بيان رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن حول ميزانية 2022

لقد مر اقتصادنا بصدمة فيروس كورونا بشكل أفضل من أي مكان آخر في العالم تقريباً، لدينا بطالة منخفضة قياسية، والنشاط الاقتصادي أعلى مما كان عليه قبل جائحة كورونا، ولدينا ديون أقل من معظم البلدان التي نقارن أنفسنا بها، ولكن، مع انحسار الوباء، تبرز تحديات أخرى -طويلة الأجل وأكثر إلحاحاً- في المقدمة.

تنتهز ميزانية 2022 الفرصة للقيام باستثمارات تؤمن مستقبلنا، على أساس قوة هذا الانتعاش الاقتصادي، مع الاستجابة أيضاً لضغوط تكلفة المعيشة التي يواجهها العالم بأسره حالياً، الخطة هذا العام هي القيام بأمرين. أولاً، ضمان الأمن الاقتصادي والاجتماعي للأجيال القادمة لأوتياروا نيوزيلندا، من خلال الاستثمار في البنية التحتية التي ستبني دولة أفضل للجميع بينما تجعلنا أقل عرضة للصدمات الخارجية. 

ميزانية 2022 تشمل أكبر استثمار على الإطلاق في النظام الصحي الذي يعتني بنا جميعاً ويوفر غطاء شامل من الأمان ضد متغيرات الفيروس التاجي المستقبلية. إنها تعد خطوات واسعة أكبر خطوات العمل المناخي من قبل أي حكومة حتى الآن وتواصل عمل السنوات الأربع الماضية لانتشال المزيد من الأطفال من الفقر وبناء المزيد من المنازل وتشجيع التعليم ورفع المهارات وتوفير وظائف بأجور أعلى تؤدي إلى زيادة الإنتاجية.

وثانيًا، ستخفف ميزانية 2022 من تأثير دورة التضخم على الأسر، بينما نعلم أن العاصفة الحالية سوف تمر، من المهم أن نزيل الجوانب الصعبة، وتهدف حزمة تكلفة المعيشة الخاصة الواردة في الميزانية إلى القيام بذلك.

في ميزانية العام الماضي، قمنا بتأمين تعافينا من خلال الاستجابة الصحية القوية للفيروس التاجي التي قدمت واحدة من أقوى الاقتصادات في العالم، حيث ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5.6% العام الماضي، والصادرات بلغت مستويات قياسية وتوظيف المزيد من الأشخاص أكثر من أي وقت مضى.

وعلى الرغم من أن الجائحة تسببت في صدمة اقتصادية أكبر من الأزمة المالية العالمية، فإن استجابتنا تعني أن أوتياروا نيوزيلندا تتعافى بسرعة أكبر مما فعلنا بعد الأزمة المالية العالمية.

وهذا يعني أيضاً أنه يمكننا سداد الديون التي أخذناها على عاتقنا لدعم الحياة وسبل العيش بشكل أسرع مما حدث بعد الأزمة المالية العالمية، ونحن على الطريق الصحيح للقيام بذلك، ويعني هذا الوضع المالي القوي أنه يمكننا القيام بالاستثمارات التي نحتاجها، مع الاستمرار في كبح الديون.

ولكن المهم في الأوقات الصعبة هو الاستعداد للمستقبل، ونحن بحاجة إلى الاستثمار الآن للتأكد من استعدادنا لما ينتظرنا، لذلك نحن في أمان عند وصوله، سواء كان ذلك بسبب تأثير تغير المناخ أو الضغط المتزايد على الخدمات الصحية، فالآن ليس الوقت المناسب لإبعاد أعيننا عن الكرة.

وفي النهاية، تدور ميزانية 2022 حول تأمين مستقبلنا، في الأوقات الصعبة والجيدة، وأظهرت الحكومة أننا سندعم النيوزيلنديين من خلال لها، مع ضمان ازدهار أوتياروا نيوزيلندا للجميع.