تراجع اليوان الصيني بالسوق الأسيوية يوم الجمعة مقابل سلة من العملات العالمية ‏، ليعمق خسائره لليوم الخامس على التوالي مقابل الدولار الأمريكي ،مسجلًا أدنى ‏مستوى فى أحدى عشر شهرًا ،بسبب توالي البيانات الاقتصادية الضعيفة فى بكين ، ‏والتي توضح أن ثاني أكبر اقتصاد فى العالم لا يزال متعثرًا.‏

اتخذت السلطات الصينية وبنك الشعب الصيني خلال الفترة الأخيرة العديد من الإجراءات ‏التحفيزية لدعم الأنشطة الاقتصادية فى البلاد ،لكن دائمًا ما تأتي تلك الإجراءات متأخرة ‏وبأقل من توقعات السوق.‏

سعر صرف اليوان الصيني اليوم

ارتفع الدولار الأمريكي مقابل اليوان الصيني بنسبة 0.3% إلى 7.3612 ‏كأعلى مستوى منذ تشرين الأول/أكتوبر 2022 ، من سعر افتتاح تعاملات ‏اليوم عند 7.3399، وسجل أدنى مستوى عند 7.3344. ‏

أنهي اليوان الصيني تعاملات الخميس منخفضاً بنسبة 0.3% مقابل الدولار الأمريكي ‏،فى رابع خسارة يومية على التوالي ،بعد بيانات قوية فى الولايات المتحدة ،عززت من ‏احتمالات الإبقاء على أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة لأطول فترة ممكنة خلال 2024.‏

الاقتصاد الصيني

تؤكد البيانات الصادرة خلال الفترة الأخيرة فى بكين أن الاقتصاد الصيني لا يزال عالقًا ‏في تباطؤ طويل الأمد، على الرغم من الجهود الأخيرة التي بذلتها السلطات الصينية ‏وبنك الشعب لإنعاشه.‏

وفى أحدث البيانات ،أظهرت بيانات يوم الثلاثاء تباطؤ تجاوز التوقعات فى قطاع ‏الخدمات الصيني خلال آب/أغسطس ،بسبب ضعف مستويات الطلب والإنفاق ‏الاستهلاكي فى البلاد.‏

سجل مؤشر كايكسين لمديري المشتريات قطاع الخدمات في الصين نحو 51.6 نقطة ‏في آب/أغسطس، فى قراءة أقل من توقعات السوق عند 53.6 نقطة ،وتباطؤ ملموس ‏في من قراءة تموز/يوليو البالغة 54.1 نقطة.‏

وقالت مؤسسة كايكسين التي أجرت الاستبيان فى مذكرة: إن البيئات الاقتصادية للصين ‏‏(الداخلية والخارجية) أصبحت معقدة بشكل متزايد، مما يزيد من إلحاح وضرورة تنفيذ ‏السياسات الداعمة ذات الصلة.‏

وأظهرت بيانات أمس الخميس استمرار الصادرات الصينية فى المنطقة السلبية للشهر ‏الرابع على التوالي ،بعدما سجلت انخفاضًا بنسبة 8.8% فى آب/أغسطس ،بسبب ضعف ‏الطلب العالمي.‏

أراء وتحليلات

قالت رئيسة قسم المال والأسواق في هارجريفز لانسداون "سوزانا ستريتر": لقد تحولت ‏المعنويات إلى التشاؤم مرة أخرى بشأن الصين مع وجود مؤشرات جديدة تخص ‏اقتصادها المتباطئ.‏

وأوضحت ستريت:أظهرت بيانات مؤشر مديري المشتريات " كايكسين"التي تتم مراقبتها ‏عن كثب تباطؤ النمو في قطاع الخدمات بأكثر من المتوقع ،وكانت الخدمات نقطة أكثر ‏إشراقًا في الاقتصاد.‏

أضافت ستريت: كنا نأمل أن يستمر المستهلكون في الإنفاق على الرحلات والتعليم، لكن ‏الطلب أصبح أكثر تباطؤًا مع عدم وصول أي جهود تحفيزية لإنعاش الإنفاق إلى ‏المستوى المطلوب.‏

وقالت ستريت: "يبدو أن الصين كلما تخطو خطوة إلى الأمام، تتراجع خطوتين إلى الوراء، ‏حيث يتحول التفاؤل في يوم من الأيام إلى تشاؤم في اليوم التالي.‏

توقعات ‏

قال رئيس إستراتيجية العملات في أر بي سي كابيتال ماركتس "ألفين تان" :أتوقع أن ‏يرتفع الدولار الأمريكي مقابل اليوان الصيني إلى 7.50 بحلول منتصف عام 2024 لأنه لا ‏يبدو أن هناك أي تحفيز مالي كبير وشيك، وبالتالي ستحتاج السياسة النقدية إلى ‏الاستمرار في تحمل جزء من عبء دعم الاقتصاد.‏

ارتفع الين الياباني بالسوق الأسيوية يوم الجمعة مقابل سلة من العملات العالمية ، ‏ليواصل التعافي لليوم الثالث على التوالي من أدنى مستوى فى عشرة أشهر مقابل ‏الدولار الأمريكي ، فى ظل تباطؤ العائد على سندات الخزانة الأمريكية.‏

يأتي ارتفاع الين وسط تصاعد التحذيرات من المسؤولين اليابانيين ضد الضعف المفرط ‏فى سعر العملة المحلية ،وضد عمليات البيع المكثفة للين فى سوق صرف العملات ‏الأجنبية.‏

سعر صرف الين الياباني اليوم

تراجع الدولار مقابل الين بنسبة 0.50% إلى (146.58 ين) ، من سعر افتتاح ‏تعاملات اليوم عند (147.29 ين)، وسجل أعلى مستوى عند (147.38 ين).‏

حقق الين يوم الخميس ارتفاعًا بنسبة 0.25% مقابل الدولار ، فى ثاني مكسب يومي ‏على التوالي ،ضمن عمليات التعافي من أدنى مستوى فى عشرة أشهر عند 147.87 ‏ينات لكل دولار.‏

العائد على السندات الأمريكية

تراجع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات يوم الجمعة بنسبة 0.9% ، ‏ليواصل خسائره للجلسة الثانية على التوالي ،مبتعدًا عن أعلى مستوى فى أسبوعين ‏عند 4.308% ،الأمر الذي يقلص من فرص الاستثمار فى الدولار الأمريكي.‏

بخلاف عمليات التصحيح وجني الأرباح ،يأتي هذا التطور فى سوق سندات الولايات ‏المتحدة وسط بحث المتعاملون المستمر عن أدلة جديدة تخص احتمالات وجود زيادة ‏إضافية فى أسعار الفائدة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي قبل نهاية هذا العام.‏

واستمرار تباطؤ عوائد السندات الأمريكية ،يدعم ارتفاع سعر صرف الين الياباني مقابل ‏الدولار الأمريكي ، حيث تتقلص الفجوة بين عوائد السندات طويلة الأجل بين اليابان و ‏الولايات المتحدة.‏

التدخل الحكومي ‏

قال كبير دبلوماسي العملة فى اليابان "ماساتو كاندا" يوم الأربعاء : "لن نستبعد أي ‏خيارات إذا استمرت تحركات المضاربة على العملة فى سوق الصرف".‏

ويعتبر نائب وزير المالية الياباني للشؤون الدولية "ماساتو كاندا" هو الشخصية ‏المركزية في الجهود التي تبذلها الحكومة اليابانية لوقف الانخفاض الحاد في قيمة الين ‏منذ العام الماضي.‏

وتدخلت الحكومة اليابانية في أسواق العملات العام الماضي في أيلول/سبتمبر عندما ‏ارتفع الدولار إلى ما يزيد عن 145 ينا، مما دفع وزارة المالية إلى شراء الين ودفع الزوج ‏إلى حوالي 140 ينا.‏

وقال استراتيجي السوق في ساكسو بنك"تشارو تشانانا": التدخل اللفظي للين يثير ‏التساؤل حول ما إذا كان التدخل الحقيقي محتملاً كما رأينا في الماضي، فإن التدخل ‏الحقيقي بالكاد يعكس مسار الين بشكل مستدام.‏

تراجعت غالبية مؤشرات الأسهم الأمريكية خلال تداولات اليوم الخميس في ظل ‏خسائر سهم آبل والقطاع التكنولوجي بالإضافة إلى ترقب تصريحات مسؤولين ‏بالفيدرالي.‏

وكشفت بيانات اقتصادية صادرة اليوم أن مؤشر عدد طلبات إعانة البطالة الأولية ‏في الولايات المتحدة انخفض بمقدار 13 ألف طلب إلى 216 ألفًا في الأسبوع ‏المنتهي في الثاني من سبتمبر/أيلول الجاري، وهو أدنى مستوى منذ فبراير/شباط.‏

يعكس ذلك استمرار قوة ومرونة سوق العمل في الولايات المتحدة، وهو ما يثير ‏عدم يقين بشأن سياسة الاحتياطي الفيدرالي حول رفع الفائدة مجددًا هذا العام ‏لاحتواء الضغوط التضخمية، رغم أن التوقعات تشير إلى تثبيتها خلال اجتماع ‏الشهر الجاري.‏

من جهتها، دعت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن "سوزان كولينز" إلى ‏التحلي بالصبر فيما يتعلق برفع أسعار الفائدة، لكنها أكدت أن هناك حاجة إلى ‏المزيد من الأدلة للاقتناع بأن التضخم أصبح تحت السيطرة.‏

وفي ختام الجلسة، ارتفع مؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 0.2% (57 نقطة) ‏‏إلى 34500 نقطة، وبلغ ‏أعلى ‏مستوى عند 34560 نقطة ‏وأقل ‏مستوى ‏عند ‏‏‏34351 نقطة.‏

وتراجع مؤشر "إس أند بي 500" الأوسع نطاقاً بنسبة 0.3% (ما يعادل 14 نقطة) ‏‏إلى 4451 نقطة، وبلغ أعلى ‏مستوى ‏عند ‏‏4457 نقطة وأقل ‏مستوى ‏عند ‏‏4430 ‏نقطة.‏

وهبط مؤشر "ناسداك" بنسبة 0.9% (حوالي 123 نقطة) إلى 13749 نقطة، ‏‏وسجل أعلى مستوى عند 13774 نقطة ‏وأقل ‏مستوى عند 13642 نقطة.‏

لم تشهد العقود الآجلة للذرة في شيكاغو تغيرًا يذكر يوم الخميس، حيث عوض ‏الإنتاج القياسي في البرازيل أكبر مصدر للذرة والبداية المبكرة للحصاد في ‏الولايات المتحدة المخاوف بشأن الطقس في الغرب الأوسط.‏

لطن في المقابل، تراجعت أسعار فول الصويا بعد ارتفاعها في اليوم السابق، متأثرة ‏أيضًا بالمنافسة البرازيلية حيث ينتظر المتداولون صورة أوضح عن تأثير الطقس ‏الحار والجاف على عوائد السندات الأمريكية.‏

وقال أولي هوي، مدير الخدمات الاستشارية في شركة الوساطة الزراعية ‏الأسترالية ‏IKON Commodities‏: "من المرجح أن تؤثر المعروض الفوري ‏الكبير من الذرة على السوق".‏

وقالت وكالة الإمدادات الغذائية البرازيلية كوناب يوم الأربعاء إن البرازيل من ‏المتوقع أن تنتج رقما قياسيا قدره 131.8 مليون طن متري من الذرة بسبب وفرة ‏المحصول الثاني الذي أوشك المزارعون على الانتهاء من حصاده.‏

وقال محللون ومهندسون زراعيون إن حصاد الذرة في أجزاء من الغرب الأوسط ‏الغربي للولايات المتحدة يبدأ في وقت أقرب من المعتاد بعد أن أدى الطقس الحار ‏والجاف إلى تسريع نضج المحصول.‏

ومع ذلك، هناك حالة من عدم اليقين بشأن الإنتاجية المحتملة بعد انتهاء عملية ‏الخبز في فصل الصيف.‏

وخفضت شركة وساطة السلع الأساسية ‏StoneX SNEX‏. تقديراتها لمتوسط إنتاج ‏الذرة في الولايات المتحدة لعام 2023 بمقدار 2 بوشل للفدان إلى 175 بوشل للفدان ‏وخفضت تقديراتها للحصاد إلى 15.102 مليار بوشل.‏

وتوقع استطلاع للمزارعين أجرته شركة الوساطة المالية ‏Allendale‏ انخفاض ‏إنتاج الذرة في الولايات المتحدة لعام 2023 بمقدار 171.51 بوشل لكل فدان.‏

ويتجه الاهتمام الآن إلى تقرير العرض والطلب على المحاصيل الصادر عن ‏وزارة الزراعة الأمريكية لشهر سبتمبر/أيلول والذي من المقرر أن يصدر في 12 ‏سبتمبر/أيلول. وزارة الزراعة الأمريكية/بتوقيت شرق الولايات المتحدة.‏

وأظهرت حسابات رويترز المستندة إلى بيانات الجمارك يوم الخميس أن الصين ‏استوردت 9.35 مليون طن متري من فول الصويا في أغسطس، حيث استمرت ‏المشتريات الكبيرة من الفاصوليا البرازيلية الرخيصة في تشجيع المشتريات.‏

وقد يعيق ذلك تدفق الحبوب الرخيصة من روسيا، أكبر مصدر للقمح في العالم، ‏والتي خفضت الأسعار.‏

الذرة

في ختام الجلسة، استقرت العقود الآجلة للذرة تسليم ديسمبر/كانون الأول عند ‏‏4.86 ‏دولار ‏للبوشل.‏

الصويا

وانخفضت العقود الآجلة للصويا تسليم نوفمبر/تشرين الثاني ‏بنسبة ‏‏1.2% ‏إلى ‏‏13.59‏ ‏دولار ‏للبوشل.‏

القمح

وهبطت العقود الآجلة للقمح تسليم ديسمبر/كانون الأول بنسبة 1.7% إلى مستوى ‏‏5.99 ‏دولار ‏للبوشل.‏