن خفضين إضافيين بمقدار 25 نقطة أساس لكل منهما بحلول نهاية هذا العام.

وفي سياق متصل، أظهرت مزاد سندات أمريكية بقيمة 58 مليار دولار انخفاضاً في الطلب الأجنبي إلى أدنى مستوى له منذ عام، مما أجبر البنوك والمستثمرين المحليين على استيعاب الفائض — وهو مؤشر مبكر على أنه إذا استمر هذا الاتجاه، فقد يتعرض الاحتياطي الفيدرالي لضغوط لاستئناف طباعة النقود، وهو ما قد يعزز من جاذبية البيتكوين كوسيلة تحوّط.

انتعاش جزئي في الطلب المؤسسي

أظهرت البيانات من SoSoValue بعض علامات التحسّن في الطلب المؤسسي. فقد سجلت صناديق البيتكوين الفورية المتداولة تدفقاً داخلياً طفيفاً بقيمة 91.55 مليون دولار يوم الأربعاء، مما كسر سلسلة التدفقات الخارجة التي استمرت لأربعة أيام. ومع ذلك، فإن مستويات التدفق الحالية ما تزال أدنى من تلك التي سُجّلت في 10 يوليو، والتي سبقت ارتفاع البيتكوين إلى مستوى قياسي جديد بلغ 123,218 دولاراً في 14 يوليو.

نطاقات السعر المنخفض والسيولة المحدودة تبرز مناطق تجميع جديدة

أفادت شركة Glassnode يوم الأربعاء أن سعر البيتكوين قد انخفض إلى ما دون الحد الأدنى لنطاق التجميع عند 116,000 دولار، ودخل منطقة سيولة منخفضة تُعرف بـ"فجوة هوائية" تمتد بين 110,000 و116,000 دولار، كما هو موضح في الرسم البياني أدناه. وتاريخياً، غالباً ما تتحول مثل هذه المناطق منخفضة السيولة إلى مناطق تجميع جديدة، حيث ينتهز المشترون الفرصة لشراء البيتكوين بأسعار يرونها منخفضة مقارنة بأعلى سعر تاريخي.

كما أشار التقرير إلى أن نسبة العملات التي ينفقها حاملو البيتكوين على المدى القصير (STH) لجني الأرباح قد تراجعت إلى 45%، وهي أقل من العتبة المحايدة. بشكل عام، يشير ذلك إلى أن السوق في وضع متوازن نسبياً، حيث لا يزال 70% من المعروض لدى حملة البيتكوين على المدى القصير في حالة ربح، مع توازن شبه كامل بين عمليات جني الأرباح وتكبد الخسائر.

توقعات سعر البيتكوين: استمرار في مرحلة التماسك

أغلق سعر البيتكوين دون مستوى التماسك السفلي عند 116,000 دولار بنهاية يوليو، وانخفض بنحو 3% خلال اليومين التاليين، ليختبر متوسطه المتحرك الأسي لـ50 يوماً عند حوالي 113,182 دولاراً. ويتقاطع هذا المتوسط تقريباً مع أعلى مستوى سابق له عند 111,980 دولاراً، ما يجعله منطقة دعم رئيسية.

وقد تعافى البيتكوين بشكل طفيف، ويتداول حالياً حول 114,900 دولار حتى يوم الخميس.

إذا تمكن البيتكوين من الإغلاق اليومي فوق مستوى 116,000 دولار، فقد يمتد الارتفاع إلى المستوى النفسي المهم عند 120,000 دولار.

ويشير مؤشر القوة النسبية (RSI) في الرسم البياني اليومي إلى حالة من الحياد، إذ يستقر حول مستوى 50، ما يعكس التردد في السوق. ومع ذلك، فإن مؤشر التقارب والتباعد للمتوسطات المتحركة (MACD) لا يزال يميل إلى الاتجاه الهابط بعد إشارة تقاطع سلبي ظهرت في 23 يوليو وما تزال قائمة.

أما إذا أغلق البيتكوين دون متوسطه المتحرك الأسي لـ50 يوماً عند 113,182 دولاراً، فقد يمتد الهبوط لإعادة اختبار أعلى مستوى سابق سجّله في 22 مايو عند 111,980 دولاراً.

نشر بنك إنجلترا اليوم الخميس تفاصيل عملية التصويت على أسعار الفائدة البريطانية فى ختام اجتماع 7 أغسطس ،والتي أظهرت تصويت 5 أعضاء لصالح خفض أسعار الفائدة بنحو 25 نقطة أساس ،مقابل تصويت 4 أعضاء لصالح التثبيت دون أي تغيير. 

وجاءت عملية التصويت على أسعار الفائدة البريطانية على خلاف توقعات السوق ، والتي كانت تشير إلى تصويت 8 أعضاء لصالح الخفض بنحو 25 نقطة أساس ، مقابل عضو واحد لصالح التثبيت دون أي تغيير.

•هذا التصويت "إيجابي" بالنسبة لسعر صرف الجنيه الإسترليني.

صدر اليوم الخميس قرار الفائدة البريطانية فى ختام اجتماع 7 أغسطس ، حيث خفض بنك إنجلترا أسعار الفائدة بنحو 25 نقطة أساس إلى نطاق 4.00% كأدنى مستوى منذ فبراير 2023 ،وذلك تماشيًا مع توقعات السوق،في ثالث خفض في أسعار الفائدة البريطانية هذا العام.

•هذا البيان "سلبي" للجنيه الإسترليني.

استقرت أسعار النفط يوم الخميس، بعد أن قلّصت مكاسبها المبكرة إثر إعلان الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلتقي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال الأيام المقبلة، مما عزز الآمال بالتوصل إلى نهاية دبلوماسية للحرب في أوكرانيا.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 21 سنتًا، أو ما يعادل 0.3%، لتصل إلى 67.1 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 09:02 بتوقيت غرينتش، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 20 سنتًا، أو 0.3%، إلى 64.55 دولارًا.

وكان الخامان القياسيان قد تراجعا بنحو 1% يوم الأربعاء، ليصلا إلى أدنى مستوياتهما في ثمانية أسابيع، عقب تصريحات أدلى بها ترامب بشأن إحراز تقدم في المحادثات مع موسكو.
وقال المستشار في الكرملين يوري أوشاكوف يوم الخميس إن ترامب وبوتين سيلتقيان خلال الأيام القادمة، في أول قمة بين زعيمي البلدين منذ عام 2021.

وكان مسؤول في البيت الأبيض قد صرح في وقت سابق أن ترامب قد يلتقي بوتين في أقرب وقت خلال الأسبوع المقبل، في وقت تواصل فيه الولايات المتحدة الاستعداد لفرض عقوبات ثانوية، قد تشمل الصين، بهدف زيادة الضغط على موسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وقال جيوفاني ستاونوفو، المحلل لدى بنك UBS، إن "أسعار النفط ارتفعت بشكل طفيف، مدعومة بتراجع المخزونات الأميركية، وارتفاع الأسعار السعودية لآسيا، وقوة واردات الصين من النفط الخام في يوليو"، لكنه أشار إلى أن "المكاسب حُدّت بسبب الأنباء عن احتمال عقد لقاء بين ترامب وبوتين الأسبوع المقبل."

وتُعد روسيا ثاني أكبر منتج للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة.

وذكرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية يوم الأربعاء أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة انخفضت بمقدار 3 ملايين برميل لتصل إلى 423.7 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في الأول من أغسطس، وهو تراجع تجاوز التوقعات التي أشارت إلى انخفاض قدره 591 ألف برميل، بحسب استطلاع أجرته وكالة رويترز لآراء محللين.

وفي الصين، تراجعت واردات النفط الخام في يوليو بنسبة 5.4% مقارنة بشهر يونيو، لكنها ارتفعت بنسبة 11.5% على أساس سنوي، فيما يتوقع المحللون أن يظل نشاط التكرير قويًا على المدى القريب.

ومن جانبها، رفعت السعودية، أكبر مُصدر للنفط في العالم، يوم الأربعاء أسعار بيع نفطها الخام لشهر سبتمبر إلى المشترين في آسيا، وذلك للشهر الثاني على التوالي، مدفوعة بشح المعروض وقوة الطلب.

لكن حالة عدم اليقين على صعيد الاقتصاد الكلي العالمي حدّت من مكاسب الأسعار، بعدما فرضت الولايات المتحدة مجموعة جديدة من الرسوم الجمركية على السلع الهندية. فقد فرض ترامب رسومًا إضافية بنسبة 25% على الواردات الهندية يوم الأربعاء، مبررًا ذلك باستمرار الهند في استيراد النفط الروسي. ومن المقرر أن تدخل هذه الرسوم الجديدة حيّز التنفيذ في 28 أغسطس.

كما أشار ترامب إلى إمكانية فرض رسوم إضافية على الصين في وقت لاحق.