البنوك في عالم الميتافيرس.. كيف يمكن الدمج بين الأعداء

تعتبر تقنية الميتافيرس أحد أهم أوجه الرقمنة والتحول التكنولوجي الذي تتسارع وتيرته الآن ويشهده العالم أجمع من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، في كل قطاعات ومناحي الحياة بحكم قدرتها على تشكيل الحياة الواقعية من جديد من خلال دمجها مع تكنولوجيا العالم الافتراضي.

ومن أبرز القطاعات التي تسعى إلى اقتحام عالم لميتافيرس هي القطاعات المالية والمصرفية، بحكم أن الميتافيرس جزء من عالم تكنولوجي جديد يضم العملات الرقمية والتي تعتبر الخطر الأكبر على القطاعات المصرفية، كما أن استثمارات البنوك والقطاعات المالية غالباً ما تكون بعيدة عن أي صناعة تعتمد على الترفيه، بعكس الحال في عالم الميتافيرس.

كما أن التنظيم والتمويل اللامركزي الذي يقوم عليه عالم الميتافيرس لا يتفق أبداً والنظام المركز المالي الصارم للبنوك، ومن هنا تصبح البنوك لاعب غير مرغوب فيه في عالم ميتافيرس، وعلى الرغم من فكرة اللامركزية في عالم ميتافيرس، إلا أن البنوك بدأت في البحث عن موضع قدم لها في هذا العالم.

البنوك في الميتافيرس

شهد العام الحالي ظاهرة مشاركة البنوك والقطاعات المالية في جميع أنحاء العام في عالم الميتافيرس، ففي فبراير الماضي أصبح بنك "جيه بي مورجان" أول المصارف التي تنضم إلى العالم الافتراضي، من خلال افتتاح صالة معاملات بنكية عبر منصة "ديسينترالاند"، وهي أشهر منصة عقارية افتراضية.

ثم أعلن بنك "HSBC" في إبريل عن شراكة مع منصة "ساندبوكس" العقارية حيث قام بشراء قطعة أرض على منصتها الافتراضية، بغرض استعمالها  للترفيه الرياضي والتجاوب مع عشاق الرياضات الإلكترونية وألعاب الفيديو.

ليفتتح بعدها بنك "كي بي كووكمين" من كوريا الجنوبية تجربة مصرفية افتراضية تمكن العملاء من الوصول إلى الخدمات المصرفية في ميتافيرس من خلال ارتداء جهاز VR.

وفي وقت سابق من الشهر الحالي قدم البنك "التجاري الدولي" تجربة مثيرة من خلال تكنولوجيا الميتافيرس، حيث أصبح أول بنك في العالم يوظف بشكل فوري عبر منصة الميتافيرس، حيث أجرى عدة مقابلات عمل عبر منصة العالم الافتراضي الخاصة به، نتج عنها التوظيف الفوري لأحد المواهب العربية.

دوافع البنوك لدخول الميتافيرس

هنا يجب التأكيد أولاً على أن للبنوك والمصارف المالية حدود في التعامل مع الميتافيرس، حيث أنها لا تستطيع اليوم استخدام التكنولوجيا الافتراضية لفتح فروع بنكية في الميتافيرس، أو تقديم أي معاملة مصرفية أو خدمة عبر منصات العالم الافتراضي، لأن هذا يمكن أن يحمل خطورة على بيانات العملاء السرية، والنطاق الوحيد المسموح لهم هو استخدام المساحة الافتراضية كمساحات للإعلان والترويج.

كما يمكن للبنوك استخدام عالم الميتافيرس لإضفاء بعد جديد لخدمة العملاء، وتقديم خدمات محدودة من شأنها تحسين وسائل التعامل والتواصل مع العملاء، ولكن في حدود عدم المخاطرة بقاعدة بياناتهم، فالخطوة الأولى التي يجب اتباعها من قبل المصارف لدخول عالم الميتافيرس هي تطوير وتهيئة البنية الاتصالية والأمنية للبنوك التي تضمن استمرار عوامل السرية والأمان المصرفية.