الميتافيرس.. هل هو عالم واحد أم عوالم متعددة

يعد الميتافيرس من أبرز المصطلحات المرتبطة بمستقبل التكنولوجيا، ويتقاطع مع مصطلحات كثيرة مثل العملات الرقمية، والرموز الغير قابلة للاستبدال، والويب 3، وعلى الرغم من أن مصطلح الميتافيرس بات مصطلح مفهوم اليوم على عكس بداية العام الحالي ونهاية العام الماضي حينما كان مفهوم مبهم، إلا أن عالم الميتافيرس لم يكتمل بعد.

والميتافيرس هو عبارة عن عالم افتراضي يضم مساحات عمل متنوعة وبيئات مختلفة تربط حياة المستخدمين الواقعية والافتراضية معاً عبر دمج تكنولوجيا الواقع المعزز مع إمكانيات الواقع الافتراضي، ويمكن لكل عالم التجمع مع بعضهم البعض لإنجاز عمل أو إتمام اجتماع عبر صورهم الرمزية (أفاتار)، ومن هنا تسعى العلامات التجارية والجامعات والشركات العملاقة إلى شراء مساحات في عالم الميتافيرس لخلق تجربة افتراضية لعالمهم الحقيقي.

ولعل هذا التهافت على عالم الميتافيرس الإفتراضي هو ما خلق تساؤل هام بين مستخدمي هذه الصناعة الجديدة، وهو هل يمكن ربط عوالم الميتافيرس المختلفة مع بعضها البعض؟، وهو الأمر الذي قد يساعد المستخدمين في نقل العملات والأصول المالية الرقمية بين عوالم الميتافيرس المختلفة.

عوالم متعددة

يشير مفهوم الميتافيرس الذي أطلقه مؤسس شركة "فيسبوك" مارك زوكربيرج إلى وجود عالم افتراضي واحد يتشارك فيه الجميع، ويتفاعلون مع بعضهم البعض من خلاله، ولكن التجربة الفعلية تشير إلى مفهوم مختلف، حيث يوجد العديد من عوالم الميتافيرس المنفصلة عن بعضها البعض كل منها يحظى بوظيفة محددة.

فعلى سبيل المثال توجد جامعات تعليمية في عالم لميتافيرس، ولكن لكل جامعة مساحتها الافتراضية الخاصة بها، حيث يمكن لطلابها فقط التفاعل وتبادل الكتب، وتكوين مساحات عمل، وحضور المحاضرات سوياً، ولكن لا يمكن لطلاب جامعة أخرى في عالم الميتافيرس الاشتراك معهم او التفاعل.

الضرورة التكنولوجية

بالرغم من عدم وجود إجابة واضحة بشأن التساؤل حول عدد عوالم الميتافيرس، إلا أن الحاجة التكنولوجية تتمحور حول فكرة العالم الواحد، لأنه يعد النموذج الأمثل لدمج العالمين الافتراضي والواقعي، حيث يتمكن خلاله المستخدمين من نقل البيانات وتبادل العملات الرقمية، وتكوين صداقات بعيدة المدى، ويساعد العلامات التجارية من أن تكون سوق مفتوح للجميع، ويساعد المبدعين من بيع رموزهم الغير قابلة للاستبدال بشكل أسرع.