أعرب كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة عن أهمية أن تثق الولايات المتحدة في استراتيجية منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وحلفائها المنتجين للنفط وعلى رأسهم روسيا أو ما بات يعرف بـ"أوبك+"، وجاء ذلك رداً على دعوات واشنطون ومستوردين رئيسيين آخرين لزيادة الإنتاج في أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا في 24 من شباط/فبراير.

ويأتي ذلك عقب ارتفاع أسعار النفط الخام إلى قرابة 140$ للبرميل عقب تفاقم الصراع الروسي الأوكراني الشهر الماضي، وعلى الرغم من أن الأسعار تراجعت إلى دون 110$ للبرميل هذا الأسبوع مع ارتفاع في حالات الإصابات بفيروس كورونا وتشديد الإغلاق في الصين التي تتبنى استراتيجية صفر-كوفيد، إلا أن الأسعار لا تزال مرتفعة بقرابة نسبة 40% هذا العام.

اجتماع أوبك+

من المرتقب أن يتجمع تحالف أوبك بلس بقيادة المملكة العربية السعودية وروسيا غداً الخميس لاتخاذ قرار حول مستويات الإنتاج لشهر أيار/مايو القادم، وقد تبعنا التقرير التي أفادت بأن أعضاء التحالف الثلاثة والعشرون إلى حد بعيد لا يرون أي حالة لتعديل سياستهم الخاصة بزيادة الإنتاج بنحو 400 ألف برميل شهرياً، وذلك بعد أن خفضت أوبك+ الإمدادات بنحو 10 مليون برميل يومياً بعد بداية جائحة كورونا التي سحقت الطلب على النفط.

هذا وقد صرح وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي أمس الثلاثاء في مؤتمر دبي وهو جلس إلى جانب نظيره السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، "نحن خبراء في مجالنا ونفعل ذلك منذ فترة طويلة جداً"، مضيفاً "نحاول تحقيق التوازن في السوق وهذه ليست مهمة سهلة، لسنا المنتجين الوحيدين في العالم وعندما نقول أن هذه هي الطريقة الصحيحية للقيام بذلك، فأننا نعرف ذلك من خلال التجربة، لذا ثق بنا".

نقص الإمدادات

وفقاُ لمنتدى الطاقة الدولي والذي يعد منظمة متعددة الأطراف مقرها الرياض، فقد تكون تدفقات النفط الروسي تراجعت بنحو 1.5 مليون برميل يومياً منذ اندلاع الصراع الروسي الأوكراني، إلا أن الأمين العام للاتحاد الدولي للطاقة جو ماكمونيجل صرح لوكالة بلومبيرج الإخبارية، أن الأمر قد يستغرق نحو أسبوعين حتى يكون هناك دليل قاطع، وأن تحالف أوبك+ سوف يرغب في تقييم تلك البيانات.

أوبك+ لا تنشغل بالسياسة

هذا وأكد وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان على أن أوبك+ يجب أن تتجاهل السياسة وتركز على التوازن بين العرض والطلب، مع تشديده على أن السعوديون والإماراتيون يجدون أن روسيا في أوبك+ مفتاح نجاح المجموعة وأنه لا ينبغي تفكيك التحالف، مضيفاً "التقلبات الحالية كانت ستصبح أسوء لة لم تكون أوبك+ مجتمعة ولم تكون موجودة".

المجتمع الدولي والهجمات الأخيرة على المملكة

وصرح الأمير عبد العزيز أنه يجب على المجتمع الدولي أن يتعامل بجدية أكبر مع الهجمات المتلاحقة على البنية التحتية في الخليج العربي، وبالأخص بعد أن تم استهداف السعودية والإمارات عدة مرات هذا العام من قبل جماعة الحوثي المدعومة من إيران والمتمركزة في اليمن، ويذكر أن السعودييون والإماراتيون انتقدوا مؤخراً واشنطون لدرها البطيء على العدوان الحوثي ومتابعتها المفاوضات النووية مع إيران.

وختاماً نود الإشارة، لكون المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم وأكبر مصدر لدى أوبك وثاني أكبر منتج للنفط عالمياً، أعلنت الأسبوع الماضي أنها لا يمكن أن تتحمل مسئولية أي انخفاض في صادرات النفط إذا ألحق الحوثييون أضراراً بالبنية التحتية وبالأخص لقطاع الطاقة في المملكة.

صدر عن الاقتصاد النيوزيلندي قراءة مؤشر الثقة بالأعمال من قبل مجموعة استراليا ونيوزيلندا المصرفية والتي أوضحت تقلص الانكماش إلى ما قيمته 41.9 مقابل ما قيمته 51.8 في القراءة السابقة لشهر كانون الثاني/يناير الماضي، ونود الإشارة، لكون الإحصائية تجرى مسح لنحو 1,500 شركة لتقييم النظرة الاقتصادية لعام مقبل.

صدر عن الاقتصاد الياباني القراءة المعدلة موسمياً لمؤشر مبيعات التجزئة والتي أظهرت تقلص التراجع إلى 0.8% مقابل 0.9% والتي عدلت من تراجع 1.9% في القراءة السابقة لشهر كانون الثاني/يناير الماضي، بخلاف التوقعات التي أشارت للثبات عند مستويات الصفر، بينما أوضحت القراءة السنوية للمؤشر ذاته تراجعاً 0.8% مقابل ارتفاع 1.1% والتي عدلت من ارتفاع 1.6% في القراءة السنوية السابقة لشهر كانون الثاني/يناير، لتعد أيضا متفوقة على التوقعات التي أشارت إلى تراجع 0.3%.

أعلن معهد البترول الأمريكي في بيانات أولية غير رسمية عن انخفاض مخزون النفط في البلاد بنحو ثلاثة ملايين برميل في الأسبوع الماضي بينما توقع محللون انخفاضها بحوالي مليوني برميل.

وانخفضت مخزونات البنزين بحوالي 1.4 ألف برميل بينما هبط مخزون المقطرات بنحو 215 ألف برميل.

وسوف تعلن إدارة معلومات الطاقة يوم الأربعاء عن البيانات الرسمية التي يتابعها المستثمرون وتؤثر بشكل كبير في تحركات أسعار الخام.

ومن الجدير بالذكر أن جلسة الثلاثاء شهدت انخفاض العقود الآجلة لخام "نايمكس" الأمريكي تسليم مايو/أيار عند التسوية بنسبة 1.6% أو ما يعادل 1.72 دولار إلى 104.24 دولار للبرميل، وهو الأدنى منذ السابع عشر من مارس/آذار.

وهبطت العقود الآجلة لخام "برنت" تسليم مايو/أيار بنسبة 2% أو ما يعادل 2.25 دولار مغلقة عند 110.23 دولار للبرميل.