استقر النشاط الاقتصادي في القطاع الخدمي الأمريكي خلال سبتمبر أيلول، مع انخفاض مؤشر مديري المشتريات إلى المستوى الفاصل بين النمو والانكماش للمرة الأولى منذ يناير كانون الثاني 2010.
وأظهرت بيانات صدرت الجمعة عن معهد إدارة التوريد "آي إس إم"، تراجع مؤشر مديري المشتريات الخدمي بمقدار نقطتين مئويتين إلى 50 نقطة الشهر الماضي مقابل توقعات انخفاضه بشكل طفيف إلى 51.8 نقطة.

ارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية في بداية تداولات اليوم الجمعة مدعومة بالقطاع التكنولوجي لا سيما أسهم شركات الذكاء الاصطناعي، وذلك على الرغم من استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة.

ويستمر الإغلاق الحكومي -الذي دخل يومه الثالث الجمعة- إثارة المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد ومخاطر التضخم وضعف سوق العمل.

ونتيجة لهذا الإغلاق، توقفت وزارة العمل عن نشر بيانات رئيسية مثل تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر أيلول الماضي.

وعلى صعيد التداولات، قفز مؤشر داو جونز الصناعي بحلول الساعة 15:43 بتوقيت جرينتش بنسبة 1% (ما يعادل 443 نقطة) إلى 46966 نقطة، وصعد مؤشر S&P 500 الأوسع نطاقاً بنسبة 0.4% (ما يعادل 29 نقطة) إلى 6744 نقطة، في حين ارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.2% (ما يعادل 38 نقطة) إلى 22882 نقطة.

ارتفعت أسعار النحاس خلال تداولات اليوم الجمعة، لكن معظم المحافظ الاستثمارية لا تزال بلا أي تعرض لهذا المعدن الذي يغذي صناعة السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي. ورغم أن الصين، التي تستهلك 60% من الإمدادات العالمية، تعاني من ضعف في اقتصادها، إلا أن الأسعار واصلت الصعود، وهو ما يعتبر تطورًا غير طبيعي.

تتوقع بنوك كبرى وصول الأسعار إلى 15,000 دولار للطن (أي صعود بنحو 43% من المستويات الحالية)، لكن ذلك مشروط بفهم الفارق بين الاضطرابات المؤقتة والعوامل الهيكلية طويلة الأجل.

ويواجه السوق عجزًا هيكليًا في الإمدادات حتى عام 2027. ويصف المحللون الوضع الحالي بأنه فرصة للشراء، وإن كانت محفوفة بمخاطر تقلبات حادة.

صدمات المعروض تشدد السوق العالمية

ثلاثة اضطرابات كبرى أزالت كميات ضخمة من الإمدادات العالمية:

• كارثة منجم "غراسبرغ": منجم "غراسبرغ" التابع لشركة Freeport-McMoRan في إندونيسيا، ثاني أكبر منجم نحاس في العالم، تعرض لانهيار كارثي بسبب تدفق وحلي في 8 سبتمبر 2025، ما أجبر على إغلاق كامل. ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى إخراج ما بين 525,000 و591,000 طن من السوق حتى نهاية 2026، أي ما يعادل 2.6% من الإنتاج العالمي للمناجم.
• انهيار منجم تشيلي: شركة Codelco علقت العمليات في منجمها "إل تينيينتي" بعد انهيار نفق أسفر عن مقتل سبعة عمال.
• إغلاق بسبب احتجاجات في بيرو: شركة Hudbay أوقفت مؤقتًا عمليات الطحن في منجم "كونستانسيا" نتيجة اضطرابات اجتماعية وحواجز احتجاجية.

وقد عدّلت غولدمان ساكس توقعاتها لسوق النحاس لعام 2025 من فائض متوقع يبلغ 105,000 طن إلى عجز قدره 55,500 طن. وتتوقع مؤسسة Benchmark Mineral Intelligence أن يواجه السوق العالمي أكبر عجز منذ عام 2004.

"عندما تتوقف ثلاثة مناجم كبرى في وقت واحد، لا يتكيف السوق فقط، بل يعيد تسعير كل شيء"، بحسب المحللين.

هذه الاضطرابات الآنية عززت الأسعار فورًا، لكن العجز الهيكلي سيستمر بغض النظر عن موعد استئناف هذه المناجم للعمل.

البنية التحتية للذكاء الاصطناعي تخلق طلبًا جديدًا

يُسهم الذكاء الاصطناعي في دفع الطلب على النحاس بطرق لم تكن ضمن التوقعات قبل عامين. إذ يتطلب كل مركز بيانات فائق (Hyperscale AI Data Center) ما يصل إلى 50,000 طن من النحاس، مقارنة بـ 5,000 – 15,000 طن فقط للمراكز التقليدية.

وتتوقع BloombergNEF أن تستهلك مراكز البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في المتوسط 400,000 طن سنويًا خلال العقد المقبل، مع ذروة عند 572,000 طن في 2028. وبحلول عام 2035، قد يتجاوز إجمالي النحاس المستخدم في هذه المراكز 4.3 مليون طن.

كما يُتوقع أن ينمو الطلب على الكهرباء من مراكز البيانات من 77 غيغاواط في 2023 إلى 334 غيغاواط في 2030، ما يتطلب كميات هائلة من النحاس في أنظمة التوزيع الداخلية والربط مع شبكات الكهرباء.

الكهربة تدفع الطلب طويل الأمد

عدة اتجاهات كهربائية تعزز نمو الطلب المستدام على النحاس:

• المركبات الكهربائية: تحتاج سيارات EV إلى 2-3 أضعاف النحاس مقارنة بالسيارات التقليدية. ويتوقع المجموعة الدولية لدراسة النحاس (ICSG) أن يصل الطلب العالمي إلى 33 مليون طن بحلول 2035 و37 مليون طن بحلول 2050، ارتفاعًا من 27 مليون طن في 2024.
• الطاقة المتجددة: مشاريع التوربينات الهوائية، والألواح الشمسية، وتحديث شبكات الكهرباء تعتمد على النحاس لنقل وتوليد الطاقة.

ومن المهم الإشارة إلى أن دورة تطوير المناجم الجديدة تبلغ 17 عامًا في المتوسط، ما يعني أن الإمدادات لن تتمكن من الاستجابة بسرعة لزيادة الطلب، وهو ما يكرّس حالة العجز المستمر.

توقعات السوق

• بنك أوف أميركا: 11,313 دولارًا للطن في 2026، ترتفع إلى 13,501 دولار في 2027.
• يو بي إس (UBS): 11,000 دولار للطن بحلول سبتمبر 2026.
• جي بي مورغان (J.P. Morgan): متوسط 11,000 دولار للطن في 2026.
• سيتي (Citi): سيناريوهات بين 11,000 – 12,000 دولار للمدى المتوسط.

وعلى صعيد التداولات في الفترة الأمريكية، ارتفعت العقود الآجلة للنحاس تسليم ديسمبر كانون الأول بحلول الساعة 15:29 بتوقيت جرينتش بنسبة 1.9% إلى 5.04 دولار للرطل.

ارتفع سعر البيتكوين يوم الجمعة إلى أعلى مستوى له في سبعة أسابيع قرب 120 ألف دولار، ليواصل مساره نحو تحقيق مكاسب أسبوعية قوية، مدفوعاً بتفاؤل موسمي يُعرف بين مستثمري العملات المشفّرة باسم "Uptober"، إلى جانب توقعات بزيادة السيولة عقب إغلاق الحكومة الأميركية.

وتداولت أكبر عملة مشفّرة في العالم مرتفعة بنسبة 1.2% عند 120,052.2 دولار بحلول الساعة 02:20 بتوقيت الساحل الشرقي الأميركي (06:20 بتوقيت غرينتش)، وهو أعلى مستوى منذ منتصف أغسطس، بعدما قفزت لفترة وجيزة فوق 121 ألف دولار يوم الخميس.

وبذلك يكون البيتكوين قد ارتدّ بنحو 10% هذا الأسبوع بعد هبوط حاد في أواخر سبتمبر سببه موجة تصفيات واسعة أزالت مراكز استثمارية بالرافعة المالية بمليارات الدولارات. وقد جرى تصفية مراكز مشتقات للعملات المشفرة تتجاوز قيمتها 20 مليار دولار الأسبوع الماضي، ما عمّق عمليات البيع قبل أن يتدخل مستثمرون كبار (whale buyers) لدعم الأسعار.

ارتداد البيتكوين مدعوماً بصعود أكتوبر أو ما يعرف بـ "Uptober" وتوقعات تدفق السيولة من إغلاق الحكومة الأميركية

تاريخياً، يُعد شهر أكتوبر من أقوى الأشهر أداءً للبيتكوين، وهو ما يُطلق عليه المستثمرون في القطاع مصطلح "Uptober".

ويعزز هذا التفاؤل الموسمي هذا العام استمرار التدفقات إلى صناديق البيتكوين الفورية المتداولة في البورصة (ETFs) بالولايات المتحدة، إضافةً إلى توقعات بأن الظروف الاقتصادية الكلية قد تصبح أكثر مرونة.

كما أشارت تقارير إلى أن الإغلاق الحكومي الأميركي الوشيك يُنظر إليه كعامل محتمل لتوفير دفعة قصيرة الأجل من السيولة. فالإغلاق قد يؤدي إلى تأجيل نشر بيانات اقتصادية رئيسية والحد من عمليات الخزانة الأميركية، وهو ما يعتقد بعض المستثمرين أنه قد يوجّه السيولة نحو أصول بديلة، بما في ذلك العملات المشفرة.

لكن من ناحية أخرى، قد يعقّد إغلاق حكومي طويل الأمد آفاق السياسة النقدية للاحتياطي الفدرالي بسبب حرمانه من مؤشرات اقتصادية رئيسية، مما قد يزيد من تقلبات الأسواق.

مجموعة CME تستعد لإطلاق تداول العملات المشفرة على مدار الساعة

أعلنت مجموعة CME Group Inc (ناسداك: CME) يوم الخميس أنها ستتيح التداول على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع لعقود العملات المشفرة الآجلة والخيارات، بدءاً من أوائل عام 2026، وذلك رهن الحصول على موافقة الجهات التنظيمية.

وقالت شركة تشغيل البورصات في بيان إن هذه الخطوة تهدف إلى تلبية الطلب المتزايد من العملاء على التداول المستمر، حيث ستتم عمليات التداول بشكل متواصل على منصة CME Globex مع فترة توقف قصيرة أسبوعياً لأعمال الصيانة.

وأضافت الشركة أن منتجاتها الخاصة بالعملات المشفرة شهدت نشاطاً قياسياً هذا العام، من بينها بلوغ حجم الفائدة المفتوحة الاسمية 39 مليار دولار في سبتمبر، وقفزة بنسبة 230% في متوسط حجم التداول اليومي في أغسطس على أساس سنوي.