2025-09-23 16:50PM UTC
ارتفع سوق العملات الرقمية يوم الثلاثاء، إلا أن مؤشر الخوف والطمع التابع لـ CoinMarketCap استقر عند مستوى 44، وهو ما يضعه على الحد الفاصل بين الخوف والحياد. ويشير ذلك إلى أن العديد من المتداولين ما زالوا يتسمون بالحذر، بانتظار تأكيد أوضح قبل إعادة الدخول إلى السوق.
غير أن المستثمرين المتمرسين يدركون أن هذا الحذر يمثل إشارة إلى إمكانات كبيرة لتدفقات مستقبلية وارتفاعات سعرية. وبطبيعة الحال، تتجه الأنظار نحو توقعات سعر الإيثريوم، إذ غالبًا ما يشير دور ETH كأكبر عملة بديلة (altcoin) إلى الخطوة المقبلة في السوق.
ففي حال كان الإيثريوم صعوديًا ويبدو في طريقه لاختراق مستوى 5000 دولار أو أكثر خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة، فإن ذلك سيعني أن الزخم يعود إلى سوق العملات البديلة، وأن رؤوس الأموال جاهزة للتوجه نحو الأصول ذات المخاطر الأعلى. وسيحفّز ذلك العديد من المستثمرين على البحث عن مشاريع صغيرة القيمة السوقية (small-cap) تتمتع بإمكانات نمو أكبر.
أحد المشاريع التي تجذب اهتمامًا ملحوظًا حاليًا هو Bitcoin Hyper (HYPER)، إذ جمعت جولته المسبقة ما يقارب 15 مليون دولار بالفعل، مع تدفقات يومية تتراوح بين 200 ألف و300 ألف دولار.
الثيران يستهدفون 9000 دولار
التوقعات الحالية للإيثريوم مدفوعة بزيادة في التبني المؤسسي، مع مقارنة شركة BitMine – الرائدة في إدارة احتياطيات الإيثريوم – بنهج مايكل سايلور مع البيتكوين، نظراً لالتزامها المستمر بشراء ETH بغض النظر عن تحركات الأسعار.
هذا الضغط من جانب الطلب يمنح دفعة قوية، وعند دمجه مع تزايد النشاط على السلسلة (on-chain) وآليات التضخم السلبي (deflationary mechanics) للشبكة، فإنه يشير إلى توقعات أساسية متفائلة للغاية. كما سجّل الإيثريوم أعلى يوم له على الإطلاق في تدفقات العملات المستقرة يوم أمس عند 9 مليارات دولار، وهو مؤشر آخر على التبني المؤسسي وزيادة الضغط الشرائي.
الرسم البياني الأسبوعي لأسعار العملة يبدو صعوديًا كذلك، حيث أشار المحلل البارز CryptoElites إلى أن: "الإيثريوم اخترق أخيرًا مقاومة طويلة الأجل مهمة"، مضيفًا أن: "هذا يبدو كأنه سيناريو كلاسيكي للاختراق ثم إعادة الاختبار."
وبحسب الرسم البياني الذي قدمه المحلل، فإن ذلك يمهد الطريق لمواصلة الاتجاه الصاعد إلى ما بعد مستوى 5000 دولار وصولًا إلى 9000 دولار في عام 2025، ما يمثل أكثر من ضعف السعر الحالي البالغ أقل من 4300 دولار.
وبالمثل، يرى المحلل Donald Dean أن الإيثريوم في طور اختراق نموذج الوتد الهابط، مقدماً ثلاثة أهداف سعرية: 5766 دولارًا، 6658 دولارًا، و9547 دولارًا. وأوضح دين أن الإيثريوم يقترب أيضًا من مستوى مخزون حجم التداول (volume shelf)، ما يشير إلى تراكم قوي في هذه المنطقة السعرية يمكن أن يشكّل قاعدة صلبة للتحرك الصاعد التالي.
وإذا ما بلغ الإيثريوم 9000 دولار، فإن ذلك سيضيف حوالي 500 مليار دولار إلى قيمته السوقية، مما يرفع سقف الارتفاعات المحتملة للعملات البديلة الأخرى. ولهذا يركّز الخبراء الآن على مشاريع أصغر يُتوقع أن تتفوق على السوق في الأشهر المقبلة وتحقق عوائد ملفتة، مثل مشروع Bitcoin Hyper (HYPER) الذي يشهد إقبالا قويا في جولته المسبقة.
سعر الإيثريوم يبني زخمًا فوق 4600 دولار مع استهداف الثيران لمستوى 5000 دولار
واصل الإيثريوم الصعود في سبتمبر، مستقراً عند 4639 دولارًا بعد ارتفاع تجاوز 13% خلال أسبوعين من قاعه عند 4070 دولارًا. ومنحت هذه الزيادة عملة ETH-USD قيمة سوقية تقارب 560 مليار دولار، مع أحجام تداول يومية بلغت 27.9 مليار دولار، ما يعكس عودة قناعة قوية من جانب كل من المتداولين الأفراد والمؤسسات.
ويقيّم المتداولون الآن ما إذا كان ثاني أكبر أصل مشفّر قادرًا على اختراق سقف 5000 دولار والبدء في مسار صعودي نحو أهداف سعرية أعلى في الدورة الحالية.
التدفقات المؤسسية واعتماد صناديق المؤشرات المتداولة للإيثريوم يعززان الطلب
أحدث إطلاق صناديق المؤشرات المتداولة الفورية للإيثريوم في الولايات المتحدة تحولاً كبيرًا في هيكل سوق ETH. فقد تجاوزت التدفقات إلى هذه الصناديق 11 مليار دولار منذ بداية العام، مع تسجيل أسابيع منفردة تدفقات تتخطى 2.8 مليار دولار. وقادت iShares Ethereum التابعة لـ BlackRock هذه الموجة، ما جذب السيولة من المؤسسات الأميركية وعزز من امتصاص المعروض طويل الأجل.
كما عزز كبار الحائزين (whales) الطلب، إذ قامت المحافظ التي تحتفظ بين 10 آلاف و100 ألف ETH بتجميع حوالي 6 ملايين عملة خلال الصيف، رافعة إجمالي حيازاتها إلى 20.6 مليون ETH. ويُنظر إلى هذه المراكز الثقيلة على أنها إشارات استراتيجية طويلة الأجل وليست مضاربات قصيرة المدى، ما يعكس توجه وول ستريت والمستثمرين الأثرياء نحو دمج الإيثريوم في هيكل الخزائن ونماذج تخصيص الأصول.
شح المعروض يخلق ضغطًا صعوديًا
يتقلص المعروض المتداول عبر عدة قنوات. فقد انخفضت احتياطيات البورصات إلى 18.8 مليون ETH فقط، وهو أدنى مستوى منذ عام 2016، مما يؤكد تفضيل المستثمرين للاحتفاظ أو التكديس بدلاً من ترك ETH متاحًا للبيع. كما بلغت العملات المكدسة (staked) مستوى قياسيًا عند 36.2 مليون ETH، أي ما يقارب ثلث إجمالي المعروض.
هذا المزيج خلق فجوة في السيولة تضخّم ردود فعل الأسعار مع أي تسارع في الطلب. وتؤكد بيانات التدفقات على السلسلة هذا التحول، حيث انخفضت الودائع اليومية لـ ETH في البورصات من 1.8 مليون في منتصف أغسطس إلى 750 ألفًا فقط، ما قلّل من الضغط البيعي وأسهم في تعزيز مستويات الدعم السعري.
التكوين الفني لزوج ETH/USD يشير إلى اختراق
من منظور فني، يتداول زوج ETH-USD في قناة صاعدة مع قيعان أعلى وزخم مستمر. وقد تم تأكيد الاختراق فوق 4450 دولارًا عبر شموع ابتلاعية صعودية قوية، ما أسس قاعدة أعلى عند 4425 دولارًا. ويقع الدعم القريب عند 4550 و4425 دولارًا، متماشيًا مع المتوسط المتحرك لـ 50 يومًا، بينما تتجمع مستويات المقاومة عند 4760 و4945 و5135 دولارًا.
وانخفض مؤشر القوة النسبية (RSI) من 69 إلى 60، ما يظهر حركة تصحيحية دون كسر الهيكل الصعودي. ويشير المحللون إلى أن إغلاقًا يوميًا حاسمًا فوق 4760 دولارًا سيمهد الطريق لاختبار 4945 دولارًا، وإذا استمر الزخم، قد يتبعه 5135 دولارًا. أما المتوسط المتحرك لـ 200 يوم عند 3994 دولارًا فيبقى أرضية طويلة الأجل للمستثمرين الذين يتابعون مخاطر الهبوط.
النشاط على السلسلة ونمو الشبكة يعززان التوقعات
تعكس أساسيات شبكة الإيثريوم التقدم السعري. فقد ارتفعت معاملات الشبكة إلى 1.7 مليون معاملة يوميًا، بينما بلغت العناوين النشطة 800 ألف، وهي مستويات تتجاوز ذرى الدورات السابقة. كما تتسارع أنشطة العقود الذكية، مسجلة أكثر من 12 مليون استدعاء يومي للعقود في أغسطس، ما يؤكد دور الإيثريوم كعمود فقري للتمويل اللامركزي والأصول المرمزة.
وقد أطلق مؤشر On-Balance Volume (OBV) إشارة تراكم قبل صعود سبتمبر، بينما قفزت أحجام التداول بنسبة 12.3% لتصل إلى 43.4 مليار دولار خلال 24 ساعة، ما يؤكد مشاركة المؤسسات.
هل يمكن لاختراق 5000 دولار أن يمهد الطريق نحو هدف 15 ألف دولار على المدى الطويل؟
يتداول سعر الإيثريوم حاليًا عند حوالي 4600 دولار، مع ترقب المتداولين لما إذا كان الاختراق الحاسم فوق 5000 دولار سيفتح الباب أمام موجة صعودية أكبر بكثير.
ويقترح محللو السوق أن مزيجًا من تدفقات صناديق المؤشرات، وتراكم الشركات في خزائنها، وتبني حلول الطبقة الثانية (Layer 2) قد يمهّد الطريق نحو هدف طويل الأجل للإيثريوم يبلغ 15 ألف دولار.
2025-09-23 15:13PM UTC
انخفض سهم إنفيديا خلال تداولات اليوم الثلاثاء مع مبيعات لجني الأرباح بعد مكاسب حققها السهم أمس مدعوماً بإعلان الاستثمار في أوبن إيه آي.
وقفز سهم إنفيديا (NVDA) بنحو 4% أمس الاثنين بعدما أعلنت شركة تصنيع الرقائق عن خططها لاستثمار يصل إلى 100 مليار دولار في شركة أوبن إيه آي (OpenAI)، في إطار شراكة جديدة بين الطرفين.
وقالت إنفيديا في بيانها إن الشراكة ستتيح لـ"أوبن إيه آي" نشر "ما لا يقل عن 10 جيجاوات" من قدرات الحوسبة التي توفرها أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة، من أجل تدريب وتشغيل الجيل القادم من نماذج الذكاء الاصطناعي التي تطوّرها الشركة الناشئة المالكة لـChatGPT. ومن المقرر أن تدخل المرحلة الأولى من هذه القدرات الحوسبية، والتي ستعتمد على منصة Vera Rubin الجديدة التابعة لإنفيديا، الخدمة في النصف الثاني من عام 2026.
تعتمد تطبيقات الذكاء الاصطناعي بشكل واسع على أنظمة إنفيديا المبنية على وحدات معالجة الرسومات (GPUs) أو "رقائق الذكاء الاصطناعي"، التي تُشغّل مراكز البيانات البعيدة حول العالم.
وقال الرئيس التنفيذي جنسن هوانغ في مقابلة مع شبكة CNBC يوم الاثنين: "هذا هو أكبر مشروع بنية تحتية للذكاء الاصطناعي في التاريخ." وبحسب محلل بنك أوف أميركا فيفيك آريا، فإن هذه الصفقة يمكن أن تولّد ما يصل إلى 500 مليار دولار من الإيرادات لشركة تصنيع الرقائق.
وأضاف هوانغ في بيان منفصل: "دفعت إنفيديا وأوبن إيه آي بعضهما البعض على مدى عقد كامل، من أول حاسوب فائق DGX إلى اختراق ChatGPT."
أغلق سهم إنفيديا عند 183.61 دولارًا يوم الاثنين، متجاوزًا أعلى مستوى قياسي سابق سجّله في أغسطس. وتراجعت الأسهم قليلًا في التداولات المبكرة يوم الثلاثاء. وتُعد الشركة الأعلى قيمة سوقية في العالم، حيث تجاوزت قيمتها السوقية 4 تريليونات دولار.
تشكل صفقة "أوبن إيه آي – إنفيديا" مشروعًا طموحًا للشركتين. فكمثال مرجعي، فإن مركز البيانات الضخم الذي تبنيه "ميتا" في لويزيانا بمساحة 4 ملايين قدم مربع، سيوفر نحو 2 جيجاوات فقط من قدرات الحوسبة، أي نحو خُمس ما تعهّدت أوبن إيه آي وإنفيديا بتوفيره. وتشير تقديرات محلل CFRA أنجيلو زينو إلى أن خطة توفير 10 جيجاوات تعادل ما بين 4 إلى 5 ملايين من وحدات معالجة الرسومات التابعة لإنفيديا.
تأتي هذه الصفقة فيما توسّع إنفيديا استثماراتها في الذكاء الاصطناعي بسرعة. ففي الأسبوع الماضي، استحوذت الشركة على حصة قدرها 5 مليارات دولار في منافستها "إنتل"، كجزء من شراكة لاستخدام وحدات المعالجة المركزية (CPUs) الخاصة بإنتل ضمن أنظمة إنفيديا للذكاء الاصطناعي. كما أعلنت الشركة عن خطط لنشر عشرات الآلاف من رقائق الذكاء الاصطناعي في المملكة المتحدة، وأبرمت صفقة بقيمة 6.3 مليار دولار مع شركة مراكز البيانات "كور ويف" (CoreWeave) تضمن لإنفيديا شراء أي قدرة حوسبية غير مباعة من مشغل مراكز البيانات.
وقال غريغ هالتر، مدير الأبحاث في شركة Carnegie Investment Counsel: "بينما لا يزال البعض يثير مخاوف بشأن احتمال أن يكون الذكاء الاصطناعي فقاعة، فإن استثمار إنفيديا يشير إلى أن الحاجة إلى بنية تحتية للذكاء الاصطناعي حقيقية ولا تزال في توسع."
من جهتها، تسعى "أوبن إيه آي" إلى تأمين قدرات إضافية لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، رغم المخاوف بشأن قدرتها على النمو بشكل مربح. فقد وقّعت مؤخرًا صفقة مع شركة أوراكل (Oracle) بقيمة 300 مليار دولار لشراء قدرات حوسبية على مدى السنوات الخمس المقبلة، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال.
وكتب المحلل غيل لوريا من شركة DA Davidson في مذكرة عقب الإعلان: "بينما يُعتبر هذا الإعلان إيجابيًا بالنسبة لقدرة أوبن إيه آي على التوسع، فإننا نشعر بالقلق من أن إنفيديا أصبحت 'المستثمر الأخير المتبقي'، الذي يتدخل لإنقاذ التزامات أوبن إيه آي المفرطة."
وأشار لوريا إلى صفقة "أوبن إيه آي" مع أوراكل، وخططها لإنفاق 100 مليار دولار على استئجار خوادم سحابية احتياطية خلال السنوات الخمس المقبلة، بالإضافة إلى التزامها البالغ 25 مليار دولار مع "كور ويف".
وأضاف: "[نود أن نرى المزيد من المستثمرين التقليديين يتدخلون لتمويل هذا التوسع الهائل في مراكز البيانات]."
وتابع في رسالة منفصلة إلى "ياهو فاينانس": "ليس من الصحي أن يكون المستثمر الوحيد المستعد لتمويل طموحات أوبن إيه آي بهذا الحجم هو مزوّد الرقائق نفسه، الذي سيسترد معظم هذا الاستثمار عبر مبيعات الشرائح."
وكانت قفزة سهم إنفيديا يوم الاثنين قد وضعت السهم على المسار للإغلاق بالقرب من مستواه القياسي السابق فوق 183 دولارًا في أغسطس. وتبقى الشركة الأكثر قيمة في العالم، بقيمة سوقية تفوق 4 تريليونات دولار.
وعلى صعيد التداولات اليوم، انخفض سهم إنفيديا في تمام الساعة 16:11 بتوقيت جرينتش بنسبة 2.1% إلى 179.8 دولار.
2025-09-23 14:15PM UTC
ارتفعت أغلب مؤشرات الأسهم الأمريكية في بداية تداولات اليوم الثلاثاء ليحقق كل من الداو جونز وإس آند بي 500 مستويات قياسية جديدة مع ترقب خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول.
وسوف يطلق عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي تصريحات هامة اليوم، كما ينتظر المستثمرون أيضاً تصريحات من رئيس البنك المركزي جيروم باول خلال مأدبة الغداء التي تنظمها "غرفة تجارة بروفيدنس الكبرى" في رود آيلاند.
وعلى صعيد التداولات، ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بحلول الساعة 15:13 بتوقيت جرينتش بنسبة 0.6% (ما يعادل 302 نقطة) إلى 46688 نقطة، وصعد مؤشر S&P 500 الأوسع نطاقاً بنسبة 0.1% (ما يعادل 3 نقاط) إلى 6696 نقطة، في حين انخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.2% (ما يعادل 53 نقطة) إلى 22735 نقطة.
2025-09-23 14:08PM UTC
تراجعت أسعار النيكل خلال تداولات اليوم الثلاثاء في ظل ارتفاع طفيف للدولارمقابل أغلب العملات الرئيسية ورهانات الصناديق بأن المعدن الصناعي قد بلغ أدنى مستوياته.
من الصعب تصديق أن النيكل كان جامحًا إلى درجة أنه كاد أن يتسبب في انهيار بورصة لندن للمعادن (LME) قبل عامين فقط.
لكن معظم فترات هذا العام شهدت سوق لندن يتحرك بخمول حول مستويات متدنية لم تُسجل منذ خمس سنوات، قرب حاجز 15,000 دولار للطن المتري.
النيكل، الذي يُستخدم في صناعة الفولاذ المقاوم للصدأ وبطاريات السيارات الكهربائية، يعاني من فائض هائل في المعروض بفعل طفرة الإنتاج الإندونيسي. وتؤكد تقارير مخزونات بورصة لندن للمعادن ذلك يوميًا.
فالمخزونات المسجلة وغير المسجلة في البورصة واصلت ارتفاعها بشكل مطّرد، لتصل إلى 308 آلاف طن، وهو أعلى مستوى منذ أن بدأت البورصة نشر بيانات المخزونات خارج النظام في مطلع 2020.
لكن ما الذي يدفع صناديق الاستثمار في الوقت نفسه إلى بناء مراكز شراء (long) تراهن على تعافي الأسعار؟
الاتجاه الوحيد هو الصعود
كانت صناديق الاستثمار قد راهنت على انخفاض النيكل العام الماضي مع استمرار هبوط أسعاره في بورصة لندن، وظلت في صافي مراكز بيع حتى يونيو الماضي.
ولا يزال هناك كثير من المتشائمين بين مجتمع المستثمرين. غير أن الرهانات على ارتفاع الأسعار بدأت تتراكم منذ منتصف أبريل، وبعدد 45,321 عقدًا – ما يعادل 272 ألف طن – تمثل الآن أقوى رهانات صعودية منذ مارس 2022.
وكان ذلك الشهر هو لحظة الانفجار الكبير في أسعار النيكل، عندما أوقفت البورصة التداولات، ومنذ ذلك الحين ظل الاتجاه هابطًا.
وليس الأمر أن السوق يقدم إشارات زخم واضحة لصناديق الاستثمار. فسعر عقود النيكل لثلاثة أشهر في بورصة لندن ظل حبيس نطاق ضيق بين 14,800 و16,000 دولار منذ مايو.
قد يكون الأمر ببساطة حسابًا جماعيًا: إذا لم ينخفض النيكل أكثر، فلا بد أن يصعد في وقت ما.
طفرة الإمدادات الإندونيسية تضغط على بورصة لندن
لقد أدى الازدهار الإنتاجي في إندونيسيا إلى تدفق فائض من المعدن على نظام مستودعات بورصة لندن.
فقد ارتفعت نسبة النيكل الصيني ضمن المخزونات المضمونة في البورصة من صفر في أغسطس 2023 إلى 65% بنهاية الشهر الماضي.
وقد غذّت طفرة الإنتاج الصيني من النيكل المكرر خامات النيكل الإندونيسية، التي تُرفع إلى منتج وسيط ثم تُشحن إلى الصين لمزيد من المعالجة.
كما بدأ المعدن الإندونيسي بالتدفق مباشرة إلى نظام بورصة لندن بعد إدراج أول علامة تجارية إندونيسية العام الماضي. وكان هناك 8,838 طنًا من النيكل الإندونيسي المضمون في نهاية أغسطس.
وبالنظر إلى الارتفاع شبه اليومي في مخزونات البورصة، فإن تماسك أداء أسعار النيكل يُعد أمرًا لافتًا، وهو أحد الأسباب التي تدفع المستثمرين للاعتقاد بأنه ربما وجد نوعًا من أرضية الدعم عند تكاليف الإنتاج.
كبح جماح الإنتاج
غير أن أي تعافٍ مستدام للأسعار سيعتمد على ما إذا كانت إندونيسيا ستضغط على المكابح في قطاع النيكل المنفلت.
فقد أُجبرت بقية المنتجين تقريبًا على الخروج من السوق، إذ خرج نحو نصف مليون طن من الإمدادات في السنوات الأخيرة، بحسب محللي ماكواري.
وعلى النقيض، لا يزال الإنتاج الإندونيسي مزدهرًا. وتقدّر ماكواري أن البلاد رفعت إنتاجها بنسبة 21% على أساس سنوي إلى 1.3 مليون طن في النصف الأول من 2025، أي ما يمثل 69% من الإنتاج العالمي.
ومن الواضح أنه إذا كان هناك طرف قادر على تغيير ديناميكيات الفائض الحالية، فهو إندونيسيا.
هناك مؤشرات على أن الحكومة بدأت في لعب دور تنظيمي أكثر نشاطًا في القطاع. إذ قامت قوة مهام حكومية بمصادرة قطع أراضٍ في مواقع تعدين بسبب غياب تصاريح الغابات.
لكن أقوى أداة تملكها الحكومة تظل نظام حصص الإنتاج من المناجم. وهي تخطط العام المقبل للعودة إلى نظام الحصص السنوية من أجل تحسين الحوكمة والتحكم في الإمدادات.
ويعتمد النظام البيئي الكامل بين الصين وإندونيسيا على كمية النيكل المستخرجة من باطن الأرض.
وقد كان توفر الخام محدودًا هذا العام بسبب مزيج من تأخيرات التصاريح، وسوء الأحوال الجوية، وتراجع جودة الخام. بل إن أكبر منتج في العالم بدأ منذ مطلع 2024 باستيراد تدفقات صغيرة ولكن مستقرة من الخام من الفلبين.
ويبقى بيد الحكومة الإندونيسية جعل المعروض أكثر شحًا. أما المتفائلون بأسعار النيكل، فلا يسعهم إلا الأمل في أن تفعل ذلك.
من ناحية أخرى، ارتفع مؤشر الدولار بحلول الساعة 14:56 بتوقيت جرينتش بنسبة 0.1% إلى 97.4 نقطة، وسجل أعلى مستوى عند 97.4 نقطة وأقل مستوى عند 97.2 نقطة.
وعلى صعيد التداولات، تراجعت العقود الفورية للنيكل في تمام الساعة 15:07 بتوقيت جرينتش بنسبة 1.1% إلى 15.182 ألف دولار للطن.