ارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية خلال تداولات اليوم الأربعاء بعد صدور بيانات اقتصادية قوية فضلاً عن عودة الطلب على أسهم الذكاء الاصطناعي مما دعم القطاع التكنولوجي.

وأظهرت بيانات "إيه دي بي" اليوم إضافة القطاع الخاص الأمريكي 42 ألف وظيفة في أكتوبر تشرين الأول، وهو ما يعد أعلى من التوقعات البالغة 22 ألف وظيفة، مقارنة بفقدان 29 ألف وظيفة في سبتمبر أيلول.

وكشف معهد إدارة التوريد "آي إس إم" في مسح نُشرت نتائجه الأربعاء، أن مؤشر مديري المشتريات الخدمي الأمريكي ارتفع إلى 52.4 نقطة مئوية في أكتوبر تشرين الأول، بعد أن سجّل 50 نقطة في سبتمبر أيلول، وهو المستوى الذي يفصل بين النمو والانكماش.

وكان المستثمرون يترقبون جلسة المحكمة العليا التي ناقشت مدى قانونية تعريفات ترامب الجمركية، حيث تناولت القضية ما إذا كان للرئيس السلطة لفرض مثل هذه الرسوم بموجب قانون الصلاحيات الاقتصادية الطارئة الدولية (IEEPA).

وتركزت أسئلة القضاة المحافظين والليبراليين على الأساس القانوني للرسوم الواسعة النطاق، ووجّهوا استفسارات إلى المحامي العام جون سور بشأن مبررات إدارة ترامب في فرض تلك الرسوم.

كما أظهرت أسواق التنبؤات أن المتداولين خفضوا رهاناتهم على أن المحكمة ستؤيد تعريفات ترامب بعد أن بدت متشككة حيالها.

وعند إغلاق الجلسة، صعد مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.5% (ما يعادل 225 نقطة) إلى 47311 نقطة، وبلغ أعلى مستوى عند 47460 نقطة وأقل مستوى عند 47041 نقطة.

وارتفع إس آند بي 500 الأوسع نطاقاً بنسبة 0.4% (ما يعادل 24 نقطة) إلى 6796 نقطة، وسجل أعلى مستوى عند 6829 نقطة وأقل مستوى عند 6763 نقطة.

وارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 0.6% (ما يعادل 151 نقطة) إلى 23500 نقطة، في حين بلغ أعلى مستوى عند 23636 نقطة وأقل مستوى عند 23287 نقطة.

ارتفعت عقود فول الصويا في بورصة شيكاغو بنسبة 1% تقريبًا يوم الأربعاء، لتستعيد بعض خسائر الجلسة السابقة، بعد أن خفضت بكين الرسوم الجمركية على السلع الزراعية الأميركية.

غير أن المكاسب بقيت محدودة بسبب توقعات بضعف الطلب الصيني على الشحنات القادمة من الولايات المتحدة.

وفي المقابل، استقرت أسعار الذرة دون تغيير يُذكر، بينما تراجعت أسعار القمح، متأثرةً بانخفاضات واسعة في أسعار النفط الخام والأسهم الأميركية، ما أضاف مزيدًا من الضغوط على معنويات السوق.

خفض الرسوم لا يكفي لدعم الطلب

وأكدت الصين يوم الأربعاء أنها ستعلّق الرسوم الانتقامية المفروضة على الواردات الأميركية بعد اللقاء الذي جمع زعيمي البلدين الأسبوع الماضي، بما في ذلك رفع الرسوم على المنتجات الزراعية.

لكن رغم ذلك، ستظل واردات فول الصويا الأميركي خاضعة لرسوم بنسبة 13%.

وقال متعامل في البذور الزيتية مقيم في سنغافورة: "لا نعتقد أن هذا الخفض في الرسوم سيولّد طلبًا كبيرًا على فول الصويا الأميركي في الصين. فأسعار فول الصويا الأميركي لا تزال أعلى من نظيره البرازيلي."

اتفاق تجاري دون تنفيذ واضح

وقالت البيت الأبيض إن الصين ستشتري ملايين الأطنان المترية من فول الصويا الأميركي بموجب الاتفاق الأخير لتخفيف حدة الحرب التجارية بين البلدين، مشيرةً إلى أن الكمية المبدئية تبلغ 12 مليون طن من المفترض أن تُسجل قبل نهاية ديسمبر.

غير أن الأسواق لم تشهد حتى الآن أي تأكيد لصفقات شراء كبيرة، في حين ذكرت مصادر تجارية يوم الاثنين أن المستوردين الصينيين كثفوا مشترياتهم من الشحنات البرازيلية الأرخص سعرًا.

ويأتي ذلك بينما لا تزال الحكومة الأميركية مغلقة جزئيًا، مما أدى إلى توقف نشر تقارير المبيعات التصديرية اليومية لوزارة الزراعة الأميركية (USDA).

تحركات الأسواق الآسيوية

ارتفعت أسعار كُسب فول الصويا في بورصة داليان الصينية بنسبة 1.5% نتيجة عمليات تغطية مراكز بيع مكشوفة.

وقال وان تشينغتشي، المحلل في شركة Capital Jingdu Futures: "ارتفعت أسعار كُسب فول الصويا بعد أن قلص بعض كبار المتعاملين جزءًا كبيرًا من مراكزهم البيعية عقب إعلان خفض الرسوم الجمركية."

في الوقت ذاته، شهدت أسواق الأسهم الآسيوية اضطرابات حادة يوم الأربعاء، حيث تأثر المتعاملون بموجة بيع واسعة وارتفاع حاد في تقلبات الأسعار إلى أعلى مستوياتها منذ أشهر، بعدما أثارت مخاوف من ارتفاع تقييمات الأسهم الأميركية موجة تراجع قوية في وول ستريت.

ضغوط على الذرة وتحديث تقديرات الإنتاج

تعرضت عقود الذرة لضغوط إضافية بعد أن رفعت شركة الوساطة StoneX توقعاتها لإنتاجية الذرة الأميركية قليلاً، وهو ما عكس التوقعات السابقة بانخفاض المحصول المحتمل.
كما أبقت شركة S&P Global Commodity Insights، يوم الثلاثاء، تقديرها لمتوسط إنتاج الذرة الأميركية لعام 2025 عند 185.5 بوشل لكل فدان، لكنها رفعت تقديراتها للمساحة المزروعة وحجم الإنتاج الإجمالي.

زيادة كبيرة في صادرات القمح الأوروبية

وفي أوروبا، كشفت المفوضية الأوروبية أن صادرات القمح الطري من الاتحاد الأوروبي منذ بداية الموسم قفزت بنحو 1.8 مليون طن متري خلال الأسبوع الماضي، بعد أن شملت الأرقام المحدثة بيانات كانت مفقودة سابقًا من فرنسا — أكبر منتج للقمح في الاتحاد الأوروبي.

الذرة

وعلى صعيد التداولات، ارتفعت العقود الآجلة للذرة تسليم ديسمبر كانون الأول في نهاية الجلسة بنسبة 0.8% عند 4.35 دولار للبوشل.

الصويا

وصعدت العقود الآجلة للصويا تسليم يناير كانون الثاني بنسبة 1.1% إلى 11.34 دولار للبوشل. 

القمح

وارتفعت العقود العقود الآجلة للقمح تسليم ديسمبر كانون الأول بنسبة 0.7% إلى 5.54 دولار للبوشل.

ارتفع سعر الريبل جنباً إلى جنب مع أغلب العملات الرقمية خلال تداولات اليوم الأربعاء مع تعافي اغلبها من المبيعات المكثفة التي قام بها حيتان البيتكوين في وقت سابق اليوم بقيمة تزيد عن 45 مليار دولار مما سحب البيتكوين وأخواتها نحو الهبوط.

وأعلنت شركة Ripple المتخصصة في الأصول الرقمية والبنية التحتية المالية، يوم الأربعاء، أنها جمعت 500 مليون دولار في جولة تمويل جديدة، لترتفع بذلك قيمتها السوقية إلى نحو 40 مليار دولار.

تأتي عملية التمويل في أعقاب سلسلة من الاستحواذات، ومع توسع الشركة في منتجاتها لتتجاوز مجال خدمات الدفع عبر البلوكشين الذي بدأت منه.

وتسعى شركات الأصول الرقمية والعملات المشفرة إلى الاستفادة من البيئة التنظيمية الأكثر ملاءمة في الولايات المتحدة بعد إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب وإقرار قانون العملات المستقرة التاريخي المعروف باسم “GENIUS Act”.

وقالت Ripple — التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالعملة الرقمية XRP — إن جولة التمويل قادتها صناديق تابعة لمجموعة Fortress Investment Group، إلى جانب شركات Citadel Securities وPantera Capital وGalaxy Digital وBrevan Howard وMarshall Wace.

عام قياسي من النمو

وقالت الشركة في بيان: "قرار قبول 500 مليون دولار من الأسهم العادية الجديدة يعكس القيمة الاستراتيجية لتعميق العلاقات مع شركاء ماليين يتمتعون بخبرة تكمل مجموعة منتجات Ripple العالمية المتنامية." وأضافت أنها تواصل تحقيق ما وصفته بأنه "عام قياسي من النمو".

وفي مقابلة مع شبكة CNBC، قالت مونيكا لونغ، رئيسة شركة Ripple، إن الشركة لم تكن بحاجة إلى جمع تمويل إضافي، لكنها رأت طلبًا قويًا من المستثمرين المؤسسيين الراغبين في الحصول على حصة في الشركة.

وأضافت: "نعتقد أن من المنطقي أن يكون هؤلاء شركاء استراتيجيين ومستثمرين يشاركون في بناء المستقبل."

تحول استراتيجي وتوسع عبر الاستحواذات

تسعى Ripple إلى ترسيخ مكانتها كشركة تكنولوجيا مالية (فينتك) تقدم حلول الأصول الرقمية والتقنيات القائمة على البلوكشين للعملاء المؤسسيين.

ومنذ تأسيسها عام 2012، ركزت الشركة في بدايتها على استخدام تكنولوجيا البلوكشين لتسهيل المدفوعات العابرة للحدود، حيث كان رمز XRP يُستخدم لنقل العملات التقليدية بسرعة بين الأطراف.

لكن الشركة عززت أعمالها في مجال المدفوعات خلال السنوات الأخيرة وتوسعت إلى مجالات جديدة عبر سلسلة من عمليات الاستحواذ.

ففي غضون أكثر من عامين بقليل، قالت Ripple إنها أكملت ست صفقات استحواذ.

وفي العام الماضي، أطلقت الشركة عملتها المستقرة الخاصة بها، وهي عملة رقمية مربوطة بالدولار الأميركي ومدعومة بأصول حقيقية.

وتُعتبر العملات المستقرة أداة أساسية في تسريع حركة الأموال عالميًا، إذ يمكنها العمل على مدار الساعة دون توقف.

وفي العام الجاري، استحوذت Ripple على منصة “Rail” المتخصصة في العملات المستقرة الموجهة للمؤسسات.

توسع في الحفظ والوساطة وإدارة الخزينة

إلى جانب المدفوعات، دفعت Ripple باتجاه مجالات أعمال جديدة تشمل حفظ الأصول الرقمية، والوساطة المالية للمؤسسات، وإدارة الخزينة للشركات.

وأوضحت لونغ أن استراتيجية الاستحواذ تستهدف شركات تكمل نشاط Ripple الأساسي في المدفوعات، أو تفتح مجالات توسع جديدة أمامها، مضيفة: "سنواصل النظر في أي فرص جديدة تظهر ضمن هذين المسارين."

لا خطط للاكتتاب العام

وفي حين أقدمت بعض شركات العملات المشفرة مثل Circle على الطرح العام في الأسواق، أكدت لونغ أن Ripple لا تفكر في هذا الخيار حاليًا.

وقالت: "نحن سعداء برؤية شركات العملات المشفرة تطرح أسهمها في السوق، فهذا جيد لنضوج القطاع ككل.

لكننا لسنا مركزين على الاكتتاب العام في الوقت الراهن. لدينا ميزانية قوية وسيولة كافية لمواصلة التوسع وإبرام صفقات الاندماج والاستحواذ والشراكات الاستراتيجية الكبرى. وسنظل شركة خاصة في المستقبل المنظور."

التمويل يأتي وسط اضطرابات في سوق العملات المشفرة

تأتي جولة التمويل هذه في وقت تتسم فيه أسواق العملات المشفرة بالتقلب الشديد.

فقد انخفض سعر بيتكوين هذا الأسبوع دون مستوى 100 ألف دولار للمرة الأولى منذ يونيو، مما أدى إلى تبخر مليارات الدولارات من القيمة الإجمالية للسوق الرقمية.

وعلى صعيد التداولات، قفز سعر الريبل بحلول الساعة 1:34 بتوقيت جرينتش على منصة كوين ماركت كاب بنسبة 12.2% إلى 2.35 دولار.

تراجعت أسعار النفط خلال تداولات اليوم الأربعاء في ظل المخاوف من وفرة المعروض العالمي، وذلك على وقع صدور بيانات أمريكية بشأن المخزونات.

وكشفت إدارة معلومات الطاقة عن أن مخزونات النفط الخام في أمريكا قد ارتفعت بمقدار 5.2 مليون برميل إلى 421.2 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، في حين كان التوقعات تشير إلى انخفاض بنحو 2.5 مليون برميل.

وانخفض مخزون البنزين بمقدار 4.7 مليون برميل إلى 206 ملايين برميل، بينما تراجع مخزون المقطرات (الذي يشمل وقود التدفئة والديزل) بمقدار 0.6 مليون برميل إلى 111.5 مليون برميل.

من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الكندي، "مارك كارني"، عن خطط لموازنة جديدة قد تتضمن إلغاء سقف انبعاثات النفط والغاز، وهو ما يعني تعزيز الإنتاج المحلي.

وعلى صعيد التداولات، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم يناير كانون الثاني عند التسوية بنسبة 1.43% أو ما يعادل 92 سنتاً إلى 63.52 دولار للبرميل.

كما تراجعت العقود الآجلة لخام نايمكس الأمريكي تسليم ديسمبر كانون الأول بنسبة 1.59% أو 96 سنتاً لتغلق عند 59.60 دولار للبرميل.