ارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية خلال تداولات اليوم الإثنين على نحو حاد بعد أن هدأ الرئيس دونالد ترامب من نبرته بشأن التوترات التجارية مع الصين.

وصرح ترامب أمس بأن الولايات المتحدة لا تسعى لإلحاق الضرر بالصين، كما أكد وزير الخزانة "سكوت بيسنت"، أن "ترامب" سيعقد لقاءً مع نظيره الصيني "شي جين بينج" في كوريا الجنوبية لاحتواء التوترات التجارية.

وهدأت هذه التصريحات مخاوف الأسواق من تصاعد الحرب التجارية مجددًا، بعدما فرض "ترامب" رسومًا جمركية بنسبة 100% على السلع الصينية مع تشديد ضوابط تصدير التكنولوجيا المتقدمة إلى بكين اعتبارًا من مطلع نوفمبر تشرين الثاني القادم.

ولا تزال السوق تشعر بالقلق مع دخول الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة يومه الثالث عشر، ومع اقتراب الموعد النهائي لإصدار الرواتب في 15 أكتوبر تشرين الأول.

وعلى صعيد التداولات، قفز مؤشر داو جونز الصناعي بحلول الساعة 16:59 بتوقيت جرينتش بنسبة 1.4% (ما يعادل 625 نقطة) إلى 46104 نقاط، وصعد مؤشر S&P 500 الأوسع نطاقاً بنسبة 1.6% (ما يعادل 106 نقاط) إلى 6659 نقطة، في حين ارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 2.1% (ما يعادل 470 نقطة) إلى 22674 نقطة.

استقرت أسعار النيكل خلال تداولات اليوم الإثنين على نحو سلبي وسط ارتفاع الدولا مقابل أغلب العملات الرئيسية فضلاً عن تقييم الأسواق لتداعيات حادث انفجار مجمع صناعي لمعالجة النيكل في إندونيسيا.

واندلع حريق يوم الأحد في منشأة داخل مجمع موروالـي الصناعي (Morowali Industrial Park – IMIP)، وهو أكبر مركز لمعالجة النيكل في إندونيسيا، ما أسفر عن إصابة ثلاثة عمال، بحسب ما أفاد به مسؤولون محليون.

وقال المتحدث باسم المجمع، ديدي كورنياوان، في رسالة نصية إن الحريق اندلع في برج لتنقية الغازات (scrubber tower) تابع لأحد المستأجرين داخل المجمع، مرجحًا أن يكون قد نجم عن شرارة أثناء أعمال لحام.

وأضاف كورنياوان: “أُصيب ثلاثة موظفين بجروح طفيفة، والتحقيق في سبب الحريق لا يزال جاريًا.”

وأكد أن العمليات في مجمع موروالي تسير بشكل طبيعي، إذ إن الحادث وقع في موقع مستأجر واحد فقط وكان قيد الإنشاء عند اندلاع الحريق.

تُعد إندونيسيا أكبر منتج للنيكل في العالم، غير أن قطاع المعالجة فيها يشهد حوادث حرائق متكررة، من بينها حريق مميت في ديسمبر 2023.

من ناحية أخرى، ارتفع مؤشر الدولار بحلول الساعة 16:49 بتوقيت جرينتش بنسبة 0.3% إلى 99.2 نقطة، وسجل أعلى مستوى عند 99.3 نقطة وأقل مستوى عند 98.8 نقطة.

وعلى صعيد التداولات، استقرت العقود الفورية للنيكل في تمام الساعة 17:00 بتوقيت جرينتش على نحو سلبي عند مستوى 15 ألف دولار للطن.

ارتفعت عملة البيتكوين مجددًا فوق مستوى 114 ألف دولار يوم الاثنين، بعد أن شهدت سوق العملات المشفّرة أكبر عملية تصفية يومية في تاريخها، حيث تمّت تصفية مراكز بقيمة تقترب من 19 مليار دولار، إثر تصاعد جديد في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

وارتفعت أكبر عملة رقمية في العالم بنسبة 2.6% لتصل إلى 114,360 دولارًا في الساعة 09:23 صباحًا بتوقيت الساحل الشرقي الأميركي (13:23 بتوقيت غرينتش).

كانت بيتكوين قد هبطت إلى أدنى مستوى عند 103,893.3 دولارًا يوم الجمعة، بعد أن تجاوزت مستوى 122 ألف دولار في اليوم نفسه، وذلك بعدما بلغت مستوىً قياسيًا جديدًا فوق 126 ألف دولار في الأسبوع السابق.

تهديدات ترامب الجديدة بالرسوم الجمركية تشعل موجة تصفيات حادة

بدأت موجة البيع الحادة عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الجمعة عن خطط لفرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على السلع الصينية، إلى جانب تشديد ضوابط التصدير على التقنيات الحساسة.

أدّى هذا الإعلان إلى اضطراب واسع في الأسواق العالمية، إذ دفع المستثمرين إلى الخروج من الأصول عالية المخاطر، وأشعل موجة من عمليات التصفية القسرية للمراكز ذات الرافعة المالية العالية في سوق العملات الرقمية.

وخلال 24 ساعة فقط، جرى تصفية مراكز شراء (Long positions) تزيد قيمتها على 19 مليار دولار عبر البورصات الكبرى، في ما وصفته مزوّدو البيانات بأنه أكبر حدث تصفية يومية على الإطلاق في تاريخ سوق العملات المشفّرة.

كما تمّ إغلاق أكثر من 1.6 مليون حساب تداول، مع تسارع تنفيذ أوامر وقف الخسارة واستدعاءات الهامش (Margin Calls)، ما عمّق من وتيرة الانهيار، وفقًا للتقارير.

وشهدت بورصات من بينها Binance وBybit وHyperliquid أعلى أحجام تصفية يومية في تاريخها. وتعرّضت أيضًا العملات الرقمية الكبرى الأخرى لانخفاضات حادة، متتبعة الهبوط العنيف لبيتكوين.

بكين تتوعّد، وترامب يخفّف لهجته

وردّت بكين على تهديدات ترامب الجمركية بالقول إنها "غير خائفة من حرب تجارية"، وتعهّدت باتخاذ إجراءات مضادة عند الضرورة.

لكن ترامب تبنّى لهجة أكثر تصالحًا خلال عطلة نهاية الأسبوع، قائلًا للأسواق: "لا تقلقوا بشأن الصين"، ومشيرًا إلى أنه لا توجد نية فورية لتصعيد جديد.

هذا الموقف الأكثر هدوءًا ساعد جزئيًا في تهدئة المعنويات، غير أن المتداولين ظلّوا حذرين من التحوّلات المفاجئة في السياسة التجارية الأميركية.

تُظهر التقلّبات الحادة خلال يوم واحد فقط بعد الإعلان، مدى ارتباط سوق العملات المشفّرة بالتطورات الاقتصادية الكلية والمخاطر الجيوسياسية.

فبعد أن كانت تُعتبر سابقًا منفصلة عن الأسواق التقليدية، أصبحت بيتكوين والأصول الرقمية الأخرى تتصرف بشكل متزايد كأصول عالية المخاطر، تتفاعل بسرعة مع الصدمات العالمية وتدفّقات رؤوس الأموال عبر الأسواق.

شركة Strategy تضيف 220 بيتكوين جديدة إلى احتياطياتها

أعلنت شركة Strategy (الاسم الجديد لشركة MicroStrategy) أنها اشترت 220 بيتكوين إضافية في الفترة بين 6 و12 أكتوبر، مقابل نحو 27.2 مليون دولار، بسعر متوسط قدره 123,561 دولارًا لكل عملة، بحسب بيان أصدرته الشركة يوم الاثنين.

وبذلك أصبحت الشركة تمتلك 640,250 بيتكوين تُقدّر قيمتها بنحو 73 مليار دولار.

وقال مايكل سايلور، الشريك المؤسس ورئيس مجلس الإدارة التنفيذي، إن هذه العملات تمّ الاستحواذ عليها بمتوسط تكلفة يبلغ 74,000 دولار لكل عملة، لترتفع إجمالي استثمارات الشركة إلى حوالي 47.4 مليار دولار بما في ذلك الرسوم والمصاريف.

ارتفعت أسعار النفط يوم الاثنين بعد أن لامست أدنى مستوياتها في خمسة أشهر خلال الجلسة السابقة، مع تركيز المستثمرين على احتمال عقد محادثات بين الرئيسين الأمريكي والصيني، والتي قد تسهم في تخفيف حدة التوتر التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.

وصعدت عقود خام برنت الآجلة بمقدار 1.08 دولار، أو بنسبة 1.7%، إلى 63.81 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 10:56 بتوقيت غرينتش، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 1.13 دولار، أو بنسبة 1.92%، إلى 60.03 دولارًا للبرميل.

وكان الخامان قد تراجعا بنحو 4% يوم الجمعة، ليغلقا عند أدنى مستوى لهما منذ مايو الماضي.

دعم من انفراجة إنسانية في غزة

تلقى مزاج السوق دفعة إيجابية أيضًا بعد أن أفرجت حركة حماس الفلسطينية عن آخر 20 رهينة إسرائيلية على قيد الحياة يوم الاثنين، في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة أمريكية.

واعتبرت هذه الخطوة تقدمًا كبيرًا نحو إنهاء حرب غزة المستمرة منذ عامين، في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن ما وصفه بـ"فجر تاريخي جديد في الشرق الأوسط".

وقال سوفرو ساركار، محلل الطاقة في بنك DBS: "الانهيار السعري الأسبوع الماضي جاء إلى حد كبير بسبب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وعودة تقلبات التجارة بين الولايات المتحدة والصين قبل الموعد النهائي لهدنة التجارة في 10 نوفمبر."

وأضاف أن موجة البيع في الأسواق يبدو أنها وصلت إلى حدها الأدنى، مدعومة بـاستعداد واشنطن وبكين للتفاوض، مشيرًا إلى أن التوقعات على المدى القريب ستعتمد على نتائج المحادثات التجارية المرتقبة.

التوترات التجارية بين واشنطن وبكين

كانت التوترات بين الولايات المتحدة والصين قد تفاقمت الأسبوع الماضي بعدما وسّعت بكين قيودها على صادرات المعادن النادرة، وردًا على ذلك قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة إنه سيفرض رسومًا جمركية بنسبة 100% على الصادرات الصينية المتجهة إلى الولايات المتحدة.

وألقى ترامب لاحقًا بظلال من الشك على اجتماع مرتقب مع نظيره الصيني شي جين بينغ المقرر عقده في وقت لاحق من الشهر الجاري، قائلًا إنه "لا يرى سببًا للاجتماع معه".

لكن الممثل التجاري الأمريكي جاميسون جرير صرّح يوم الأحد بأن الاجتماع لا يزال ممكنًا، وقد يُعقد في كوريا الجنوبية على هامش منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC).

وكانت أسعار النفط قد تراجعت بشكل حاد في مارس وأبريل عندما بلغت التوترات التجارية بين البلدين ذروتها.

مؤشرات على تحسن الطلب الصيني

وعلى جانب الطلب، أظهرت بيانات الجمارك الصينية أن واردات الصين من النفط الخام في سبتمبر ارتفعت بنسبة 3.9% على أساس سنوي لتصل إلى 11.5 مليون برميل يوميًا، وهو ما اعتُبر إشارة إيجابية على تعافي الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.