اليورو يواصل خسائره أمام الجنيه بسبب البنوك المركزية

تراجع اليورو بالسوق الأوروبية يوم الاثنين مقابل سلة من العملات العالمية ،ليواصل خسائره لليوم السادس على التوالي مقابل الجنيه الإسترليني ، على وشك تسجيل أدنى مستوى فى أسبوعين ، بسبب البنوك المركزية فى أوروبا والممتلكة المتحدة.

أشار البنك المركزي الأوروبي عقب اجتماعه الأخيرة مطلع الشهر الجاري إلى وجود زيادة أخرى فى أسعار الفائدة الأوروبية بمقدار 50 نقطة أساس فى آذار/مارس المقبل ،وأي زيادة جديدة سوف تتوقف على البيانات والتطورات الاقتصادية فى أوروبا.

فى المقابل جاءت تصريحات محافظ بنك إنجلترا "أندرو بيلي " أمام البرلمان البريطاني لتعزز احتمالات استمرار البنك فى تشديد السياسة النقدية ورفع أسعار الفائدة بسبب حالة عدة اليقين حيال التضخم فى المملكة المتحدة.

سعر صرف اليورو مقابل الجنيه الإسترليني

انخفض اليورو مقابل الجنيه الإسترليني بحوالي 0.3% إلى 0.8825 ، من سعر افتتاح تعاملات اليوم عند 0.8848، وسجل أعلى مستوى عند 0.8874. 

أنهي اليورو تعاملات الجمعة منخفضا بنسبة 0.1% مقابل الجنيه الإسترليني ، فى خامس خسارة يومية على التوالي ،ضمن أطول سلسلة خسائر يومية منذ أيلول/سبتمبر الماضي ،بفضل صعود عائد سندات الخزانة البريطانية لأجل عشر سنوات ،بالإضافة إلى تصريحات أعضاء بنك إنجلترا.

البنك المركزي الأوروبي

كان البنك المركزي الأوروبي حازما فى اجتماع 2 شباط/فبراير في التأكيد على أن أسعار الفائدة سترتفع بنحو 50 نقطة أساس في اجتماع آذار/مارس المقبل ،ومن المرجح أن ترفع مرة أخرى في الأشهر التالية ، وإن كان ذلك بزيادات غير محددة حتى الآن.

قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي "كريستين لاجارد" نحن بالتأكيد لسنا هناك الآن "آذار/ماس" وعليه سنعتمد على مؤشرات التضخم والضغوط التي نراها بشكل واضح للغاية فى الوقت الحاضر.

وأضافت لاجارد ،ما سيحدث بعد ذلك كما قلت سباقا ،سنعتمد على البيانات فى تحديد مقدار الأرضية التي نحتاج إلى تغطيتها ، وستكون هناك أرضية للتغطية على الأرجح.

وانخفضت معدلات التضخم فى أوروبا خلال كانون الثاني/يناير ،للشهر الثالث على التوالي ، مسجلة أدنى مستوى منذ أيار/مايو 2022 ،الأمر الذي قلص الضغوط التضخمية على صانعي السياسة النقدية بالبنك المركزي الأوروبي ،ومن المتوقع أن تسجل المعدلات تراجعا للشهر الرابع على التوالي فى شباط/فبراير الجاري على حسب رؤية معظم الاقتصاديين.

بنك إنجلترا

قال محافظ بنك إنجلترا "أندرو بيلي" فى البرلماني البريطاني الأسبوع الماضي خلال جلسة استماع حول السياسة النقدية فى المملكة المتحدة ،إنه لا مجال للتهاون بشأن التضخم ،وأن لجنة السياسة النقدية لا تزال متيقظة لعلامات استمرار الضغوط التضخمية.

وقال عضو بنك إنجلترا "جوناثان هاسكل" تشير النظرية الاقتصادية إلى أن عدم اليقين بشأن استمرار التضخم يجب أن يقابل بإجراءات أكثر قوة ،ولذا سأظل متيقظا للإشارات التي توضح أن التضخم أكثر ثباتا مما توقعنا ،وأتصرف بقوة إذا لزم الأمر.

عززت تلك التصريحات الرهانات حول قيام بنك إنجلترا بزيادة سعر الفائدة بنحو 50 نقطة أساس فى آذار/مارس المقبل ، بما يصل بمعدل الفائدة إلى مستوي 4.5% ،لتستمر الفجوة فى أسعار الفائدة بين المملكة المتحدة وأوروبا فى حدود 100 نقطة أساس صالح أسعار الفائدة البريطانية.

توقعات

قال رئيس أبحاث الفوركس فى بنك أتش بي سي بي  "دومينيك بانينغ" لا نعتقد أن يتداول اليورو مقابل الجنيه الإسترليني بالقرب من المستويات التي شوهدت عندما كان لدي المستثمرين مخاوف هيكلية بشأن الأصول فى المملكة المتحدة.

وأضاف دومينيك ،علاوة على ذلك ،فإن العجز التجاري في المملكة المتحدة يتقلص بشكل أسرع من منطقة اليورو ؛ وتشير مقاييس التقييم إلى أن الجنيه الإسترليني لا يزال أرخص من اليورو ،و لقد أدى تحديد المواقع إلى تحويل اليورو إلى صفقات شراء ولكنه لا يزال قصيرا على الجنيه الإسترليني  ، نعتقد أن المسرح مهيأ لانخفاض اليورو / الجنيه الإسترليني.