إلى أي مدى سوف يصل التضخم فى الولايات المتحدة؟

تترقب أسواق المال العالمية اليوم الثلاثاء صدور بيانات أسعار المستهلكين الأمريكيين خلال آذار/مارس، وسط توقعات استمرار تسجيل الأسعار مستويات تاريخية جديدة لم تصلها منذ عام 1981 ! لينشط بقوة السؤال بين المستثمرون عن إلى أدى مدى سوف يصل التضخم فى الولايات المتحدة؟ 

ونحاول هنا فى "أف اكس نيوز تودي" من خلال هذا التقرير الرد بأكبر قدر من التفاصيل والمعلومات والتوقعات على هذا السؤال الذي يشغل تماما جميع الأسواق العالمية.

التضخم الحالي

سجل مؤشر أسعار المستهلكين بالقراءة السنوية معدل 7.9% فى شباط/فبراير ، كأعلى قراءة منذ أوائل عام 1982 ،مدفوعا بارتفاع تكاليف المواد الغذائية وارتفاع الإيجارات وأسعار الطاقة الجامحة.

وتلك التأثيرات الأساسية فى الأسعار مرتبطة مباشرة بأزمة سلسلة التوريد كأحد التداعيات السلبية لجائحة فيروس كورونا ،ولم تكن لتداعيات الحرب فى أوكرانيا أي تأثير حينها ،كونها انطلقت فى أواخر شباط فبراير.

التضخم المتوقع

يتوقع معظم الاقتصاديون ارتفاع أسعار المستهلكين بالقراءة السنوية إلى معدل 8.4% فى آذار/مارس ،كأعلى قراءة منذ كانون الأول/ديسمبر 1981 ، بعد قفزة جديدة فى التأثيرات الأساسية بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.

خاصة تلك التأثيرات المرتبطة بشكل مباشر بأسعار الوقود ،بعدما قفزت أسعار النفط العالمية لأعلى مستوى فى 14 عاما ،بسبب المخاوف حيال تعطل إمدادات الخام الروسي.

يقول كبير الاقتصاديين فى شركة " موديز للأبحاث" مارك زاندي ،سيكون الأمر قبيحا ،إنها عاصفة كاملة ،الغزو الروسي ،ارتفاع أسعار النفط ،إغلاق الصين ، المزيد من الاضطرابات فى سلاسل التوريد ،تسارع نمو الأجور ،الوظائف الشاغر ، أزمات كلها تؤدي إلى تضخم مرتفع بشكل مؤلم.

وأضاف زاندي نحن نكافح من خلال صدمتين عالميتين هائلتين فى العرض "جائحة فيروس كورونا ،والحرب فى أوكرانيا " سيكون من الصعب تخيل أننا لم نعاني من ارتفاع التضخم.

يتوقع خبير أسواق المال فى جيفريز جروب "توم سيمونز" أن تقفز أسعار الطاقة فى مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 18% فى آذار/مارس ،حيث الارتفاع الكبير فى أسعار النفط فى النصف الأول من الشهر بعد غزو روسي لأوكرانيا.

وأضاف سيمونز أن أسعار المواد الغذائية سترتفع أيضا لكنها ليست بنفس درجة ارتفاع أسعار الوقود تقريبا ،وقال إن الإسكان مرة أخرى سيكون عاملا مهما جدا ، حيث ارتفاع الإيجارات الواضح.

ذروة التضخم

يقول اقتصاديون إن هذا الشهر أو الشهر المقبل قد يكون ذروة التضخم فقط فيما يتعلق بالتأثيرات الأساسية ،بما يعني أن أقصي قراءة سنوية لأسعار المستهلكين ستكون فى حزيران/يونيو القادم.

وقال كبير الاقتصاديين فى شركة " موديز للأبحاث" مارك زاندي إن مؤشر أسعار المستهلكين الرئيسي سوف ينخفض إلى معدل 4.9% بنهاية هذا العام.

توقعاتنا

نتوقع هنا فى "أف اكس نيوز تودي" استمرار التأثيرات الأساسية المشار إليها أعلاه لفترة قد تمتد إلى الربع الثالث من هذا العام ،مع ظهور أزمة جديدة فى الولايات المتحدة خاصة بارتفاع تكاليف المأوي.

وعليه نرجح استمرار ارتفاع التضخم الأمريكي بالقراءة السنوية حتى آب/أغسطس على الأقل، حيث نتوقع تجاوز حاجز 10% لأول مرة منذ عام 1981 خلال الشهرين المقبلين، والتحرك سريعا صوب مستويات 11 إلى 15%!

الاحتياطي الاتحادي

ولمواجهة التضخم المشتعل فى البلاد ،رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس فى آذار/مارس الماضي ، فى أول زيادة فى أسعار الفائدة الأمريكية منذ أواخر عام 2018.

ويتوقع خبير أسواق المال فى جيفريز جروب "توم سيمونز" أن يرفع مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس فى اجتماع المقبل المحدد فى 3 أيار/مايو ، وقال إن مؤشر أسعار المستهلكين لا ينبغي أن يغير ذلك.